استطاعت شركات الاتصالات العاملة في المملكة، التفوق على الخطط الحكومية والاستراتيجيات المتراكمة التي تتغنى بها الحكومات المتعاقبة نحو التحول إلى اقتصاد رقمي.
شركات الاتصالات التي بنت وأسست وجعلت الأردن يمتلك بنية تحتية منافسة، عملت وحدها بتحفيز من استثمارها الذي تضخه بالسوق المحلي، ولم تنتظر يوما خطة أو استراتيجية حكومية طويلة المدى أو حتى قصيرة.
اليوم نتغنى بالبنية التحتية في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ونفرح عند تصنيف مؤسسة دولية مثل كلية أنسياد لإدارة الأعمال، بأن الأردن أصبح مركزا إقليميا للشركات الناشئة.
هذا الفرح يعود بالكامل للبنية التحتية التي أنشأتها شركات الاتصالات، ولا أقول إن تلك شركات دعمت تلك البنية، ولكن بالفعل أنشأتها من الصفر تقريبا.
ومن هذا المنطلق، لابد من ردّ الجميل لأصحابه، من خلال الدعم الحكومي لهذه الشركات وتخفيف العبء الضريبي عليها، وأن لا تكون خيارا ثابتا أمام الحكومة لزيادة الإيرادات للخزينة.
وتعود الحكومة للاستراتيجيات، حيث أفردت جانبا في خطة تحفيز النمو الاقتصادي الأردني للسنوات الخمس المقبلة.
خطة تحفيز النمو الاقتصادي لو طبقت بنجاح سوف يكون الاقتصاد الأردني منافسا بالفعل، لكن مازلنا نخط الرمل ونتمنى الأمنيات، إذ إن هذه الخطة، قالت إن الأردن يتجه نحو رقمنة الاقتصاد عن طريق دمج التقنيات المختلفة في أبرز القطاعات الاقتصادية بمشاركة القطاعين العام والخاص.
نعم، تم دمج التقنيات، ولكن ليس من خلال الحكومة، بل عن طريق تلك الشركات، ومثال على ذلك وليس على سبيل الحصر، فقد ترجمت شركة أورانج الأردن احتفال العالم باليوم العالمي للاتصالات بإطلاق خدمات إلكترونية جديدة وذلك من أجل تسهيل حياة المواطن اليومية وبقائه على تواصل دائم مع كل ما هو ضروري بالنسبة لهم وتوفير وقتهم وجهدهم.
أورانج الأردن، التي تلعب دورا محوريا في عملية التحول الرقمي، لا تملك أي حماية حكومية أو امتيازات تتمتع بها الشركة أو أي من منتجاتها، كما لا يوجد أي قرارات صادرة عن الحكومة لها أثر مادي في عمل الشركة أو منتجاتها أو قدرتها التنافسية.
مجموعة الاتصالات الأردنية، ارتفعت مصاريفها التشغيلية العام الماضي إلى 248 مليون دينار، كان أحد أسبابه الارتفاع في تكلفة الكهرباء.
أورانج الأردن دشنت حقبة جديدة من حلول الاتصالات وقدمت حلولا لإنترنت فائق السرعة، وتقول الشركة إنها تضع الأردنيين على طريق المستقبل، مع توفير شبكات خلوية ذات عمر تشغيلي طويل مع قدرة عالية على تحقيق النجاحات المتواصلة، لكن ماذا فعلت الحكومة؟!! [email protected] [email protected]