انقطاعات الإنترنت: شلل يصيب “عصب الحياة الاقتصادية” ويكبد المؤسسات خسائر كبيرة

فولت – تداول قطاع الأعمال ومشتركو خدمة الإنترنت من ذوي الاستخدام الكثيف لـ ” الويب” خلال فترة شهر مضى ، العديد من الاوصاف والدلالات والمؤشرات على تأثرهم بالانقطاعات الخارجية والداخلية التي تعرضت لها الشبكة في المملكة، مؤكدين بأنّ الإنترنت اصبحت ” عصب حياة وعمل “، وأنّ اية انقطاعات او تراجع في مستوى الخدمة لأي سبب كان، سيؤثر سلباً على المستخدمين من كل فئات المجتمع. 

ووصف مستخدمون ما اصاب أعمالهم قبل أكثر من أسبوع على خلفية الانقطاعات التي اصابت شبكة ” اورانج الأردن” في عمان، بالامر الصعب لدرجة اوصلت اعمالهم لـ ” الشلل والتوقف” لا سيما في بدايات الانقطاع قبل اصلاح 60 كابلاً تعرضت لانقطاعات في شبكة ” اورانج الأردن”، وتعتمد عليها عشرات من المؤسسات الاقتصادية والحكومية، البنوك، والمجمعات التجارية في تسيير اعمالها اليومية.

من هؤلاء، صاحب مقهى إنترنت في شارع الجامعة الأردنية عناد الجازي الذي قال بان فترة الاسابيع القليلة الماضية كانت صعبة للغاية وراجعت من خدمات وعمليات المقهى وايراداته، وذلك مع البطء الذي اصاب الشبكة اواخر الشهر الماضي على خلفية انقطاعات تعرضت لها كوابل إنترنت بحرية تقع في البحر المتوسط وتعتمد عليها المملكة في حركة الإنترنت، فيما كانت التأثيرات ” أسوأ” قبل اسبوع عندما تعرضت شبكة ” اورانج الأردن” لانقطاعات في كوابل الياف ضوئية رئيسية في العاصمة عمان.

ويقول الجازي : ” تمكنا من تجاوز بعض التأثيرات السلبية التي خفضت من مستوى خدماتنا مع امتلاكنا لاشتراكين احتياطيين بديلين مع مزودين آخرين لشبكة الإنترنت”، مضيفاً بان ” عددا كبيرا من المستخدمين اليوم اصبحوا معتمدين بشكل كلي في أعمالهم وتواصلهم الاجتماعي مع العالم الخارجي على خدمات الإنترنت، وان أية انقطاعات أو تأثيرات سلبية مثل البطء اصبحت تسبب لهم قلقاً لمسناه في سلوكيات العديد من زبائننا في الاسابيع الماضية”.

وتتفق المدير التنفيذي لموقع ” عقار – إستيت دوت كوم” حنان خضر مع الجازي في رأيه، وتقول: بأنّ المشاريع التي تقوم على خدمة الإنترنت كمتطلّب اساسي لعملياتها مثل مشروعها الذي يشكّل منصة لعرض وتداول العقارات بكافة أشكالها في الأردن والمنطقة، تعد من أكثر القطاعات الاقتصادية تاثراً لدى حدوث أي طارئ أو خلل في خدمات الإنترنت.

وتوضح خضر بانّ الانقطاعات التي طرأت على الشبكة قبل أكثر من اسبوع اجلّت واوقفت بعض اعمال التحديث والتحميل والعرض لعقارات زبائن ترتبط بهم الشركة في الخليج، لافتة بان هذه الانقطاعات سبّبت ” سوء تفاهم” مع هؤلاء الزبائن الذين اعتقدوا بأنّ المشاكل في الموقع وخدمات الشركة التي تسعى لتكون ” سوقا عقارية لعرض وترويج وشراء العقار على الإنترنت”.

ويؤكّد المدير التنفيذي للمالية في شركة ” اورانج الأردن” رسلان ديرانية بانّ الإنترنت اصبحت اليوم بنية تحتية اساسية كالماء والكهرباء ولم يعد يستغن عنها شرائح كثيرة من المجتمع باتت تعتمد عليها في التواصل الاجتماعي وانجاز الاعمال، مشيراً الى ان اهمية الخدمة تزداد في بعض مؤسسات وشركات ترتبط بالاقتصاد الوطني وتحركات المواطنين وتنقلاتهم ومعاملاتهم اليومية مثل البنوك والطيران والشركات التي تقوم اعمالها وخدمات على الإنترنت عريض النطاق.

