«جوجل» .. إمبراطورية من 14 قلعة تهيمن على الإنترنت – فولت

«جوجل» .. إمبراطورية من 14 قلعة تهيمن على الإنترنت

62

لم يكن للإنترنت عنوان في زمن لم تكن تظهر فيه الصفحة الرئيسية لأشهر محركات البحث على الإطلاق ”جوجل” في متصفحات الإنترنت، تلك الصفحة التي غيرت مفهوم البحث والوصول إلى المعلومات في بحر وأعماق صفحات الإنترنت والمحتوى الرقمي، الذي يسكن هذا العالم الافتراضي، تلك الشركة التي استطاعت في أقل من عشر سنوات أن تبني قلاعها وتهمين على برمجيات وخدمات الإنترنت لتعيد صياغة الشبكة العنكبوتية وتبلورها في نافذة وضعتها أمام مستخدمي الإنترنت.

فلم تكتف الشركة الأمريكية بهذا التأطير التاريخي، ولا بصناعة وتطوير برمجيات الأجهزة الذكية، بل أعادت صياغة نفسها عبر تجميع قلاعها لتبني إمبراطورية مكونة من شبكة اجتماعية، 12 قلعة، نظام خاص بها لتشغيل الأسلحة، وعدد من الجنود، التي تحمي موطنها.

فلم تعن الشركة في البحث عن نفسها، فقد استطاعت في قلعتها الأولى بناء محرك آليه لكيفية البحث عن المعلومات بين أروقة صفحات الإنترنت، فاستطاعت ابتكار محرك بحثها الشهير، الذي تم تطويره من قبل مؤسسي الشركة لاري بيج وسيرجي برين منتصف عام 1997، ليسيطر في أقل من 10 سنوات على أكثر من 52 في المائة من عمليات البحث.

وانتقلت في مسيرتها بعد ذلك لإكمال بناء قلاعها، وتضع الأساسات في تأسيس خدمة للمجموعات وفيها إنشاء قوائم بريدية ومجموعات مناقشة، وقلعتها الثالثة كانت في بناء قاعدة بحثية للصور، وانتقلت سريعا لبناء رابع قلاعها في الترجمة، واستطاعت تزويد مستخدميها بآلاف من الأخبار اللحظية والبحث في تفاصيلها.
وكانت القلعة الخامسة تسيطر على محرر المستندات عبر الإنترنت، فقد استطاعت تمكين مستخدميها من إنشاء ومشاركة المستندات والعروض التقديمية وجداول البيانات عبر الإنترنت، وقامت ببناء القلعة السادسة تحت اسم ”المدونة” وفيها أصبح بإمكان المستخدمين بناء صفحاتهم الشخصية وتزويدها بالمعلومات واللحظات، التي يرغبون في توثيقها الإلكتروني، وكانت القاعة السابعة صممت من أجل تزويد مجتمعها الذي بدأ ينشأ بعد خدمة المدونات تزويدهم بخدمات الترجمة، فيما تم بناء القلعة الثامنة بأسرع وقت ممكن لتزويد مجتمعها بخدمة البحث العلمي الخاصة بالأبحاث، وظهرت القلعة التاسعة قوة جوجل في احتضان مستخدميها عبر خدمات ”جيميل” البريد الإلكتروني الأشهر الآن.

وأتت القلعة العاشرة لتبني متصفحها ”كروم” لاحتواء متصفحي الإنترنت، مواكبة للقلعة الحادية عشرة في خدمات الهواتف المتنقلة، وتزويد مستخدميها عبر الأجهزة الذكية بآخر خدماتها ومنتجاتها، وكانت القلعتان الثانية عشرة والثالثة عشرة تخص مركزا لخدمة مجتمع ”جوجل”، فالأولى كانت لتزويدهم بالتنبيهات عبر الحصول على تحديثات بالمعلومات التي يختارها المستخدم بالبريد الإلكتروني، والأخرى لتزويد المطورين بخدمة ”كود” تلك التي تمكنهم من بناء أدوات وواجهات برمجة التطبيقات وموارد لمطوري البرامج، واكتملت فصول المدينة عبر استحواذ الشركة الأمريكية على ”يوتيوب” بقيمة تجاوزت 1.6 مليار دولار، مكونة بذلك آخر القلعة الرابعة عشرة بجانب قلعتها الأمنية الخامسة عشرة، التي تراقب فيها الكرة الأرضية صوتا وصورة حية عبر خدمتيها ”جوجل ماب” و”جوجل إيرث”، لتعلن إمبراطوريتها من خلال ”جوجل بلس” الشبكة الاجتماعية الخاصة بها، التي تجاوز عدد مستخدميها أكثر من 750 مليون شخص.

دراسة حديثة من معهد ”أكسفورد” تؤكد أن شركة ”جوجل” الأمريكية أصبحت المهيمنة بالفعل على ما أسماه ”إمبراطورية الإنترنت”.

واستند المعهد في دراسته إلى مجموعة من الإحصاءات لموقع Alexa الشهير، الذي يعتبر الموقع الأول عالميًا لرصد ترتيب الزيارات اللحظية لمواقع الويب، وتقييم شعبية كل منها.

You might also like More from author