ادمان السناب شات، كيف أتعامل معه؟
فولت
لم يكن يومًا في موقع الشاجب لمعايير التكنولوجيا والموضة بشكلٍ عام، بل كانوا دومًا من أرباب الانفتاح وتقبّل الجديد. وبرز ذلك جليًّا في عصر وسائل التواصل الاجتماعي. بيد أن مضامين بعض تطبيقات الهواتف الذكية الحسّاسة كـ”سنابشات” قد تعكس سجالًا حول كيفيّة استخدامها وإمكان انحراف عمليّة الترويج لها إلى منزلقات غير محبّذة.
وفي هذا الإطار، تناقش المعالجة النسقيّة التحليليّة “إلينا القاعي” أطر استخدام المراهقين للـ”سنابشات”: “لطالما راج على شريحة واسعة نظريّة الاستخدام الخاطئ للمفاهيم الحديثة، ومنها فحوى استخدامهم لوسائل التواصل الاجتماعي. ويعتبر تطبيق سنابشات اليوم أبرز أشكال التطور الرقمي الذي يستخدم بطريقة سلبية حيث يتعامل معه المراهقون لترويج مفاهيم وأنماط عيش وتصرفات خاطئة وغير لائقة مجتمعيًّا تحت إطار ما يسمّى الجرأة السلبيّة”.
وتعتبر أن المعضلة الأساسيّة تترجم في “عدم احترام مبدأ الخصوصيّة واعتماد تصوير الذات في مواقف غير لائقة ربّما دون خجل أو خوف من ارتدادات هذا العمل، اعتبارًا في أنها موضة رائجة والجميع منساق في هذه المعادلة، ولأن مشاعرهم تدفعهم إلى التعبير بطريقة كهذه”.
نسألها: ماذا عن التخبط الذي يعانيه المجتمع بين المحافظة على القيم من جهة وتكريس هذه الصورة المتفلّتة من القيود من جهة ثانية؟
تجيب: “يجب أن لا ننسى أننا مجتمع شرقيّ يتمتّع بقيمه ومبادئه، مما يعني أن إقدام الفرد على نشر خصوصيّاته بطريقة جريئة أو غير لائقة سيجعله يعيش في تزعزع وتضعضع تام”.
كيف نترجم إذًا حالة الشخص النفسيّة خلال استخدامه هذا التطبيق بطريقة خاطئة؟
تقول: “سيشعر بالسرور والشغف في اللحظات الأولى للنشر لأنه يعبّر عن ذاته ولأن مشاعره تلعب دورًا في إقدامه على هذه الخطوة، لكن ما يلبث أن يعاني قلقًا شديدًا وعدم استقرار نفسيّ قد يدفع به الى الأرق ويؤثّر مباشرةً على حياته العائليّة والمهنيّة”. وتضيف: “قد يفاخر البعض الآخر في نشر صور ومقاطع مستفزّة نظرًا لاقتناعه التام بما يريد، وهذا يعود غالبًا إلى اختلاف معايير التربية والتنشئة والنظرة إلى القيم”.
وترى قاعي أنه وفي ظلّ الضبابيّة التي تعتري تطبيق “سنابشات” مثلاً، لكون اعتبار البعض أن الفيديوهات والصور التي تنشر لا تمحى رغم اختفائها ظاهريًّا، ما يعني أنه تطبيق غير آمن، من المفضّل عدم نشر المواقف الشخصيّة التي تكسر مفهوم الخصوصيّة وتخطّي منطق اللذة القصيرة التي تولّدها عمليّة المشاركة، إضافةً إلى ضرورة تفعيل رقابة الأهل واتخاذ الحوار مبدأً في حلّ هذه السجالات.