تكنولوجيا الاتصالات.. هل طغت على العلاقات الاجتماعية؟ – فولت

تكنولوجيا الاتصالات.. هل طغت على العلاقات الاجتماعية؟

74

بادر عبد الرازق سليم «موظف» بالقيام بجوله على افراد عائلته باول ايام عيد الفطر وخاصة على والدته للسلام عليها والاطمئنان عن احوالها بعد زيارته مع ابنائه لقبر والده المتوفى واداء صلاة العيد، فيما تواصل مع بعض الاهل المغتربين والاصدقاء اما باجراء مكالمة خلوية او برسال رسالة للتهنئة بالعيد.
فتور بالعلاقات
ونوه سليم إلى إن فتور العلاقات الاجتماعية أصبح هو السمة السائدة حاليا نتيجة انشغال الناس بأمور الدنيا مثل السعي والبحث عن الرزق لهذا فيكون العيد هو الفرصة المثالية لتعويض هذا الفتور فالتواصل مع الأهل والاقارب يجعل للعيد طعما ورونقا مختلفا خاصة تبادل الزيارات وصلة الأرحام، كما ان الزيارات العائلية.. تصنع الفرحة بالعيد، فيما أعباء الحياة وتكنولوجيا الاتصالات، أثرت على العلاقات الاجتماعية عبر استخدام الخلوي لتواصل بين المواطنين، وان انتشار هذه الخدمة قلصت من التواصل بين المواطنين نتيجة دخول عدد من العادات الدخيلة على المجتمعات والتي عزلت كل أشخاص الأسرة الواحدة عن بعضهم البعض.
واعتبر سليم ان ضعف صلة الأرحام في المجتمع يرجع إلى بعد الناس عن دينهم والجري خلف الدنيا، كما أن هناك عادات دخيلة طرأت على ممارسات الناس واحتفالهم بالعيد، لهذا فإن الزيارات العائلية هي الأساس في مثل هذه المناسبات، وبمثل هذه المناسبات ايضا يجب الحرص على اتمام الزيارات العائلية بشكل أساسي خلال أيام العيد لأنه تعتبر الفرصة المثالية للتواصل وصلة الأرحام، كما أن العيد يكون فرصة جيدة لنبذ الخلافات والأحقاد فيكون فرصة للصلح بين المتخاصمين، كون صلة الأرحام قد ضعفت كثيرًا وتراجعت عما كانت عليه سابقًا، والسبب في ذلك هو زحمة الحياة التي احتلت مساحة كبيرة من هذه الضروريات وبعد الناس عن الدين إذْ إنه حثنا على صلة أرحامنا
التواصل تكنولوجيا
اما حسن شحادة شاب «مغترب» فيقول وقتي كله أقضيه بالتواصل مع الاهل عبر استخدام الخلوي او الانترنت اما مكالمات هاتفية او ارسال رسالة تهنئة لكي أشعر بتلك الطقوس والعادات التي تعودت عليها مع الأهل والأقارب منذ الصغر، فظروف العمل والغربة تؤثر علينا كثيرا ولا أشعر بالغربة إلا في هذه الأيام لأن العيد يعني العائلة والتجمع والصحبة الطيبة فلا أشعر بصلة الأرحام إلا من خلال الانترنت والتليفون الخلوي
صلة الارحام دوريا
اما حسين جبر «مرشد تربوي ومدرس تربية دينية» فعلق على الامر بالقول: إن زيارة الأهل وصلة الأرحام يجب ألا تكون في أيام العيد فقط بل أيضا في الايام العادية ويقول ان الله سبحانه وتعالى حثنا على ذلك ولكن مع زحمة الحياة وضغوطها وانشغال الناس بأعمالهم إلى جانب كثرة القنوات الفضائية «والشات والانترنت» والتي عزلت الناس عن بعضها فأبناء الأسرة الواحدة قد لا يتقابلون إلا على الطعام وان تقابلوا وخاصة مع اختلاف توقيت نهاية أعمال بعضهم إلى جانب ظهور مشكلة التفكك الأسري إذْ اصبح الطلاق هو السمة الرئيسة ولكن مع كل هذه المشاكل يجب ألا ننسى هؤلاء الاشخاص الذين نحبهم وهم في الأصل أهلنا وأقاربنا وتكون مثل هذه المناسبات فرصة لتحقيق هذا التواصل والود بيننا.
