ضريبة “الخلوي” الجديدة تعمق حالة تراجع القطاع وتخفض ايرادات الحكومة من “الاتصالات” – فولت

ضريبة “الخلوي” الجديدة تعمق حالة تراجع القطاع وتخفض ايرادات الحكومة من “الاتصالات”

131

فولت – قال مسؤولون في قطاع الاتصالات أمس انّ النتائج المالية لشركات الاتصالات ( المعلنة والمتوقعة) عن فترة النصف الأول من العام الحالي تكشف تراجعاً كبيرا في صافي ربح الشركات، وايراداتها الموحدة، ما يكشف حالة التراجع الكبير التي يعيشها القطاع نتيجة تزايد الضغوط التنافسية والمصاريف التشغيلية في عمليات الشركات.
وأكّد المسؤولون بأن حالة التراجع هذه التي تكشفها الارقام الرسمية للشركات تأتي في وقت لم تحتسب فيه اثار مضاعفة الضريبة الخاصة على الخدمة الخلوية من 12 % الى
24 % والتي اسهمت خلال فترة الاسبوعين الماضيين فقط بخفض ايرادات الشركات بنسبة تجاوزت 15 % نتيجة تراجع حجم الاقبال واستخدام الخدمة الخلوية لا سيما بطاقات الشحن.
واشاروا الى حالة التراجع عن النصف الأول والمتوقع استمرارها لتغطي العام الحالي كاملاً،  تكشف قصور نظرة الحكومة بعدم دراستها لقرار مضاعفة الضريبة الذي سيعمّق حالة التراجع هذه أكثر، مؤكدين بان ايرادات الخزينة من القطاع بالتبعية ستتأثّر سلباً ، وذلك عندما تنخفض الايرادات الحكومية من ثلاثة مصادر رئيسية  في قطاع الاتصالات وهي : نسبة المشاركة بالعوائد بـ 10 %، ضريبة الدخل على الارباح، وضريبة المبيعات، حيث توقع المسؤولون بالاجمال ان تتراجع ايرادات القطاع بنسبة تصل الى 15 % عن العام الحالي كاملاً، وتراجع ارباح القطاع بنسبة 30 %.
وكانت النتائج المالية لشركة “اورانج الأردن” اظهرت أول من أمس تراجعاً في صافي ربح الشركة عن فترة النصف الأول وبنسبة بلغت 39 %، وانخفاض في الايرادات الموحدة بنسبة بلغت 9.5 %، وهي شركة الاتصالات الرئيسية الوحيدة التي تعلن نتائجها كونها الشركة المساهمة الوحيدة المدرجة في بورصة عمان، فيما أعلنت مجموعة ” زين” الاقليمية أمس نتائجها المالية الموحدة عن المجموعة في الدول التي تعمل فيها بانتظار إعلان النتائج التفصيلية لكل دولة تعمل فيها ومنها الأردن، كما من المنتظر ان يجري إعلان النتائج المالية لمجموعة ” بتلكو البحرين” التي تتبع لها شركة أمنية عن فترة النصف الأول.
غير انّ مسؤولين في القطاع وفي الشركات الرئيسية بشكل عام توقعوا انخفاض اجمالي الايرادات الموحدة للقطاع (الشركات الثلاث) وتراجع مجمل صافي الربح للقطاع، استمرارا لحالة التراجع التي يشهدها القطاع منذ ثلاث سنوات.
وكانت فترة الربع الأول من العام الحالي شهدت تراجع صافي أرباح هذه الشركات ليسجل في أول ثلاثة أشهر  37.9 مليون دينار ، مقابل 45.141 مليون دينار في نهاية الربع الأول من العام الماضي، أي بتراجع نسبته 16 %، ومن جهة أخرى كان القطاع شهد توقف وخروج عدد من شركات الاتصالات والإنترنت خلال آخر ثلاث سنوات، كما شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات ايضا خروج وتوقف عدد من الشركات، فيما تراجع حجم التوظيف في قطاع الاتصالات خلال آخر ثلاث سنوات بنسبة بلغت 20 %.
