بدُمى صغيرة.. أردنية تُلهم مجتمعها للتوجه نحو ريادة الأعمال
فولت
في جمال متألق، وألوان جذابة وتفاصيل لطيفة، تصنع الأم الأردنية حنان مراد (33 عاماً) الدُّمى؛ لتقدم لمجتمعها ألعاباً أنيقة وغير تقليدية، وتكوّن مشروعها الخاص بتحدٍّ لكل المعوقات التي واجهتها.
وعزمت “مُراد” على بدء مشروعها الريادي “Hanan Dolls”، باتباعها لشغفها وحُبها للعمل اليدوي، وذلك بالإضافة إلى المسؤوليات التي على عاتقها كزوجة وأمّ لثلاثة أطفال، حيث استطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً وأن تطوّر أعمالها، وتكون قدوة مُلهمة لأطفالها، وفرداً منتجاً بمجتمعها.
– الريادة والمخاطرة
وحول ريادة الأعمال والنساء، تقول الأردنية أسماء الكيالي، المُحاضرة في ريادة الأعمال بجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا: “منذ آخر عامين في الأردن، أظهرت مؤشرات الريادة قفزاً كبيراً، وأصبحت الفتيات واعيات بشكل أكبر تجاه المشاريع، وهناك طلب متزايد لعقد الورشات الريادية”.
وتضيف الكيالي لـ”الخليج أونلاين”، أن “دراسة بريطانية جديدة بينت أن عدد الرجال ضعف عدد النساء في مجال الريادة في بريطانيا، ويعود ذلك لأن الريادة صعبة وفيها مخاطرة، ويمكن للرجل أن يجازف بماله، لكن المرأة لو توافر لها شيء جاهز ومريح، فلن تفكر في المجازفة”.
ولكن على الرغم من ذلك، انتشرت الأعمال الريادية للنساء في عدد من البلدان العربية، بدعم من المؤسسات الحكومية والخاصة، لتبدأ كل امرأة مشروعها من بيتها، بجانب وظيفتها الأساسية أو وحدها، وتُساعد هذه المشاريع العديد من الأسر العربية بالمصروفات، كما تُنمي مهاراتهم وتزيد ثقتهم بأنفسهم.
وأشارت أستاذة الريادة والأعمال إلى أن ما يواجه مجال الريادة في الأردن، أن “لا مظلة تجمع كل الجهود المبذولة من أجله، فهناك مؤسسات واعية بشكل أكبر، وتطرح برامج وكتباً تساعد على هذا الشيء، ولكن يلزمها مظلة تجمعه”.
– مشروع الدمى
وتقول “مُراد”، مالكة مشروع “Hanan Dolls”، لـ”الخليج أونلاين”: إن “الدُّمى الصغيرة تُصنع بمادة (الفوم)، بأشكال مختلفة، وتعبر عن المشاعر، وهي لمناسبات مثل التخرج والزواج، وغيرها”، وذلك بعيداً عن أنماط الدُّمى الموجودة بالمحال والمتاجر، لتبدو الدمى التي تصنعها ذات روح مختلفة، وأقرب للنفس من غيرها.
ويبدو واضحاً للعيان اهتمامها بالتفاصيل والتي تُضفي رونقاً مختلفاً على الدُّمى. وتضيف صانعة الدُّمى: “اجتمع في هذه الدُّمى كل الهوايات التي أحبها من تصفيف للشعر، وتشكيل للمعجون والسيراميك، بالإضافة للتصوير”.
وتشير إلى الصعوبات التي تخطّتها في بداية عملها بمشروعها الخاص، من تنظيم للوقت، والتسويق، وتوفير المواد الخام.
وتقول الكيالي: “عندما تصل المرأة لمرحلة الالتزامات ووجودها بمنزلها فترة طويلة يدفعها ذلك لأن تفكر كيف تستغل مهاراتها بشكل أكبر، وتنسق وقتها بحيث تنتج بشكل أكبر”.
وتؤكد الكيالي أن “انتشار وسائل التواصل الاجتماعي يجعل المرأة تصل لشريحة أكبر، وهذا يقويها ويزيد ثقتها بنفسها، ويزيد المعرفة والبحث، لإرضاء الزبائن والمنافسة، فهذا المجال مطلوب فيه التعلم والتطوير المستمر، لإرضاء العميل”.
وتلفت إلى أن “بلورة الأفكار تسهم في إسعادها وشعور بالرضا عن النفس، ليس بسبب المال وإنما بسبب الإنجاز”.
وتشجع “مُراد” الأمهات على إنشاء مشاريعهن الخاصة، واستثمار مواهبهن، والعمل على صقل ما لديهن من خبرات بأعمال تجسد حبهن للإنتاج والإنجاز بمجتمعاتهن.
ويبذل الأردن جهوداً كبيرة لتوفير بيئة داعمة لعمل النساء؛ إذ تسعى وزارة العمل لرفع نسبة المشاركة الاقتصادية للمرأة في عام 2018 لتصل إلى 19%، مقارنة بآخر إحصائية والتي تفيد بأن نسبة مشاركتها 12.6% عام 2014.
كما يهدف صندوق التنمية والتشغيل الأردني، بحسب ما قالته جمعية “معهد تضامن النساء الأردني”، الخميس الماضي، إلى رفع نسبة الإناث المشتغلات الحاصلات على قروض لمشاريعهن لتصل إلى 65%، مقارنة بـ60% عام 2014.
وتؤكد أن المرأة العربية تستطيع أن تنجز العديد من الأعمال، بجانب التربية وأن تنظم وقتها بحيث تترك مساحة كافية تنجز فيه ما تحب، وتقول لكل امرأة: “أنت إنسانة مميزة وبالتأكيد لديك مهارات ومواهب، ابحثي عنها، وطوريها، وستكونين قدوة رائعة لأبنائك”.
ونوّهت “مُراد” إلى أن دعم زوجها كان له أثر كبير في مسيرتها، مؤكدة أن دور الرجل مهم في مسيرة المرأة.
وعن ردود فعل أبنائها، تقول “مُراد”: “كنت -وما زلت- سعيدة جداً بردود فعل أبنائي تجاه الدُّمى التي أصنعها، فمنهم من كان يقول لي جميلة جداً وأنتِ مبدعة، ومنهم من فكر في إنشاء مشروع خاص له حين يكبر”، وهو ما يعطيها دافعاً كبيراً للاستمرار.