أكبر 50 شـركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم
فولت – لا يؤدي الانتشار المتزايد للرقمنة إلى تغيير سلوك المستخدم النهائي فقط، ولكنه أيضاً يسهم بإدخال تغيير كبير في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الأوسع. وقد اختفى منذ أمد بعيد التقسيم الواضح لمهام القطاع، حيث تعمل شركات الأجهزة وشركات البرمجيات، وشركات الاتصالات، وشركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات في سوق متداخلة، إذ تواصل شركات البرمجيات والأجهزة التي تعتمد نماذج الحلول المتكاملة تفوقها على شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات، في حين تعاني الشركات الأوروبية ذات التركيز الإقليمي من وطأة ضغوط قوية. إضافةً إلى ذلك، واصلت شركات الإنترنت انتشارها في سوق الشرق الأوسط بوتيرة بالغة السرعة، ورغم أنها كانت تستهدف في البداية عموم المنطقة، فهي تركز بشكل متزايد على الأسواق الفردية وفهمت أخيراً ما هو المطلوب لتحقيق النجاح في كل دولة على حدة. وكانت هذه بعض النتائج المستخلصة من دراسة «أكبر 50 شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم».
وفي الإصدار الثاني من الدراسة، قامت شركة الاستشارات الإدارية العالمية بوز أند كومباني بدراسة الاتجاهات الرئيسة لأكبر 50 شركة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العالم وعوامل نجاحها الجوهرية ومستوى أدائها.
وقد حافظت الشركات الثلاث الأولى على مراتبها ولكن بترتيب مختلف، وذلك بفضل اتساع نطاق محفظة خدماتها ووجودها العالمي، حيث قفزت شركة آي بي إم مرتبتين عن عام 2012 مُتصدرة طليعة التصنيف العالمي، تليها شركتا البرمجيات العملاقتان أوراكل ومايكروسوفت. وجاءت شركة ساب في المرتبة
الرابعة كأفضل الشركات الألمانية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. كما جاءت شركات تقديم حلول الأجهزة في المراتب الثلاثة التالية وهي سيسكو وأبل وإتش بي. وقال أولاف آكر، وهو شريك في شركة بوز أند كومباني «يكشف التصنيف عن أن شركات تقديم البرمجيات والأجهزة هي التي تهيمن على قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث حققت شركات البرمجيات والإنترنت على غرار ساب وغوغل وأمازون تطورات كبيرة. ولم تستطع شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات في المنطقة مواكبة اتجاهات السوق هذا العام»
وقد نجحت شركتا غوغل وسامسونج مع توسعهما المستمر في تقديم الخدمات والمنتجات في احتلال مرتبة ضمن أكبر 10 شركات في التصنيف.
ويوضح د. غرمر شرودر، وهو مدير أول في شركة بوز أند كومباني «بالرغم من ذلك، لا تُعد محافظ الخدمات والمنتجات الواسعة وحدها هي مفتاح النجاح، فنحن نرى أن توسيع نطاق المحافظ لا يصاحبه غالباً النجاح المالي، بل يربح عنصر تناسق الخدمات والمنتجات عن مدى اتساع نطاقها. ومن بين عوامل النجاح الجوهرية الأخرى الوجود العالمي والابتكار والعلامات التجارية».
وفي واقع الأمر، تحتل ست شركات ضمن أكبر 10 شركات مراتب ضمن الشركات العشر الأكثر ابتكاراً في العالم، كما هو موضح في دراسة منفصلة لشركة بوز أند كومباني، كما تحتل 13 شركة مراتب ضمن تقرير إنتربراند لأفضل 100 علامة تجارية عالمية في العالم في عام 2012».
ضغوط متزايدة على شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات العالمية :
بالرغم من نمو إيرادات أكبر 50 شركة في العالم نمواً متواضعاً في عام 2013 (من 2.01 مليار دولار أميركي في عام 2011 إلى 2.07 مليار دولار أميركي في عام 2012)، إلا أن هذا المعدل لا يضاهي ما تحقق في السنوات السابقة.
ويقول داني كرم، وهو مدير أول في بوز أند كومباني، «تواجه شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمية في الشرق الأوسط ضغوطاً مستمرةً بسبب القيمة ومنافسة الشركات في الخارج، حيث صاحب الإقبال المتزايد على خدمات تكنولوجيا المعلومات تبني عقلية «أعلى جودة بأفضل سعر» التي كانت أقوى في سوق المنطقة مقارنة بمثيله من الأسواق الأخرى».
وفي الواقع، وصلت بعض الشركات العاملة في السوق إلى قدرتها القصوى على النمو. وعلاوةً على ذلك، غدت كبرى شركات تقديم البرمجيات هي الوحيدة التي حققت نمواً قوياً في إيراداتها للعام الخامس على التوالي. وعلى النقيض من ذلك، كانت شركات تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات وشركات الاتصالات العالمية هي الوحيدة التي عانت من ركود النمو، على الرغم من نجاحها في تحقيق الاستقرار لهوامش أرباحها قبل استقطاع الفوائد والضرائب في عام 2012.
وأضاف داني كرم «ما زالت شركات الاتصالات في المنطقة تكافح، على خطى نظرائهم العالميين، عندما يتعلق الأمر بتعزيز تطور الخدمات والتوسع في الفضاء الأرحب لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات».
وكانت شركات الأجهزة والبنى التحتية التكنولوجية هي الوحيدة التي شهدت زيادة مستمرة في هوامش أرباحها ونمواً مستقراً في غضون السنوات الخمسة الماضية. ويُعزى ذلك إلى نماذج أعمالها الفردية والمتكاملة القائمة في الأساس على توفير الأجهزة إضافةً إلى عناصر الخدمات التكنولوجية والحوسبة السحابية، وتؤكد نتائج الدراسة على قوة نموذج الأعمال هذا.
وأضاف أولاف آكر «في منطقة الشرق الأوسط، تدرك شركات تصنيع الأجهزة، على غرار آبل وسامسونج، الإقبال المتزايد على الأجهزة الذكية. ولهذا، فقد حققت نتائج جيدة في دراسة عام 2013. ومع ذلك، تساهم منطقة الشرق الأوسط في أرباحها نظراً لمستويات الأسعار المستقرة نسبيا».