المدير التنفيذي للمالية في “اورانج الأردن” رسلان ديرانية قال أمس لـ”الغد” ان التراجع الحاصل في الربح وايرادات الشركة هو الاكبر في تاريخ الشركة منذ الخصخصة، لافتاً الى انّ الاسباب الرئيسية للتراجع تعود الى تراجع النشاط التجاري والاقتصادي في المملكة بشكل عام ما خفض من مبيعات قطاع الاعمال والشركات، الى جانب تراجع مبيعات خدمات التجوال الدولي وتراجع الاسعار نتيجة المنافسة.
وأكد ديرانية اثر رفع تعرفة الكهرباء على القطاع بنسبة 150 % منذ العام الماضي، وقال: “ان الضغوط التنافسية، وضغوط المصاريف التشغيلية للشركات في تزايد، والحكومة تتجاهل كل ذلك وتتحدث عن ربحية القطاع، فيما تظهر الارقام الرسمية الصادرة عن “اورانج” والتي ستظهرها ارقام الشركات الاخرى المرحلة المقبلة حالة التراجع في القطاع”.
واشار ديرانية الى ان هذه النتائج تمثل النصف الاول وبالتالي فان اثر الضريبة سيضاف ويظهر في نتائج الربع الثالث والربع الرابع، ما سينعكس تراجعا في ايرادات وارباح القطاع بشكل عام عن العام الحالي.
وتوقع ديرانية تضاعف نسبة تراجع ايرادات الشركة والقطاع عن العام كاملاً في حال اضافة اثر الضريبة الجديدة.
وأكد ان هذا التراجع في ايرادات القطاع وارباحه سيضيع على الحكومة ايرادات من ضريبة المبيعات، ونسبة المشاركة بعوائد شركات الاتصالات، وضريبة الدخل.
وقال رئيس هيئة مديري جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات الاردنية ” انتاج” جواد جلال عباسي أمس لـ”الغد” ان النتائج المالية لشركة “اورانج الأردن” تعطي تصورا لحالة التراجع التي يعيشها القطاع منذ ثلاث سنوات، متوقعاً ان استمرار حالة التراجع هذه خلال النصف الثاني من العام الحالي والسنوات القليلة المقبلة.
وأكّد عباسي بانّ نتائج شركة ” اورانج الأردن” وحالة التراجع التي ظهرت في الإيرادات وصافي الارباح تأتي في وقت لم يظهر فيه اثر مضاعفة الضريبة الخاصة على الخدمة الخلوية من 12 % الى 24 % ، والذي من المتوقّع ان يرفع اسعار الاتصالات حوالي 11 % المرحلة المقبلة الامر الذي سيخفّض من الاستخدام.
وكانت شركات الاتصالات اعنلت مؤخراً بان فترة الاسبوعين الماضيين منذ المباشرة بتطبيق قرار الضريبة الجديد شهدا تراجعا في الطلب على الخدمة الخلوية بنسبة تجاوزت 15 %، مقارنة بالفترة ما قبل تطبيق القرار.
واشار عباسي بانّ الحكومة تتجاهل في قراراتها المتعاقبة على القطاع وجميعها ” سلبية” حالة التراجع هذه التي يعيشها قطاع الاتصالات بسبب المنافسة من جهة، وضغوط المصاريف التشغيلية لا سيما بعد قرار فرض تعرفة بنسبة 150 % على فاتورة الكهرباء لشركات الاتصالات.
وبشكل عام توقّع عباسي ان تتراجع ايرادات قطاع الاتصالات عن العام الحالي بحوالي 15 %، وان تتراجع ربحيته بين 15 % الى 30 %.
وكانت شركات الاتصالات حذرت بداية رمضان الحكومة من استمرارها في التعامل بتجهل متطلبات قطاع الاتصالات، والنظر له نظرة قاصرة ترتكز على ” الجباية” فقط، والنظر الى خدمات الاتصالات على انها كمالية وليست اساسية.
حيث حذرت الشركات الحكومة من تبعات القرارات التي يعتقدون بانها تستهدف القطاع مثل قرار مضاعفة الضريبة الخاصة على الخلوي، وقرارات رفع تعرفة الكهرباء، والتوجهات الحكومة لزيادة نسبة ضريبة الدخل على القطاع.

You might also like More from author