كبار السن مغرمون بالهواتف الذكية – فولت

كبار السن مغرمون بالهواتف الذكية

82

مسك الستينية أم محمود هاتفها الذكي مستعرضة البرامج والتطبيقات التي أنزلها ابنها على الجهاز، ورغم حبها لهذه التقنيات الحديثة وتعلقها بها، كما تقول، الا أنها تعاني من شاشة اللمس، وصعوبة التحكم بها، فهي اعتادت منذ زمن على الأزرار المباشرة على هاتفها القديم..
تقول أم محمود “كنت أرى هوس أبنائي بهذه الهواتف، وقرر ابني أن يجلب لي موبايل “اي فون” كهدية في عيد ميلادي، ورغم أنني أتعبتهم في البداية ريثما تعلمت عليه، إلا أنني لا استطيع أن استغني عنه الآن” لافتة إلى أنها تتابع بشكل يومي أخبار الصحف والمجلات المحلية والعربية، اضافة الى برامج الطبخ، وحتى الألعاب المسلية.
العشرينية نجود علي تفاجأت بمدى الانسجام على والدتها بعد أن قامت وبناء على طلبها بإحضار هاتف ذكي لها يحتوي على كل التطبيقات، من “واتس أب”، وهو الأهم بالنسبة لها، و”الفايبر” و”التانغو”، وغيرها من البرامج. إلا أنها لم تكن تتخيل أن والدتها، وبعد أن كانت تعاتبها على بقائها لفترات طويلة مشغولة بهاتفها، ستندمج كل هذا الاندماج مع هاتفها.
تقول نجود “كانت والدتي دائماً تعاتبني على جلوسي معها وأنا مغيبة تماماً، وكل ذهني في الموبايل. إلا أن الأمر انعكس تماماً، فبعد أن أحضرت لأمي هاتفا ذكيا وصارت تدخل العديد من “الجروبات”، مع إخوتها وإخواني الذين يعيشون في الخارج، وأصبحت نشيطة جداً في “المسجات” والفيديوهات والأدعية، وغيرها، منذ الصباح الباكر وحتى موعد النوم مساء”.
أما الحاجة بدرية أحمد (69 عاماً) فهي تقول إنها كانت تظن أن التكنولوجيا أمر صعب جداً، وأنه لا يمكنها تعلمها، وقد واجهت صعوبة كبيرة عندما أحضر لها أولادها الهاتف في أول مرة، لما عليه من برامج مختلفة. إلا أنها الآن، وبالرغم من أنها ما تزال تواجه صعوبة في وضع إصبعها على الحرف المطلوب، لأن الجهاز يعمل باللمس، إلا أنها صارت تعرف الأساسيات، وكيف تدخل على تلك البرامج، وتستقبل منها ما تريد.
وتضيف أن الحياة باتت أسهل بكثير، فهي تستطيع أن تصل لأي من أولادها بسهولة، وأن ترسل إليه “”واتس أب”، وأن ترسل إليه صورة الشيء الذي تحتاجه ليحضره لها، وغير ذلك من الأمور.
وبعد أن كانت التكنولوجيا أمرا مرتبطا بفئة معينة من الشباب، وبالأشخاص الذين يرتبط عملهم بها، وبعد أن كانت أمرا صعبا أو عصيا على كبار السن، وربات البيوت، باتت الآن في متناولهم، وسيلة اتصال سهلة ويسيرة ومهمة، تشد اهتمام الكبار من ربات بيوت والجدات.
وبحسب آخر دراسة قامت بها شركة “ابسوس الأردن” للبحوث عن واقع استخدام التكنولوجيا في الأردن حتى نهاية 2012، فإن 15 % من الأردنيين ممن تبلغ أعمارهم 55 سنة فما فوق، يستخدمون الهواتف الذكية، و18 % من الأردنيين ممن تبلغ أعمارهم 55 سنة فما فوق يستخدمون شبكات التواصل، و11 % من الأردنيين ممن تصل أعمارهم إلى 55 سنة فما فوق يستخدمون الانترنت.
ويقول فهد أسعد مازحا، “أنا مستاء من اليوم الذي أحضرت فيه والدتي هاتفا ذكيا، وأنزلت عليه كل التطبيقات، فأمي أصبحت دائمة بالاتصال بي على “الفايبر” و”التانغو”، و”التطبيقات”، وتستعجلني في العودة إلى البيت، وعدم التأخر، لأنزل لها كل ما هو جديد”.
ويضيف أنه لم يكن يتوقع أن تتعلم والدته هذه التقنيات وتتقنها، مبيناً أنها في بداية الأمر واجهت صعوبة في فهم تلك التقنيات والتعامل معها، إلا أنها صارت الآن بارعة في استخدامها، وتبحث دائماً عن كل ما هو جديد منها.
في هذا الشأن يرى الاختصاصي الاجتماعي، د.حسين الخزاعي، أن سمة العصر وسلوكياته كلها تتطلب وجود هذه التكنولوجيا، مبينا أنه لا يوجد الآن ما يسمى الأمية التكنولوجية، أو الالكترونية، فالجميع بات مطلعا على التكنولوجيا ويمارسها، بعد أن أصبحت لغة العصر. فقد فرضت وجودها على الفئات العمرية جميعها، بلا استثناء.
ويشير الخزاعي إلى أنه، حتى الكبار في العمر، الذين لديهم وقت فراغ، صاروا يستثمرون هذا الفراغ في التدرب على هذه التقنيات التي عززت التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع كافة، خصوصا الصلات القرابية.
ويرى أن طبيعة تحول المجتمع، والمجريات التي تحدث فيه، واعتماده على التكنولوجيا بشكل كبير، أجبرت الناس، من شتى الأعمار، على مجاراة كل التطورات، ومنها اعتماد تقنيات التواصل، عبر التكنولوجيا التي صارت بلا حدود.الغد

You might also like More from author