الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تفشل في منافسة التلفزيون – فولت

الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية تفشل في منافسة التلفزيون

65

فولت
فشلت الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية في إزاحة جهاز التلفزيون من غرفة معيشة المنازل، وذكرت أرقام دراسة جديدة إن البريطانيين شاهدوا التلفزيون أكثر بمعدل ثلاث دقائق يوميا خلال العام 2013 من تصفح الأجهزة الأخرى.

وذكرت الأرقام التي أوردتها مؤسسات صناعية إن المشاهد العادي في المملكة المتحدة شاهد ما مجموعه ثلاث ساعات و 55 دقيقة من التلفزيون يوميا العام 2013. وأخذت الأجهزة المحمولة من وقت الجمهور ما معدله ثلاث دقائق و30 ثانية فقط في اليوم.

وتظهر الأرقام الجديدة أن فكرة موت التلفزيون في صالونات المنازل مازالت بعيدة، مع تزايد اهتمام الناس بالأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

وهيمنت الثورة التكنولوجية على أجهزة التلفزيون الذكية المسطحة وبشاشات البلازما.

وأصبح جهازا متفاعلا ووسيلة تواصل الأهم بين الدول والمؤسسات والمصالح التجارية، لكنه اختلف بفقدانه المركزية التي اعتمد عليها في عقود عبر اعتماد تقنية البث الرقمي، وتمكنت الشركات من افتتاح مئات القنوات بشكل البث الأرضي الرقمي أو الفضائي.

واكتسب التلفزيون صفة أخرى مؤخرا بعد أن تحول إلى نافذة من نوافذ إطلالة الانترنت على المنزل وصار أكثر تفاعلية من خلال توظيف خطوط الانترنت الرقمية السريعة.

وعزت ليندسي كلاي المدير التنفيذي لشركة “ثنك بوكس” المعنية بالتسويق التلفزيوني ملائمة التلفزيون للجمهور لأنه بات يتيح برامجه حسب الطلب، فضلا عن كونه منح المعلنين فرصا متزايدة.

وعبرت كلاي عن اعتقادها ان صعود أجهزة التلفزيون المرتبطة بالانترنت تحد من النمور في عرض الأجهزة اللوحية، لانه سيكون بإمكان الجمهور الوصول إلى خياراته بيسر.

وقالت ان الطلب سيركز على أجهزة التلفزيون مع تزايد الخدمات المرتبطة وهي خيارات متيسرة ومريحة ومنافسة للأجهزة المحمولة.

ويمتلك 15 مليون منزل بريطاني أجهزة تلفزيون رقمية أي مايعادل 59 في المائة من الأسر.

وعززت الشركات سوق التلفزيون الرقمي بتوفير أجهزة متطورة، حيث أعلنت شركة إل جي عرض كمبيوتر شخصي جديد من نوع “الكل في واحد” والذي يتميز عن غيره بأن شاشته تأتي بمعيار 21.9 انش وتعمل بتقنية “أي بي اس”.

وقالت الشركة في تصريحات صحافية ان هذه الشاشات تمنح المستخدمين مجموعة من الخيارات التي توسع مفهوم تعدد المهام وتحسن تجربة الترفيه، والتي سوف تغير من سوق الكمبيوترات الشخصية.

ويعمل نظام أي بي اس وهو الاسم الذي يحمله الكمبيوتر، بنظام “ويندوز 8” ويأتي بشاشة قياسها 29 بوصة تتميز بدعم وظيفة “صورة في صورة” التي تتيح للمستخدم مشاهدة التلفاز أثناء تصفح الإنترنت.

وسبق ان ذكرت دراسة ان تسعين في المائة من الجمهور مازالوا على نفس تقاليدهم في مشاهدة برامج التلفزيون.

وأشارت أرقام الدراسة المتخصصة التي نشرت نتائجها صحيفة الغارديان البريطانية ان أجهزة الكمبيوتر المحمول واللوحية والهواتف الذكية، تأخذ ثلاثة دقائق وثلاثين ثانية من وقت المستخدم يوميا، مقارنة مع أربع ساعات يقضيها أمام شاشة التلفزيون.

وكان الممثل كيفين سبيسي الحاصل على جائزة أوسكار عن دوره في فيلم “جمال أميركي” قد حذر في مداخلة له في مهرجان ادنبره الثقافي الدولي، من “موت التلفزيون” وخضوعه لمتطلبات الانترنت، مذكرا بأن بعض المسلسلات كانت تستقطب ملايين المشاهدين، قبل تسيد الانترنت.

وعبر عن مخاوفه من موت الدراما التلفزيونية، اذا ما استمر التفوق المضطرد للبث الدرامي والبرامجي على الانترنت، كبديل سهل ومتنقل للتلفزيون.

