الجزائر الأولى مغاربيا في القرصنة الإلكترونية – فولت

الجزائر الأولى مغاربيا في القرصنة الإلكترونية

177

فولت
عندما يتبادر إلى أسماعنا كلمة قرصنة، فإننا نتخيل عصابات سرقة السفن البحرية والسطو عليها ونهب ما فيها وأسر طاقمها، وهو ذاته ما يفعله قرصان الأنظمة الإلكترونية بالضبط لكن بوسائل حديثة ودون أن يعرض نفسه للخطر.
يتعرض مستخدموا الإنترنت في جميع أنحاء العالم إلى كابوس القرصنة الإلكترونية، فبدءا من البريد الإلكتروني وصولا إلى مواقع المؤسسات الدولية، كالوزارات والشركات العظمى ذو النفوذ المالية الضخمة التي لم تسلم من القراصنة المعروفون باسم الهاكرز والكراكرز، وفي الغالب لا يتمكن أحد من معرفتهم أو حتى محاسبتهم.
الهاكرز .. شباب مبدعون في عالم الجريمة المنظمة
منذ دخول الإنترنت إلى العالم العربي في سنة 1992 وفي الجزائر في 1993، أصبح الولوج إلى عالم الهاكرز حلماً يسعى إليه الكثير من الشباب، وأصبحت مواضيع التجسس الإلكتروني تستحوذ على اهتماماتهم، وأصبحت شبكة الإنترنت ميداناً لصراعات من نوع جديد حملت كل أدوات التدمير الإلكتروني، كالتجسس والاختراق وتدمير المواقع الإلكترونية الحكومية وغير الحكومية، والتحكم في تغيير قواعد بيانات قد تصل في خطورتها إلى تهديد الأمن القومي لبعض الدول، مما دفع بعض خبراء الإنترنت للاعتقاد أن الشبكة العنكبوتية أصبحت على حافة الإنهيار، ولخص آخرون ما يحدث بقولهم: إن التكنولوجيا تأكل بعضها بعضاً·
بين الهواة والمحترفين .. الهاكرز «محترفوا البيراتاج»
ينقسم قراصنة الإنترنت إلى هاكرز هواة ومحترفين، فالهواة يعتمدون على برامج التجسس الجاهزة والمتاحة في كل مكان، سواء عن طريق الشراء أو التحميل على شبكة الإنترنت، ويقوم الهاكرز المبتدئ بزرع ملفات التجسس «باتش أو تروجان» في حواسيب الضحايا عن طريق البريد الإلكتروني أو ثغرات الوندوز التي يكتشفها البرنامج· هذا الصنف من الهاكرز أهدافه طفولية حيث يسعى لإثبات نجاحه في استخدام هذه البرامج وانضمامه إلى قائمة الهاكرز بهدف التفاخر بين الأصحاب كشخص يمتلك قدرات يفتقدها بعضهم، وهؤلاء كل ما يشغلهم هو التسلل إلى حواسيب الآخرين وسرقة بريدهم الإلكتروني والتلاعب في إعدادات هذه الأجهزة مع ترك ما يفيد أنهم فعلوا ذلك كشكل من أشكال الغرور والتباهي بالنفس· أما المحترفون، فهم الفريق الأخطر، لأنهم يعلمون ماذا يريدون وماذا يفعلون وكيفية الوصول إلى أهدافهم باستخدام ما لديهم من علم يطورونه باستمرار، بالإضافة إلى استخدام البرامج الجاهزة المتطورة، إلا أنهم يعتمدون على خبرتهم في لغات البرمجة وتصميم وتحليل وتشغيل البرامج بسرعة، كما أن هوايتهم الأساسية هي معرفة كيفية عمل البرامج لا كيف يتم تشغيلها. إن أهداف هذا الفريق أكبر وأخطر من الفريق السابق، فأهدافهم المصارف وسحب الأموال من حساب العملاء، أو الولوج إلى أخطر المواقع وأكثرها حساسية والتلاعب ببياناتها أو تدميرها، ولم يسلم من شرهم أعلى سدنة التكنولوجيا في العالم كـ «ميكروسوفت، ياهو، وزارة الدفاع الأمريكية، وكالة ناسا، والقائمة طويلة».
القانون وطرق حماية العالم الافتراضي