العيد فرصة
ونوه جبر ان عيد الفطر فرصة طيبة لصلة الأرحام وخاصة أننا في زحمة الحياة المتسارعة والسعي وراء الرزق بشتى السبل فإننا ننسى بعض أقاربنا وأهلنا فلا نتواصل معهم لهذا تكون الأعياد هي الفرصة المثالية لأداء ما حثنا الله سبحانه وتعالي عليه خاصة أن صلة الأرحام من الواجبات الشرعية الأساس التي حض عليها الدين الحنيف.
ويضيف جبر العيد عندي يعني صلة الأرحام فمثل هذه المناسبات فرصة للتواصل مع أقاربنا الذين ننساهم في زحمة الحياة فيبدأ العيد بعد الصلاة مباشرة بالتواصل مع الأهل والأحباب وصلة الأرحام كون هذا الامر هو أهم شيء في العيد ثم يأتي المجال للأسرة نفسها بالخروج إلى الحدائق والمتنزهات أو بعض المجمعات التجارية، ويواصل جبر للأسف أعتقد أن صلة الأرحام في العيد تراجعت كثيرًا عما كان عليه الوضع في السابق وقد يعود ذلك لانشغال الجميع في حياتهم الضاغطة من أجل البحث عن الرزق و المال بكل الطرق ولكن ذلك لا يعني أن ننسى هؤلاء الناس الذين يحبوننا ونحبهم فيكون العيد فرصة خاصة لتحقيق هذا التواصل والمحبة.
خلاصة القول
وخلص جبر الى القول ان صلة الرحم عبادة كسائر العبادات التي يكثر الحديث عنها والحض عليها لاقتران هذه العبادة بسائر العبادات التي يتبعها المسلم ليتقرب بها الى خالقه، ورغم تعدد وكثرة الارحام الا ان صلة الابوين من اهمها وأولاها، ومن اوجه هذه الصلة رعايتهما في كبرهما الا ان تعقيدات الحياة دفعت بعض الابناء بإناطة مهمة رعاية آبائهم لدور المسنين كخيار يلجأ اليه البعض، وإنه من العيب الشديد وقلة المروءة وضعف الدين أن نتخلى عن آبائنا وأمهاتنا بهذه الصورة البغيضة المنفرة.. فربما كان هذا الشيخ أو هذه العجوز «باب « أحدنا الذي يدخل به الجنة، وأن مجتمعاتنا صارت مليئة بالتناقضات، ففي الوقت الذي ندعو فيه إلى تكريم المسنين تزداد دور رعايتهم، وكأن تكريمهم لا يكون إلا ببناء مزيد من دورهم، مع أننا في القرآن الكريم نجد ذكر التوحيد مقترنًا بأمر طاعة الوالدين في مواضع متعددة، وان المسن ليس عالة على المجتمع، وما يحتاجه هو تغيير ثقافة المجتمع تجاه المسن والنظر اليه كإنسان يدخل في مرحلة عمرية جديدة، وهذه المرحلة يصل اليها كل شخص، وبالتالي يجب ان تنظم بشكل جيد وان تكون هناك برامج خاصة تهدف الى تغيير ثقافة المجتمع تجاه المسن وتأمين الحياة الكريمة اللائقة له، وامكانية الاستفادة من الخبرة التراكمية له، كما ان المسن او كبير السن لا يحتاج الى المساعدة والرعاية بقدر ما يحتاج الى اظهار احتياجنا له ورغبتنا في مشاركته لنا بفاعلية في مختلف نواحي الحياة، وإثرائه لحياتنا بخبراته وقدراته. الدستور

You might also like More from author