الإمارات الأولى إقليمياً في التفاعل الحكومي إلكترونياً
فولت
أكد عدد من المشاركين في قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي التي انطلقت أمس في دبي، أن الإمارات تأتي في صدارة دول مجلس التعاون الخليجي من حيث التواصل الحكومي عبر وسائل التواصل الاجتماعية، حيث كانت المؤسسات المحلية والاتحادية في الدولة سباقة في الوجود والتفاعل مع الجمهور إلكترونياً عبر موقعي “فيس بوك” و”تويتر” وغيرها، وشدد المتحدثون في المؤتمر على أهمية الاستفادة الأمثل من الفضاء الاجتماعي الإلكتروني من خلال تعزيز آليات التواصل مع جمهور المتعاملين وتلبية متطلباتهم والاستماع إلى ملاحظاتهم، ودمج تلك المعطيات ضمن آليات اتخاذ القرار بما يصب في تطوير الخدمات والارتقاء بمستوى الأداء.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات (جرافيك)
مكانة رائدة
خبير الإعلام الاجتماعي إبراهيم أحمد البدوي، أشار إلى أن الإمارات تتمتع بمكانة رائدة إقليمياً وعالمياً في التواصل الحكومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بشهادة مؤسسات دولية من ضمنها منظمة الأمم المتحدة، حيث حلت الإمارات في المركز السادس عالمياً في مؤشر المشاركة الإلكترونية في استبيان الحكومات الإلكترونية الصادرة عن الأمم المتحدة، كما حازت الدولة على العلامة الكاملة في استخدام الإنترنت والإعلام الاجتماعي للتواصل مع الجمهور من أجل تطوير الخدمات وإثراء سبل اتخاذ القرار، وقد حازت دولتان فقط على العلامة الكاملة في هذا المجال على مستوى العالم، وهما الإمارات وكوريا الجنوبية.
ولفت البدوي إلى وجود أكثر من 60 % من المؤسسات الحكومية الاتحادية في الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بنشر الأخبار المؤسسية أو الإجابة عن استفسارات المتعاملين، ودعا إلى ضرورة الاستفادة بشكل أكثر فعالية من هذه الوسائط لتطوير الخدمات من خلال الاستماع على ملاحظات الجمهور وتعليقاتهم.
وأضاف: “من الضروري أن تجتهد الجهات الحكومية أكثر في استيعاب ثقافة الإعلام الاجتماعية، سواء من حيث الوسائط المتعددة أو في ما يتعلق بأسلوب ولغة التواصل مع الجمهور من خلال توفير المحتوى الذي يلبي تطلعات المتابعين، ويساهم في استقطاب المزيد منهم”، وأوضح أن ذلك يتحقق من خلال تطوير استراتيجيات تواصل اجتماعية تفاعلية وتأهيل المسؤولين عن إدارة حسابات المؤسسات على وسائل التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع إجراء التغييرات الضرورية في آلية العمل الداخلية لتصبح أكثر سرعة ومرونة في التفاعل مع متطلبات الجمهور.
وأوضح البدوي أهمية رصد التقنيات الجديدة القادمة وبحث سبل وآفاق الاستفادة منها في التواصل الاجتماعي على غرار نظارات غوغل والساعات الذكية وغيرها.
تفاعل اجتماعي
وبدورها، أشارت الدكتور عائشة البوسميط، المستشار الإعلامي في هيئة الطرق والمواصلات، إلى أن المؤسسات الحكومية في الإمارات تتميز بكونها الأكثر تفاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى دول المنطقة، ودعت من جانب آخر، إلى ضرورة تغيير النظرة تجاه دور وآليات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل المؤسسات الحكومية، إذ يجب اعتماد سياسات تفاعلين باتجاهين، بين المؤسسة ومتابعيها، والتركيز على رأي الجمهور وإشراكهم في العمليات والأنشطة، وهو ما قامت به الهيئة، ما مكنها من رفع عدد متابعيها عبر فيس بوك وتويتر وزيادة التفاعل مع الجمهور، وأشارت إلى وجود تقارير دورية تضم تحليلاً لتفاعل متابعي الهيئة عبر تلك الوسائط ليتم الاستفادة منها في عمليات اتخاذ القرار وتطوير الخدمات.
وأشارت البوسميط إلى أن زيادة عدد المتابعين ليس المعيار الوحيد في قياس نجاح سياسات التواصل الاجتماعي، بل هناك معايير إضافية تشمل التفاعلية ونبرة المشاركة، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
ولفتت إلى أن الهيئة تدير حساباتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار 24 ساعة على مدار الأسبوع، خاصة لأن خدماتها تهم شرائح واسعة وتضم 200 خدمة متنوعة.