وبناء عليه ولتجنب خسارة كبيرة يمكن ان تلحق بالافراد وبهذه المؤسسات أكد ديرانية بان ” همّ الشركة خلال الازمة التي تعرضت لها قبل اسبوع على اثر انقطاعات في 60 كابل الياف ضوئية في عمان، كان ارجاع الخدمة بأقصر وقت ممكن قبل التحقيق في اسباب الانقطاعات، ونجحت الشركة في ذلك خلال فترة يومين”، لا سيما وان شكاوى وتأثيرات سلبية طالت افرادا مشتركين في خدمات ” اورانج” وبنوكا ومؤسسات ومحال ومجمعات تجارية”.

واضاف ديرانية بان شركة ” اورانج” أو مزود الإنترنت في مثل هذه الحالة يتكبّد الكثير من الخسائر المباشرة وغير المباشرة، مشيرا الى ان الشركة تحصر الآن خسائرها من هذه الازمة والتي قدّر ان تصل الى مئات آلاف الدنانير، فيما لم يستبعد ديرانية ان تكون هنالك خسائر طالت المشتركين في خدمات الشركة وخسارة فرص على خلفية تأجيل وتوقف اعمال البعض.

ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة اليوم بنحو 4.3 مليون مستخدم بنسبة انتشار تصل الى 67 % من عدد السكان، يعتمدون على أكثر من 933 ألف اشتراك في مختلف تقنيات الخدمة السلكية واللاسلكية.

وأكّد المدير العام والمؤسّس لمجموعة ” المرشدون العرب” – المتخصّصة في دراسات اسواق الاتصالات العربية – جواد عبّاسي أهمية الإنترنت والاتصالات اليوم للاقتصاد بشكل عام، ولتسيير شؤون وامور العمل اليومية في المؤسسات على اختلاف انواعها، حيث تزيد أهمية الخدمة بقدر اعتمادية المؤسسة وتحويل عملياتها وخدماتها الاساسية او الفرعية من ” التقليدية” الى ” الإلكترونية”.

وأشار عباسي الى انّ تعطّل او توقف خدمات الإنترنت والاتصالات خصوصاً للمؤسسات التي تعتمد على هذه الخدمات في تقديم خدماتها او تسيير اعمالها بشكل اساسي غالباً ما يكبّد هذه المؤسسات خسائر اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، وذلك لما يمكن ان تتسبّب به هذه الاعطال في خدمات الاتصالات من تأخير في انجاز الاعمال وضياع لفرص وغيرها من الآثار السلبية.

وقال عباسي بانّ المشاكل التي تعرضت لها خدمات الإنترنت في المملكة خلال الاسابيع الماضية على خلفية انقطاعات تعرضت لها شبكة اتصالات رئيسية مثل شبكة ” اورانج” تلقي الضوء على أهمية فتح اسواق الاتصالات وذلك بوجود أكثر من شبكة اتصالات في سوق الإنترنت المحلية، الامر الذي لم يعمّم المشاكل على قدر أكبر من المشتركين والمؤسسات في المملكة وذلك مع تواجد شبكات اتصالات وإنترنت اخرى في السوق.

وذلك يلقي بمسؤوليات ويظهر أهمية كبيرة لجميع المؤسسات الحكومية والخدمية والمؤسسات التي تعتمد في اعمالها بشكل اساسي على الإنترنت على ان تتبنى اكثر من اشتراك او اكثر من شبكة لتكون داعمة لبعضها البعض بحيث يجري الاعتماد على البديل في حالة تعطل او تعرض الخدمة الاساسية لمشاكل او انقطاعات.

وقال عباسي : ” اعتقد ان تواجد أكثر من شبكة اتصالات وإنترنت في سوق ما هو امر ايجابي لتعزيز البنية التحتية في هذه السوق”، مشيرا الى اهمية الاعتماد على أكثر من مسار او بديل لخطوط الإنترنت الدولية لتفادي الآثار السلبية في حالة تعرض كوابل بحرية او برية دولية لاية مشاكل.

وفي هذه الاثناء يجلس صاحب مقهى الإنترنت عناد الجازي في محله يستقبل ويتعامل مع زبائنه من مستخدمي شبكة الإنترنت دون مشاكل كبيرة، وهو سعيد بهذا الامر لان ايرادات محله بدأت ترجع الى وضعها الطبيعي وخصوصا بعدما جرى اصلاح كافة المشاكل والانقطاعات التي طرأت على الإنترنت داخليا وخارجياً. الغد