التلفزيون الرقمي أو الإنترنت – فولت

التلفزيون الرقمي أو الإنترنت

89

السيطرة على شبكة الإنترنت واالتلفزيون الرقمي العالي الجودة ووسائل الإعلام المدفوعة الأجر والمسلسلات التلفزيونية المعروضة على شاشة الحاسوب اللمسي – ذلكم هو مستقبل وسائل الإعلام. هذا الاستنتاج خلص إليه مسئولو وسائل الأعلام الروسية الرائدة خلال المؤتمر السابع عشر الذي عقده الاتحاد الوطني للعاملين في مؤسسات التلفزيون. وشعار المؤتمر المنعقد في موسكو: مستقبل وسائل الإعلام يبدأ اليوم. وأقيم في إطاره إلى جانب المحاضرات والندوات والدروس الاستعراضية، معرض للمعدات المهنية وبضمنها استوديوهات تلفزيونية وإذاعية منقولة وعدسات صغيرة الحجم مخصصة للمحترفين وأجهزة أتمتة كافة عمليات البث سواء أكان إذاعيا أو تلفزيونا. وكل هذه الأجهزة والمعدات عرضتها أكبر الشركات الروسية والأجنبية المنتجة لتقنيات البث التلفزيوني والإذاعي والإلكتروني. غير أن جميع التكنولوجيات الجديدة ما هي إلا صيغ تقنية جديدة لسبل قديمة خاصة بنقل المعلومات. ولذا ليس بإمكانها أن تحدد نوعية وسائل الإعلام بعد مرور بضع سنوات. وكل شيء هنا يقرره مستخدمو التقنيات، كما أشار إليه أثناء المؤتمر رئيس مؤسسة صوت روسيا أندري بيستريتسكي حيث قال:

لقد حدثت ثورة وسائل الإعلام من زمان. وكل عناصر المجال الإعلامي الجديد قد تم تكوينها. وبالتالي أصبح من الممكن إقامة الروابط بين جميع الناس بفضل التكنولوجيات الرقمية. فلا يكمن الفرق بين التلفزيون والإنترنيت في سبل إيصال الإشارات وإنما في سلوك جمهور المشاهدين ورد فعلهم. وبالنتيجة حدث هنا ما حدث للطيران. فالطائرات التي كانت تقل المسافرين في ستينات القرن الماضي لا تختلف كثيرا عن أحدث الطائرات الحالية من حيث أسباب الراحة أثناء الرحلة أو سرعة التحليق. وسبل تطور وسائل الإعلام لاحقا سوف ترتهن باحتياجات المستخدمين. أما ما يخص التكنولوجيات فاستنبط كلها في وقت سابق عمليا.

وأشار المشاركون في المؤتمر أثناء مداخلاتهم الخاصة بمستقبل وسائل الإعلام إلى احتمال تمييع الحدود بين مختلف أنواع وسائل الإعلام حتى تطيح أولا فرصة اختيار المواد، وثانيا – فرصة المشاركة في تحليلها. فمثلا سوف يكون بوسع المتفرجين اختيار عدسة لمتابعة الريبورتاجات أو اختيار جهة لسماع فعاليات المباريات الرياضية.

ويرى أندري بيستريتسكي أن مجال الإنترنت سوف يتعرض لتغيرات كبيرة ولاسيما فيما يخص المعلومات المنشورة.

أغلب الظن أن دور الدولة والضوابط الوطنية سوف يزداد في العالم كله، كما يشهد بذلك سير التطورات الأخيرة. ويمكننا الجزم بأن مختلف البلدان سوف تتخذ تدابير رامية إلى تجزئة المجال الإلكتروني وعزله. وأغلب الظن أن البلدان الأوروبية هي التي ستبادر إلى بدء هذه العملية. ولا بد أن تحاول البيروقراطية العالمية باعتقادي تشكيل هيئة فوق قومية لمراقبة نشاط وسائل الإعلام.

سوف يعد قريبا قرار لكونغرس موسكو السابع عشر للعاملين في مجال التلفزيون. و يمكن الجزم بأن المؤتمر لعب دورا مهما في هذا المجال. فقد استعرض في نطاق المؤتمر أحدث التكنولوجيات ورسمت طرق مبدئية لتطور وسائل الإعلام.

You might also like More from author