فيما طالب ناقد متخصص بالاستجابة لمتطلبات الجمهور بتطوير المحتوى التلفزيوني المبتكر وقبول التحدي مع الانترنت.

وطالب آلان يانتوب معد ومقدم البرامج الثقافية في هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” بالسماح للمواهب الجديدة بإنتاج أفكارها ومنحها الثقة في صناعة البرامج التلفزيونية.

وقال يانتوب البريطاني من أصول عراقية يهودية “علينا أن نثق بالإبداع الجديد وابتكاراته، من دون التخلي عن الكادر القديم برمته”.

واجتاحت الشبكات التلفزيونية أجواء التلفزيون التقليدي، حيث استقطبت شبكة ” نيتفليكس” الاميركية 38 مليون مشترك منذ انطلاقها بداية العام 2013. بما تقدمه من خيارات أدرامية وبرامجية مغرية للمشاهد.

وعبر داني كوهين الذي عيّن مؤخرا بوظيفة عليا في “بي بي سي” عن صعوبة القبول برأي الأسود أو الأبيض في مستقبل التلفزيون مقارنة مع الانترنت، على الأقل في مدى السنوات القليلة المقبلة.
ليندسي كلاي: أجهزة التلفزيون المرتبطة بالانترنت تحد من النمور في عرض الأجهزة اللوحية، لأنه سيكون بإمكان الجمهور الوصول إلى خياراته بيسر
وقال “إن القنوات التلفزيونية لم تفقد قوتها وتأثيرها بعد، ومشاهدة التلفزيون في غرفة المعيشة مع أفراد العائلة لن يفقد شعبيته ولن يختفي”.
واعترف بوجود معركة بين الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك، لكنه اختلف مع رأي الممثل كيفين سبيسي حول “موت التلفزيون” مذكرا بقوة البث التلفزيوني على الانترنت “آي بليّر” واستمرار متابعة القنوات التلفزيونية.
وقال إن “بي بي سي” تتيح لمشاهديها متابعة برامجها على خدمة “الفيديو عند الطلب”، وفي بعضها يسبق العرض على شاشة التلفزيون.
وسبق أن وصف المدير التنفيذي لشركة غوغل أريك شميدت موقع يوتيوب لتحميل اشرطة الفيديو على الانترنت بالمنصة الجديدة في العالم الرقمي المعاصر، مؤكدا أن يوتيوب ليس بديلا عن التلفزيون.

وقال شميدت خلال لقاء مع جمع من وكالات إعلان رقمية في مدينة نيويورك “يوتيوب ليس بديلا لشيء بل موجود بالفعل، ويسعى لبناء منصات جديدة”.

وأشار المدير التنفيذي لغوغل الذي أشترى عام 2006 موقع يوتيوب بعد سنة من إطلاقه مقابل 1.65 مليار دولار، إلى أن نحو مليار شخص يزورون موقع يوتيوب شهريا.

وخاطب الحاضرين قائلا “إذا اعتقدتم أن هذا الرقم كبير، انتظروا حتى نصل إلى 6 أو 7 مليار زائر شهريا”.

واشترى محرك البحث العملاق موقع يوتيوب عام 2006، عندما كان يستخدمه خمسين مليون شخص في أنحاء العالم.

وتصف وسائل إعلام بريطانية تصريحات شميدت بالمتفائلة أكثر مما ينبغي بسبب تخلف عدد مستخدمي موقع يوتيوب بنسبة كبيرة عن مشاهدي التلفزيون.

ويشاهد البريطانيون التلفزيون بمعدل أربع ساعات وسبع دقائق يوميا، مقابل عشرين دقيقة لموقع يوتيوب.

ويبرز الإعلام المعاصر كواحد من ضحايا التقنية والمعلوماتية والشبكات الاجتماعية، كما هو ضحية للسياسيين والأزمة الاقتصادية.

وكل ساعة يقضيها المستخدم أمام يوتيوب هي منقوصة من شاشة التلفزيون وصفحة الجريدة أو المجلة المطبوعة.

من جانبه أكد روبرت كينسل رئيس محتوى يوتيوب خطأ اعتقاده السابق عندما كان يتصور أن يوتيوب مثل التلفزيون.

وقال كينسل “التلفزيون يشكل وسيلة اتصال من جهة واحدة فقط، أما يوتيوب فيوفر اتصالا من جهتين، لأن مستخدمي الموقع يمكنهم التواصل مع بعضهم البعض”.

واعتبر أن “التلفزيون يعني أن يصل المحتوى إلى الجمهور، بينما يوتيوب يعني أن يصل المحتوى ويتفاعل الجميع بشأنه”.

وجاءت تصريحات شميدت وكينسل بعد من إعلان يوتيوب قيام مليار شخص شهريا بتحميل ومشاهدة مقاطع الفيديو على الانترنت، في تهديد جدي لسلطة التلفزيون في صناعة الرأي.

You might also like More from author