تسعى الدول المتقدمة في وضع حد لاختراق ذئاب الإنترنت للمواقع الالكترونية والسطو على ملفاتها السرية، وقد تصل إلى حد سرقة أرقام الحسابات البنكية والتجسس على أسرار الدولة. فلذلك سعت الولايات المتحدة الأمريكية لوضع قانون يتعلق بمكافحة القرصنة والذي وقفت ضده شركات ضخمة، بحجة تحجيم الإنترنت وفرض الرقابة عليه مثل غوغل، ياهو، فيس بوك، تويتر، موزيلا، الويكيبيديا وغيرها. وتنطلق مثل هذه الشركات، من أن القانون الذي يوجه لمكافحة القرصنة الإلكترونية يعتمد على مبادئ مسيئة لحرية التعبير وتدفق المعلومات، فالقانون يمنع نشر مواد محفوظة المصدر أو مواد تساعد على القرصنة تحت طائلة إغلاق الموقع نهائياً، وحتى السجن لمدة خمس سنوات، للوهلة الأولى يبدو القانون منطقياً ولكنه لا يلحظ فترة زمنية تتيح إزالة المواد المقرصنة، بل يهدد بإغلاق الموقع بالكامل في حال وجود مواد مقرصنة عليه، الأمر الذي يسيء بشكل مباشر إلى محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل رئيسي، حيث يمكن لأي مستخدم وضع مادة مقرصنة تؤدي إلى إغلاق الموقع نهائيا
الجزائر الأولى مغاربيا والـ61عالميا في القرصنة الإلكترونية
تحتل الجزائر المرتبة الـ61 عالميا من حيث القرصنة بنسبة 83 بالمائة، ذلك على حسب تصريح المدير العام لشركة مايكروسوفت في الجزائر مراد نايت عبد السلام لإحدى الصحف الوطنية، والقرصنة في بلدنا تشتهر ببيع الأجهزة المقلدة كالديكودور بمسمياته المختلفة، وصناعة أجهزة غير أصلية وتوزيعها في السوق بأسعار تنافس الأجهزة الأصلية. وعن مدى معرفة الزبون بهذه السرقات الغير المباشرة، تأكدنا أن الزبون يعلم أنها قرصنة أو بيراتاج، كما أنه يعلم إن البائع يضع بطاقات مزورة في المنتوج ويؤكد من خلاله على أصل المنتوج. وفي ذات السياق، ما دعى بشركة مايكرو سوفت إلى العمل والتركيز على تكوين مختصين في إعلام البائعين بالمنتوج الأصلي والتزوير الموجود في البطاقات الموضوعة في أسفل الأجهزة المقلدة، وتحسيسهم بمدى أهمية اختيار الأجهزة الأصلية، إذ أن مثل هذه العمليات تكلف الشركة خسائر تصل إلى أكثر من 69 مليون دولار، حيث نشرت الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة إحصائيات تبين أن الجزائر تحتل في ميدان القرصنة المرتبة الثالثة على المستوى العالمي، لتتقدم الصين في المرتبة الأولى أما مغاربيا فبعد الجزائر نجد المغرب ليحتل المرتبة الثانية بنسبة 79 بالمائة، أما تونس فنسبة القرصنة بلغت 60 بالمائة، ولا تزال نسبة القراصنة الإلكترونيين في ارتفاع في ظل غياب قانون يضعهم عند حدهم .
الجزائر ومشروع مكافحة الجرائم الإلكترونية
أضحت الجزائر من بين اهتمامات في قوائم وتقارير المنظمات والهيئات الدولية حول الجرائم الإلكترونية وحماية الإنترنت، بحكم أن التقارير الأخيرة كشفت أن الجزائر في المراتب الأولى بالنسبة للقرصنة إفريقيا وعربيا بنسبة 85 بالمائة في مجال القرصنة. وكانت الجزائر، ضمن مجموعة الدول المدرجة في مشروع إعداد بحث لتحديد آلية تطور الهجمات الإلكترونية خلال السنوات الثمانية المقبلة من طرف منظمة «التحالف الدولي لحماية أمن الإنترنت»، والذي يتضمن تقديم إرشادات لحكومات الدول والسلطات المحلية حول أفضل السبل المتاحة لمواجهة هذه الهجمات، وقالت المنظمة التي تضم هيئات قانونية وشركات أمنية وتجارية مثل شركة «فيزا أوروبا» وشركة الفضاء والدفاع الجوي الأوروبية، إن توفير فرص استخدام الإنترنت في أجزاء من قارات إفريقيا وآسيا وشرق أوروبا ستؤدي إلى بروز مشكلات. الأمر ليس مجرد وضع علامة سوداء على دولة بعينها، لأن الكثير من دول العالم تستضيف شبكات الجرائم الإلكترونية رغما عنها، وإن الهدف هو العمل مع هذه الدول عن طريق تقديم الدعم لتعزيز البنية التحتية لديها لمحاربة الجرائم الإلكترونية، ودعم إقتصاداتها والمؤسسات المنفذة للقانون التي تطارد مرتكبي الجرائم الإلكترونية الذين ينشطون في هذه الدول.

You might also like More from author