تمكين المرأة
من جانبها، تحدثت رشا مرتضى، باحث مشارك في كلية دبي للإدارة الحكومية، حول أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في تمكين المرأة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولفتت إلى أن ثلث مستخدمي موقع فيس بوك في العالم العربي من الإناث، فيما تصل النسبة إلى النصف على المستوى العالمي، وأوضحت أن الأبحاث التي قامت بها كلية دبي للإدارة الحكومية، أظهرت أن سبب محدودية عدد السيدات الموجودات في وسائل التواصل يرجع إلى عدة عوامل، يأتي في مقدمها القيود المجتمعية والثقافية التي تحد من دور المرأة وإمكانية إبداء رأيها ضمن الفضاءات العامة، ومن ضمنها مواقع “تويتر” وفيس بوك”.
وأشارت مرتضى إلى أن الإمارات تشهد استيعاباً أكبر نسبياً مقارنة مع باقي دول المنطقة لأهمية التواصل الاجتماعي مع وجود فرص أكبر للتطور، وأكدت على ضرورة أن يكون التواصل باتجاهين مع الجمهور، خاصة مع وجود البنية التحتية المتطورة لقطاع المعلومات والاتصالات في الدولة.
ولفتت إلى أن الدولة تأتي في مقدمة دول الخليج من حيث نسبة النساء المستخدمات لوسائل التواصل الاجتماعي.
مواكبة التطورات
فيما أشادت هبة السمت، مدير إدارة الإعلام الرقمي في مؤسسة دبي للإعلام بالمستويات المتقدمة التي حققتها الإمارات في مجال التفاعل الحكومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى المنطقة، وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يلقي مسؤولية إضافية أمام المؤسسات الحكومية في الدولة لمواكبة التطورات والمستجدات التقنية الخاصة بالفضاء الاجتماعي الإلكتروني والتفاعل مع تطلعات الجمهور للوصول إلى أرقى مستويات الخدمة.
واستعرضت السمت خلال القمة التجربة الناجحة التي حققتها المؤسسة في تطوير سياسات التواصل الاجتماعي لقطاع التلفزيون والإذاعة، حيث ارتفع عدد ونسبة التفاعل مع متابعي حسابات القنوات الإذاعية والتلفزيونية التابعة للمؤسسة بنسبة 100 % خلال عام واحد فقط، وأوضحت السمت أن المؤسسة تركز على تعزيز التفاعل والتواصل مع الجمهور وإشراكهم من خلال الاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم، مع الحرص على بناء علاقة قائمة على الثقة مع المتابعين وإعطائهم الأولوية دائماً.
مستقبل الإعلام
وكانت قمة الحكومات الخليجية للتواصل الاجتماعي قد انطلقت في دبي أمس، بهدف استعراض وجهات النظر المختلفة للوفود المشاركة حول مستقبل قطاع الإعلام الاجتماعي على صعيد دول الخليج، حيث ألقى محمد ناصر الغانم، مدير عام هيئة تنظيم الإتصالات، الكلمة الافتتاحية للقمة، أكد خلالها أن فترة انعقادها تنطوي على فوائد كبيرة، من شأنها الإسهام في النهوض بقطاع الإعلام الاجتماعي على مستوى المنطقة.
وقال الغانم في كلمته خلال المؤتمر: “إن ما نشهده اليوم من تطورات هائلة في وسائل الاتصال، يحتم علينا مناقشة علاقة الحكومات بوسائل التواصل الاجتماعي، ونحن جزء من هذا العالم، كما أننا اليوم من اللاعبين الأساسيين في هذا المجال، حيث تتصدر منطقة الخليج، ومن ضمنها دولة الإمارات العربية المتحدة، المشهد الإلكتروني العربي بكل أنشطته وتطوراته، فنحن هنا نشهد زيادة مطردة في استخدام التقنيات الذكية، من خلال الأجهزة المتحركة الذكية على اختلاف أنواعها، ويصاحب تلك الزيادة نشاط غير مسبوق على شبكات التواصل الاجتماعية في دولة الإمارات، واليوم أصبح لدى قطاعات واسعة من المجتمع والشركات الجاهزية الرقمية التي تأتي كنتائج مباشرة للرؤية المستقبلية لقيادتنا الرشيدة”.
وألقى فادي سالم، رئيس القمة الحالية ومدير برنامج الحوكمة والابتكار في كلية دبي للإدارة الحكومية، كلمة رئيسة بعنوان “تأثير الإعلام الاجتماعي في المنطقة العربية”، حيث أوضح في كلمته ضرورة توجيه السياسات الخليجية لتبني نهج قائم على الديناميكية والمرونة بصورة أكبر، وذلك من أجل تمكين الجمهور من الوصول إلى احتياجاتهم الحياتية الأساسية بكل سهولة وسلاسة.