تطبيقات التراسل للهواتف الذكية: توفير على المستخدم وخسارة في إيرادات شركات الخلوي – فولت

تطبيقات التراسل للهواتف الذكية: توفير على المستخدم وخسارة في إيرادات شركات الخلوي

336

 لم تعد أيقونة الرسائل القصيرة ” SMS ” على هواتفنا الخلوية جذّابة بالشكل الذي كانت عليه خلال العقد الماضي، عندما استقطبت وقتذاك – بتكلفتها المنخفضة وسهولة استخدامها – معظم مشتركي الهواتف الخلوية في السوق المحلية، بقصد التواصل الاجتماعي او لاغراض العمل.

فثمة أيقونات وتطبيقات –  تزدحم بها هواتفنا الذكية –  أصبحت أكثر جاذبية للمستخدم الأردني من خدمة الرسائل القصيرة التي تقدمها شركات الخلوي على شبكاتها التقليدية.

لقد اصبح مستخدمو الهواتف الذكية منشغلون اليوم بتحميل واستخدام ” الواتس اب”، ” الفايبر”، ” البي بي ماسنجر”، ” التانجو”، …. وغيرها الكثير من التطبيقات –  العابرة للقارات – والتي تقدمها شركات عالمية عبر الانترنت .

 فبمجرّد اقتنائك لهاتف متنقل ذكي يحوي احد هذه التطبيقات او عدد منها في الاصل، او عندما تقوم بتنزيلها من متاجر التطبيقات للهواتف الذكية، ستجذبك مزايا “المجانية” و ” سهولة الاستخدام”، وامكانيات التراسل نصيا واجراء المكالمات وتبادل الصور والفيديو وتكوين المجموعات مع المعارف والاصدقاء لتشكّل شبكة اجتماعية قائمة بحد ذاتها، وهي نفس المزايا التي حوّلت مئات الملايين حول العالم للاعتماد على هذه الخدمات التي حلّت وأخذت حصة من حجم الحركة الهاتفية للرسائل القصيرة والمكالمات المحلية والدولية التقليدية.

لتلك الاسباب والمزايا، حرصت المستخدمة رهام خيري منذ اقتنائها هاتفها الذكي الجديد قبل ايام على تحميل اشهر تطبيقات التراسل المعروفة على شاكلة ” الواتس اب” و ” الفايبر” وغيرها من تطبيقات شبكات التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، فهي تعتبر هذه التطبيقات – كغيرها من مستخدمي الهواتف الذكية من الأردنيين – من الخدمات الاساسية للجهاز واستخداماته.

وتنشغل المستخدم رهام بتنسيق قوائم معارفها وزملائها المتواجدين على هذه التطبيقات، وكيفية استخدام، وتداول الرسائل والمكالمات للتواصل معهم، مؤكّدة بأن استخدامها للرسائل النصية القصيرة قد تراجع كثيرا منذ اقتنائها أول هاتف ذكي قبل أكثر من عام، وان استعمالها لهذه الخدمة اصبح يقتصر على التواصل مع معارفها ممن لا يستخدمون هواتف ذكية، ولا تدعم هواتفهم التقليدية مثل هذه التطبيقات. لمثل هذه الاسباب –  التي ذكرتها رهام –  يهتم المستخدم فراس مشربش بهذه التطبيقات وهو يسأل ويستكشف دائما عن تطورات وتحديثات او الجديد من هذه التطبيقات، لاستخدامها في للتواصل الاجتماعي وفي مجال عمله.

ويقول فراس : ” أعتقد ان هذه التطبيقات فتحت عالماً جديدا أمام المستخدمين، بمجانيتها وسهولة استخدامها، وتجاوزها مفاهيم الجغرافيا والدولية، فانا الآن استطيع التواصل مع اصدقائي المغتربين في الخليج وأميركا بالرسائل والمكالمات الصوتية دون ان التفكير في تكبّد اية مبالغ اضافية على فاتورتي الشهرية “.  ويعتقد فراس أن هذه التطبيقات ” تفوقت حتى على شبكات التواصل الاجتماعي”، وبانها “خلقت شبكات افتراضية قائمة بحد ذاتها” كونها تجمع اليوم مئات ملايين المستخدمين حول العالم ما دام المستخدم يقتني هاتفا ذكيا تدعمه شبكة اتصالات محلية توفر خدمة الموبايل انترنت”.

