الهواتف الذكية تخفّض فاتورة الاتصالات.. بشدة – فولت

الهواتف الذكية تخفّض فاتورة الاتصالات.. بشدة

131

فولت
قدّرت مصادر مسؤولة في شركات الاتصالات أن تطبيقات التراسل والمحادثات على الهواتف الذكية، مثل «الواتس آب» و«الفايبر» وخدمات شبكات التواصل الاجتماعي، هبطت بحجم الحركة الهاتفية للرسائل الخليوية القصيرة خلال العام الجاري بنسب تراوحت بين 30 في المائة و35 في المائة على شبكات الاتصالات في الكويت.

وأكدت المصادر أنّ «مجانية» هذه الخدمات والانتشار المتزايد للهواتف الذكية أصبحا يضغطان بشكل كبير على الحركة الهاتفية لخدمة الرسائل النصية الخليوية القصيرة، وكذلك الأمر بالنسبة الى الحركة الهاتفية للمكالمات الصوتية، خصوصاً الدولية منها التي تتميّز بارتفاع كلفتها على المستخدم.

وقالت المصادر نفسها انّ تطبيقات التراسل والتواصل عبر الهواتف الذكية مثل: «الواتس اب»، «الفايبر»، «التانغو»، و«سكايب» وغيرها، إلى جانب خاصية التشات او التراسل عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وزيادة الوقت الذي يقضونه على هذه الخدمات أسهمت بلا شك في تراجع حركة الرسائل الخليوية العادية، التي كانت خدمة خليوية أساسية ومصدرا أساسيا من مصادر إيرادات الشركات الخليوية منذ بداية العقد الماضي.

المكالمات الهاتفية

وأوضحت المصادر أنّ التأثير لم يقتصر على تراجع الحركة الهاتفية للرسائل القصيرة الخليوية، ولكن الأمر امتد ليؤثر سلباً في الاستحواذ على حصة من حركة المكالمات المحلية والدولية، حيث أكّد رئيس إدارة التقنية في واحدة من شركات الاتصالات الرئيسية أنّ حركة المكالمات الصوتية عبر هذه التطبيقات تقترب شيئاً فشيئاً لتعادل حجم الحركة الهاتفية الدولية الصوتية.

وقدّر هذا المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، بأنه في المعدل: يقابل كل 100 دقيقة من المكالمات الدولية بالطرق والشبكات التقليدية حوالي 70 دقيقة تمر عبر تطبيقات وخدمات التراسل المجاني.

تراجع الايرادات

هذه التطبيقات دفعت إلى تراجع فاتورة الاتصالات الشهرية خلال العام الجاري 2013، وأسباب هذا التراجع الذي يصب في مصلحة المشترك لا الشركات يعود إلى عدة جوانب أبرزها:

1 – استخدام التطبيقات المجانية في الاتصال والتواصل مثل فايبر وسكايب والتانغو والواتس اب.

2 – انتشار مفهوم الباقات بين شركات الاتصالات، وبالتالي بات المستخدم يحصل على الخدمة مقابل مبلغ ثابت شهريا.

3 – استخدام المشتركين لشبكات الواي فاي المجانية المنتشرة في المقاهي والمتنزهات والمنازل لتخفيض استهلاكهم للكيلوبايتات الشخصية.

4 – شراء المستخدم لشريحة اتصال من البلد المسافر إليه خلال الإجازة او رحلات العمل، عوضا عن استخدام خدمة التجوال.

5 – عروض تنافسية تقدمها شركات الاتصالات على المكالمات الداخلية والتجوال، اذ يصل عرض إحدى الشركات إلى 90 دقيقة اتصالا و250 رسالة و2 غيغابايت مقابل 10 دنانير شهريا. فيما عروض إحدى الشركات في التجوال هي: 6 دنانير شهريا مقابل 60 دقيقة استقبالا خلال السفر إلى الدول الخليجية، أو 30 دقيقة استقبالا في العالم.

