قرار أممي حول التجسس الأمريكي
فولت
من المقرر أن تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر المقبل على مشروع قرار حول التجسس بعد تخفيف صيغة المشروع، استرضاء للولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى من أجل الموافقة عليه.
وكان من المنتظر أن تعلن الجمعية العامة بموجب المسودة الأولية «قلقها البالغ إزاء انتهاكات حقوق الإنسان، والضرر الذي قد ينتج عن أي مراقبة للاتصالات بما في ذلك مراقبة الاتصالات من خارج الحدود».
وجرى تغيير النص إلى التعبير عن «قلقها البالغ إزاء الأثر السلبي الذي قد يطرأ على ممارسة حقوق الإنسان والتمتع بها نتيجة مراقبة واعتراض الاتصالات أو كلا الأمرين، ويشمل ذلك المراقبة أو اعتراض الاتصالات من خارج الحدود أو كليهما، وكذلك جمع المعلومات الشخصية لاسيما عندما ينفذ ذلك على نطاق واسع».
وأعدت ألمانيا والبرازيل مشروع القرار الذي يدعو إلى إنهاء التجسس الإلكتروني المفرط، ولا يحدد مشروع القرار دولًا بعينها، لكنه يأتي بعدما أفشى الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودن تفاصيل أنشطة تجسس قامت بها الوكالة.
حل وسط
ووصف دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة النص الجديد بأنه حل وسط، يقطع الصلة نوعًا ما بين المراقبة من خارج الحدود وانتهاك حقوق الإنسان.
وقدمت النسخة النهائية من مشروع القرار إلى اللجنة الثالثة بالجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي اللجنة المعنية بقضايا حقوق الإنسان، ولم يتضح ما إذا كانت الولايات المتحدة وبريطانيا ودول أخرى ستدعمه.
ومن المقرر أن تصوت اللجنة الثالثة على المسودة الأسبوع الحالي.
وفد أمريكي
وفي السياق، يبدأ وفد برلماني أمريكي صغير الاثنين المقبل جولة في برلين وبروكسل لتهدئة الاستياء من فضيحة التجسس التي تورطت فيها أجهزة استخبارات أمريكية.
وأعلن السيناتور الأمريكي كريس مورفي في بيان على موقعه الإلكتروني أنه يعتزم هو والعضو في الكونجرس الأمريكي جريجوري ميكس لقاء نواب برلمانيين ألمان يوم الاثنين المقبل، مضيفًا إنه من المقرر تنظيم ندوة عامة.
ووفقًا لبيانات ميشائيل جروسه-برومر، المدير التنفيذي لشؤون الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي الذي تنتمي إليه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ستدور المحادثات حول تحسين الرقابة على الأنشطة الاستخباراتية وتنظيم التعاون الاستخباراتي بين ضفتي الأطلسي.
ولم يعرف بعد ما إذا كان الوفد الأمريكي سيلتقي مسؤولين من الحكومة الألمانية، حيث ذكر متحدث باسم الحكومة في برلين أنه لم يتم التخطيط للقاء بين الوفد والمستشارة ميركل.
ووفقًا لمعلومات مجلة «دير شبيجل» الألمانية، من المخطط أن يلتقي الوفد بوزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله، كما سيجري مدير قطاع الشؤون الخارجية في مقر المستشارية ببرلين، كريستوف هويسزجن، محادثات مع الأمريكيين، وسيستقبلهما وكيل وزارة الداخلية، كلاوس-ديتر فريتشه.
تجدر الإشارة إلى أن تسريبات حول عمليات تجسسية لوكالة الأمن القومي الأمريكية «إن إس إيه» تسببت في استياء كبير بين ألمانيا والولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، وتجدد الاستياء بعدما كشفت تقارير عن تجسس وكالة الأمن القومي الأمريكية على الهاتف المحمول للمستشارة ميركل.