روبوتات لقيادة الشاحنات وحفر الخنادق وتوجيه حركة السير
فولت
باكستر عبارة عن آلة ثمنها 25 ألف دولار مع جهاز كمبيوتر لوحي بدلاً من الوجه. وهو من إنتاج الشركة الأمريكية ريثينك ربوتيكس – ويعتبر واحداً من الروبوتات متعددة الاستعمال التي تم تصميمها للتجول في المكان والتعامل مع مجموعة من المهام.
يقول رودني بروكس، الأستاذ السابق لمادة الذكاء الاصطناعي الذي كان “باكستر” أحد بنات أفكاره، إن الإنجازات الأخيرة في الرؤية المتعلقة بالكمبيوتر، التي تعتبر منذ فترة طويلة واحدة من أصعب التحديات في الذكاء الاصطناعي، تكمُن وراء ظهور مثل هذه الآلات. كما ينسب الفضل إلى انهيار سعر أجهزة الاستشعار (وهي منتج ثانوي آخر لثورة الهواتف الذكية وتكنولوجيا تعلّم الآلة) التي تُغذي “ذكاء” الآلة.
وفي الوقت الراهن من المرجح أكثر أن نجد “باكستر” يقوم بتحريك طرود ضخمة في مستودع أو تحميل شاحنة. ويقول جيري كابلان، صاحب المشاريع في وادي السليكون الذي تنبأ أن أغلب الوظائف ستتحول إلى الروبوتات بسرعة، إن عمال المستودعات “ليسوا شيئاً سوى أيدٍ وعيون: اذهب إلى هذا الصندوق، قُم بحمله، ضعه في مكان آخر”.
وفي السنة الماضية اشترت “أمازون” و”جوجل” اثنتين من كبار شركات روبوتات المستودع. ودخول هاتين الشركتين يمكن أن يشعل فتيل سباق في التكنولوجيا يؤدي إلى تطورات سريعة، كما يقول بروكس. مثلا، يمكن أن يؤدي إلى “أيدي” الروبوت مع مهارات حركية دقيقة – وهو مجال آخر تحفه الصعوبات.
ووصول الروبوتات التي من قبيل باكستر يهدد بقلب اعتقاد سائد منذ أمد طويل حول العمل، وهو أن كثيراً من أنماط العمل اليدوي ذي المهارة المتدنية هي بكل بساطة أعمال يصعب تنفيذها آلياً وستظل حكراً على البشر.
ربما لا تكون الأتمتة التامة ممكنة عملياً، كما يقول كابلان، لكن حين يمكن أن تعطى معظم جوانب العمل إلى روبوت، من المرجح أن تعاد هيكلة العمل بحيث تسمح للآلات بأن تفعل ما تتقنه.
وقد تمر عقود قبل أن تتمكن سيارات جوجل ذاتية القيادة من توفير خدمة أجرة كاملة الأتمتة. لكن السيارات الذاتية القيادة أثبتت منذ الآن أنها مأمونة من حيث القيادة على الطرق السريعة. ويمكن لهذا أن يؤدي إلى شاحنات بدون سائق (درون) تنقل البضائع على الطرق العابرة للقارات، وتسلم قيادتها للسائقين من البشر ليتولوا معالجة الأميال الأخيرة بسرعة، كما يتنبأ كابلان.
ويمكن إعادة ترتيب كثير من الوظائف على هذا النحو، بحيث تخترق وتوفر جهود مجموعة كبيرة من العمال. “حفر الخنادق، وتركيب الأنابيب، وتوجيه حركة السير – ستبدأ في التمكن منها بالتدريج”.