الفئة الشبابية

ويقدّر اليوم عدد اشتراكات الخدمة الخلوية في الكويت بحوالي 5 ملايين اشتراك، في الوقت الذي يمثل الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما قرابة 60 في المائة من التركيبة السكانية للبلاد، وبكل تأكيد، فإن الفئة الشبابية هي الأكثر استخداما للهواتف الذكية والتطبيقات الخاصة بالدردشة والاتصال والتواصل الاجتماعي المجاني.

واستطلعت القبس آراء مجموعة من الشباب من فئات عمرية مختلفة لمعرفة اذا طرأ أي تغيير على فاتورة اتصالاتهم الشهرية بين العام الماضي 2012 والجاري.

وجاء رد المهندس جمال العازمي على انه اعتمد سياسة استخدام الباقات التي تقدمها شركات الاتصالات والتي من خلالها استطاع أن يحدد فاتورته الشهرية من متوسط 80 دينارا في العام الماضي إلى 36 دينارا بشكل ثابت لمدة 12 شهرا، مؤكدا انه سيقوم بتجديد عقده مع شركة الاتصال بعد انتهاء فترة 12 شهرا.

أما خالد الغيث (طالب جامعي) فقد قال بهذا الجانب: استخدامي للانترنت اليوم بات أكثر بكثير من الاتصال، وبالتالي فان استهلاكي للكيلوبايتات يتخطى دوما السعة الشهرية المسموح بها، وبالتالي بت استخدم شبكات الانترنت المتوافرة في المنزل او لدى ارتيادي للمقاهي مع أصدقائي. وبناء على ذلك، اشتركت في باقة شهرية بقيمة 21 دينارا شهريا.

وعن استخدام التطبيقات المجانية، يقول محمد ليري (موظف حكومي) انه يستخدم خدمة الفايبر فقط في الاتصالات الدولية، فيما الواتس اب للتواصل مع الأصدقاء بشكل أساسي، مؤكدا انه لم يشعر بأي انخفاض في فاتورة موبايله التي تتراوح شهريا بين 35 و40 دينارا.

التكيف مع الوضع

ومن جهة أخرى، أكدت ذات المصادر في شركات الاتصالات الرئيسية ان الشركات لا تفكّر في حجب او منع استخدام او التقليل من جودة مثل هذه الخدمات لان ذلك يتعارض مع حرية وفضاء الإنترنت المفتوح، وحتى ان الشركات لم تناقش الأمر مع وزارة المواصلات.

وأكدت المصادر أن على الشركات التكيّف مع هذا التطور والاستفادة منه إما بشراكات مع الشركات مالكة هذه التطبيقات، او من خلال تطوير خدمات محلية مشابهة، او ربط هذه الخدمات بخدمات وعروض أخرى تستقطب مشتركين جدد او تزيد من استخدام المشتركين الحاليين للشبكة المحلية.

وبلغة الأرقام تستحوذ «سكايب» على حوالي 33 في المائة من الحركة الهاتفية للمكالمات الدولية حول العالم، ويستخدمها شهريا 300 مليون مستخدم عبر منصات مثل الحاسوب الشخصي والمحمول والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية.

ومن التطبيقات الأخرى التي تجد إقبالا واسعاً حول العالم وفي السوق المحلي لمجانيتها وهي تطبيقات بدأت تؤثر في إيرادات المشغلين المحليين لا سيما من الرسائل والمكالمات الدولية تطبيق «الواتس اب» الذي يستخدمه حول العالم على مختلف منصات الهواتف المحمولة، أكثر من 100 مليون مستخدم، لتبادل الرسائل النصية والصوتية والمرئية بالإضافة إلى الصور، وهم يسجلون يوميا حوالي المليار رسالة، حيث يقبل عليها المستخدمون لمجانيتها، فيما تحرم المشغلين المحليين من إيرادات للرسائل او المكالمات الدولية، ومثل «الواتس اب» هنالك تطبيق «الفايبر» الذي يستخدم لإجراء المكالمات المجانية وإرسال الرسائل ويستخدمه قرابة 100 مليون مستخدم حول العالم يجرون 100 مليون اتصال في اليوم الواحد.

You might also like More from author