شركات ناشئة تقتحم عالم الخدمات المالية عبر الإنترنت – فولت

شركات ناشئة تقتحم عالم الخدمات المالية عبر الإنترنت

95

فولت
رتشارد ووترز من سان فرانسسكو

إقراض رأس المال العامل للشركات الصغيرة بالكاد يبدو وكأنه الغاية المثيرة لصناعة التكنولوجيا الرقمية. لكن يجري شيء من السباق بين عصبة شركات الإنترنت الناشئة – التي يتم تأييد العديد منها من قبل شركات بأسماء كبيرة – التي ترى أن ذلك أحد أفضل الطرق لاقتحام عالم الخدمات المالية.

ائتمان تقييم مخاطر بالنسبة للشركات الصغيرة هو نوع من التحدي الكلاسيكي الكبير، الذي يجب أن يكون عرضة للابتكار على الإنترنت. ذلك أن القيام بشكل يدوي بجمع وتحليل المعلومات اللازمة لفهم ما إذا كان يمكن لشركة معينة البقاء في وضع مليء مالياً يعتبر أمراً مكلفا. وهذا ما يجعل إقراض مبالغ صغيرة من المال تحتاج إليها الشركات الصغيرة أمرا غير مجد اقتصاديا – وهو أيضا السبب في أن الكثير من الملاك يختارون تلبية الاحتياجات النقدية قصيرة الأجل ببطاقات الائتمان الخاصة بهم.

وأتمتة هذه العملية تعد بتغيير هيكلها الاقتصادي. أضف إلى ذلك انخفاض تكاليف تشغيل شركة يستعمل فيها العملاء أنظمة خدمة ذاتية لتقديم طلب الحصول على قروض، تجد أن الأنموذج يكتسب عوامل جذب واضحة. (ومثل أي عمل ائتماني جديد، هناك بعض المخاطر أيضاً، وهو ما سنتحدث عنه بتفصيل أكبر في وقت لاحق).

وجلب هذا الأسبوع المزيد من الأدلة على مدى سرعة توسع هذه السوق. كابيج Kabbage، وهي مؤسسة لإقراض للشركات الصغيرة ومقرها في أتلانتا، جمعت خط ائتمان لأجل ثلاث سنوات بقيمة 270 مليون دولار، لتمويل قروضها – وهو واحد من أكبر التسهيلات من نوعها. وتضم كابيج مساهمين ذوي أسماء كبيرة، مثل ديفيد بوندرمان، المؤسس المشارك لشركة الأسهم الخاصة TPG.

فاندبوكس، الشركة الناشئة في سان فرانسيسكو – تعتبر في مرحلة مبكرة، حيث أعلنت أمس عن جولة تمويل حجمها 17.5 مليون دولار مع مؤيدين، مثل فيكرام بانديت وتوم جلوسر، وهما على التوالي الرئيسان التنفيذيان السابقان لمجموعتي سيتي جروب وطومسون رويترز.

ويأتي هذا في أعقاب قرارت توسعية جرت الشهر الماضي من قبل شركتين قامتا بفعل الكثير لإنشاء الائتمان عبر الإنترنت كأنموذج قابل للحياة، هما “ليندينج كلوب” Lending Club (نادي الإقراض، المدعوم من جوجل وكلاينر بيركنز) التي أضافت القروض التجارية الصغيرة إلى نطاق أعمالها التي تشهد نمواً سريعاً في الإقراض الشخصي. والأخرى “أون ـ ديك” OnDeck (مدعومة من تايجر جلوبال وجوجل)، الرائدة في مجال قروض الشركات الصغيرة، التي جمعت مبلغاً مقداره 77 مليون دولار من رأس المال المغامر.

وفكرة استخدام شبكة الإنترنت للوصول إلى هذه الفئة المحرومة من المقترضين ليست جديدة، لكنها أخذت تتطور في التكنولوجيا – وسلوك المستخدمين – لتصبح حقيقة واقعة.

القدرة على سحب البيانات المحاسبية آلياً من دفاتر المقترض، مثلا، أصبحت أسهل بسبب حقيقة أن الكثير من هذه المعلومات تقطن الآن في الخدمات السحابية. وتستخدم معظم مؤسسات الإقراض أيضاً مجموعات أخرى من البيانات – من مسوحات التعداد الحكومية إلى مراجعات المستخدمين على مواقع مثل يالب – لبناء نماذج مخاطرها وجمع صورة كاملة عن آفاق العمل. وكثير من هذه المعلومات كانت موجودة منذ سنوات عديدة، لكن في الآونة الأخيرة فقط تم وضع واجهات البرامج البينية التي تجعل من السهل على الآخرين “الاتصال” وسحب المعلومات إلى خدماتهم الخاصة.

ومعالجة البيانات باستخدام الخوارزميات، بدلاً من المحللين البشر، عملت على خفض المزيد من النفقات العامة. ويقول إيال شنعار، المؤسس والرئيس التنفيذي لفاندبوكس، الذي يقدم قروضاً نقدية قصيرة الأجل مقابل الفواتير الفردية، إن هذا يجعل من الممكن لشركته أن تقرض مبالغ قليلة في حدود 100 دولار في وقت واحد، حيث يتم تقييم كل سعر حسب ورود طلب القرض.

وبالنسبة لمؤسسات الإقراض، فإن الخطر الرئيسي هو ذلك الخطر الذي يواجه جميع الشركات الائتمانية الجديدة: إلى أن يتاح لها المرور خلال دورة اقتصادية كاملة، من الصعب التنبؤ بكيفية نجاح نماذج إقراضها.

والاعتماد على الخوارزميات للتعامل مع مخاطر الائتمان أثناء طور الركود الاقتصادي يعد جانبا واحدا فقط من ذلك. فهناك أيضاً مسألة مخاطر التمويل. ولأن أسعار الفائدة في القاع، إضافة إلى وجود مديري الصناديق الذين يصطفون لالتقاط أي عائد يمكن أن يحصلوا عليه، تعتبر شركات الائتمان عبر الإنترنت عرضاً مغرياً. لكن ما إذا كان هذا المال سيكون متاحاً خلال الهروب إلى النوعية فهذه مسألة أخرى.

هذه الاعتبارات قد تسلم ميزة للاعبين الأوائل القادرين على إنشاء ما يكفي من الأرقام القياسية قبل الركود الاقتصادي الذي لا مفر منه. وقد عاش “ليندينج كلوب” أزمة الائتمان عام 2008 وتعرض أثناءها لندوب تثبت ذلك: ارتفع معدل الإعسار عن سداد ديون الشركة إلى 6.7 في المائة بعد الأزمة بفترة وجيزة. (وانخفض إلى 3.3 في المائة في نهاية العام الماضي).

هذا يمكن أن يؤدي في نهاية المطاف إلى النوع نفسه من ديناميكية “الفائز يأخذ كل شيء” التي تنطبق على العديد من الأسواق الأخرى عبر الإنترنت. ومع نجاح ذلك، تأتي تكاليف التمويل الأكثر تنافسية وانخفاض أسعار الفائدة بالنسبة للمقترضين. وفي سوق شفافة للغاية – حيث التقدم بطلب للحصول على قرض عملية مفتوحة ومن الصعب على المقرضين الأفراد اكتساب ميزة معلوماتية – يفترض أن يكون الفوز من نصيب مؤسسات الإقراض التي لديها أكبر حجم من المزايا.

لكن ذلك اليوم يعتبر بعيد المنال. في المستقبل المنظور يبدو المجال مفتوحاً بشكل واسع لموجة من التجريب.

You might also like More from author