عادة تكنولوجية علنية
ما أتاحته لنا عائلة الانترنت لا حدود له الا ما نقترحه نحن، تماما كالمرايا التي لا تعترض على مجنون اذا ارتدى ثياب امبراطور وادى التحية لنفسه، او اذا قرر ان يلعب التنس او كرة القدم مع نفسه بحيث يتشكل فريقان احدهما من اصابع قدمه اليمنى والآخر من اصابع قدمه اليسرى.
لكن ما اعنيه بالعادة التكنولوجية العلنية هو شيء آخر، اسميه الفيتيشيا الثقافية، وهو مصطلح في معجم علم النفس، لكنه مرتبط بالجنس، حيث يتعلق المصاب بهذا المرض بالقرائن المصاحبة للطرف الآخر ولا يعنيه جسده، وقد لاحظت ان هذا المرض له امتدادات بالعدوى الى مجالات اخرى كالسياسة والثقافة، فمن لا يستطيع مواجهة خصم يشتري ثياباً تشبه ثيابه ويحرقها، وجذر هذا المرض موغل في القدم ومنذ الكهف عندما كان البدائي يرسم الحيوانات التي يخشاها على الجدار ثم يذبحها رمزياً، في الثقافة تأخذ الفيشيا شكلا آخر اكثر طرافة، فثمة من يكتب ما يشاء ويجيز ما كتب للنشر، ثم يتولى القراءة، وتتيح له هذه العادة العلنية ان يعالج كل ما يشكو منه من عنة وعجز، ما دام هو الخصم والحكم.
وقد لاحظت على سبيل المثال ان هناك سطواً مسلحاً بالوهم والفيتشيا فقط على الكثير مما يكتب سواء في صحف او كتب، واكثر الناس عرضة لهذا السطو هم الذين عرف عنهم ابتعادهم عن شبكات التواصل لأسباب تخصهم، لأنهم لا يتابعون بسبب انشغالهم في الكتابة بمعناها الدقيق، ماذا تفعل مثلاً اذا رأيت عبارات بل فقرات من مقالاتك وكتبك قد تحولت الى فيتشيا؟ الدستور خيري – منصور