وفي الوقت الذي تشكّل فيه هذه التطبيقات لكل من المستخدمة رهام، والمستخدم فراس الى جانب مئات آلاف الأردنيين من مستخدمي الهواتف الذكية، اداة اساسية للتواصل والتراسل النصي او الصوتي المجاني، فهي تشكّل في وجهها الاخر عامل خسارة لشركات الاتصالات الخلوية المحلية التي بدأت تلحظ تراجعاً في الحركة الهاتفية للرسائل النصية القصيرة مع تحوّل المستخدمين الى تلك التطبيقات التي اصبحت تأكل ايضاً من ايرادات المكالمات الدولية الصوتية.

على المستوى العالمي تقول دراسة لمؤسسة ” أوفام” المحايدة بانّ شركات الخلوي حول العالم تكبدّت خسارة بلغت 23 مليار دولار من ايرادات الرسائل النصية القصيرة، وذلك مع الاقبال المتزايد للمستخدمين على استخدام تطبيقات التراسل على الهواتف الذكية.

واما محلياً فلا توجد ارقام توثّق خسائر شركات الخلوي من تحول المستخدمين الى تطبيقات التراسل بدلاً من الرسائل القصيرة، ولكن اقبال الأردنيين على هذه الخدمات اسهم في تراجع حجم الحركة الهاتفية للرسائل القصيرة بنسبة تراوحت بين 17 % الى 25 % العام الماضي مثلاً.

ويستخدم الهواتف الذكية في الاردن اليوم اكثر من 50 % من مستخدمي الهواتف المتنقلة، ويستخدم تطبيقات الهواتف 61 % منهم.

وتوقّع الخبير في مضمار المحتوى الإلكتروني والتطبيقات زياد المصري تزايد استخدام هذه التطبيقات السنوات المقبلة مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية، ويؤكّد المصري بان تطبيقات التراسل عبر الهواتف الذكية تعد من اوائل التطبيقات التي ينزلّها او يستخدمها مستخدمو الهواتف الذكية وفي مختلف اسواق الاتصالات حول العالم.

كما توقّع المصري تزايد اعداد التطبيقات على هذه الشاكلة خلال السنوات المقبلة، حيث اصبحت الشركات العالمية المبدعة لهذه التطبيقات تتسابق في تقديم ما هو جددي ومتنوع للمستخدم الذي يبحث عن خفض تكلفة اتصالاته وعن التنوع والتسلية والافادة من هذه الخدمات.

ويعترف مسؤول هندسي في واحدة من شركات الاتصالات الرئيسية المحلية بأنّ الحركة الهاتفية عبر هذه التطبيقات من قبل المستخدمين الأردنيين هي في تزايد مستمر يوما بعد يوم مع الانتشار المتزايد للهواتف الذكية وحلولها محلّ الهواتف التقليدية. ويقول المسؤول – الذي فضّل عدم نشر اسمه – بانّ سمات ” المجانية” و” سهولة الاستخدام” هما سببان رئيسيان يقفان وراء الاقبال الكبير للاعتماد على هذه التطبيقات التي تتنافس فيما بينها على تقديم خدمات وتسهيلات متنوعة للمستخدم تشمل خدمات الرسائل والرتاسل النصي، تبادل الصور والفيديوهات، الاتصالات الصوتية، الاتصالات الصوتية المرئية، انشاء مجموعات وتبادل الخدمات معها. ويوضح هذا المسؤول بان اثار الاستخدام المتزايد لهذه التطبيقات بدأت تظهر جلياً خلال آخر ثلاث سنوات، عندما بدأت الحركة الهاتفية للرسائل النصية القصيرة الخلوية بالتراجع سنويا وبمعدل يتراوح بين 15 % الى 25 %، فيما بدأت الحركة الهاتفية الصوتية وخصوصاً الدولية منها عبر هذه التطبيقات بالاقتراب من حجم الحركة الهاتفية عبر الشبكات التقليدية، حيث نرى اليوم بان كل 100 دقيقة كحجم للحركة الهاتفية الدولية عبر الشبكات التقليدية يقابلها 70 دقيقة على هذه التطبيقات.

وما تزال المستخدمة رهام منشغلة بتنسيق قوائم معارفها على أكثر من تطبيق من تطبيقات التراسل والمكالمات معتقدة بان هذه التطبيقات ستساعدها كما ساعدت الكثيرين ممن حولها على تسهيل حياتهم الاجتماعية والعملية لا سيما عندما يتعلق الامر بالمكالمات والاتصالات الدولية. الغد

You might also like More from author