«أمازون» تنضم إلى سباق الذكاء الاصطناعي – فولت

«أمازون» تنضم إلى سباق الذكاء الاصطناعي

57

فولت

هناك معركة جديدة تندلع بين عمالقة الحوسبة السحابية، في الوقت الذي تتحول فيه المنافسة في القطاع سريع النمو إلى ساحة جديدة: الذكاء الاصطناعي.

أمازون هي أحدث شركة تكنولوجيا تنضم إلى المعركة، من خلال تعزيز تركيزها على الذكاء الاصطناعي في الوقت الذي يعلق فيه “أمازون ويب سيرفيسيز”، قسم الحوسبة السحابية فيها، في منافسة مع مايكروسوفت وجوجل.

 قسم أمازون ويب سيرفيسيز، الذي يبيع خدمات الحوسبة وتخزين البيانات إلى المختصين في مجال تكنولوجيا المعلومات، هو الجزء الأسرع نمواً والأكثر ربحية في أمازون. المبيعات خلال الأشهر الـ 12 الماضية نمت بنسبة 60 في المائة إلى 11 مليار دولار، ما يجعل أعمال السحابة في أمازون هي لأكبر في العالم. شرعت الشركة في دفعة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وكشفت أخيرا عن ثلاث خدمات جديدة في الذكاء الاصطناعي والاستثمار في إطار التعلّم العميق MXNet، ستدعم جهودها المستقبلية في مجال الذكاء الاصطناعي.

أمازون تستخدم منذ فترة الذكاء الاصطناعي في عدة جوانب من أعمالها – من إعطاء الأوامر إلى الروبوتات في أنحاء ، إلى تحديد المشاهد في الأفلام، وتشغيل أليكسا، خدمة التعرّف على الصوت الخاصة بها. مع ذلك، يقول باحثون إن الشركة متخلفة عن منافسيها عندما يتعلّق الأمر بالبحوث الخالصة في مجال الذكاء الاصطناعي.

أورين إتزيوني، عالِم الكمبيوتر الذي يرأس معهد ألين للذكاء الاصطناعي، يقول: “إنهم يمارسون لعبة اللحاق”، مضيفا أن جوجل ومايكروسوفت تقودان هذا المجال منذ أعوام من حيث أبحاث الذكاء الاصطناعي، بينما أمازون وأبل تخلّفتا عنهما، لكنهما الآن تستيقظان لأهمية بناء قدرات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما.

ويتابع، مُشيراً إلى أمازون: “من باب الإنصاف، هي تُصبح أقوى. لكن السؤال هو كم من الوقت سيستغرقهم للوصول إلى حيث وصلت جوجل وفيسبوك، لأن جوجل وفيسبوك لم تتوقفا عن التقدم أيضاً”.

تقول أمازون إن لديها “آلاف” المهندسين الذين يعملون على الذكاء الاصطناعي، لكن الشركة كانت متحفّظة بشأن هذه البرامج ونشرت القليل من الأبحاث العلمية عن جهودها في هذا المجال.

وفي الأسبوع الماضي أطلقت “أمازون ويب سيرفيسيز” ثلاث خدمات جديدة في الذكاء الاصطناعي: واحدة للتعرّف على الصور، وواحدة لفهم اللغة الطبيعية، وواحدة تُساعد جهاز الكمبيوتر على قراءة النصوص بصوت عال. وفي حين أن هذه الخدمات كانت تُستخدم داخلياً من قبل – مثلا، ليكس، التي تُعالج اللغة الطبيعية، كانت تُستخدم من قِبل خدمة أليكسا من أمازون – إلا أن الإطلاق يُمثّل المرة الأولى التي ستكون فيها متاحة للمطوّرين الخارجيين.

يقول مات وود، رئيس استراتيجية المنتجات في أمازون ويب سيرفيسيز: “إنه أمر لا نتحدث عنه كثيراً، لكننا وجدنا نجاحاً هائلاً داخلياً مع تعلّم الآلة”. ويضيف أن أمازون ويب سيرفيسيز تعمل منذ الآن على مزيد من خدمات الذكاء الاصطناعي التي سيتم إطلاقها في العام المُقبل.

لكن أحد التحديات هو أن أعمال الذكاء الاصطناعي في أمازون مُبعثرة بين فِرق عمل صغيرة في جميع أنحاء الشركة – مثلا، المهندسون الذين يعملون على توصيات الكتب قد يكون لديهم اتصال ضئيل مع الذين يعملون على برامج التعرّف على الوجه – ما يجعل الأبحاث الخالصة صعبة.

وكانت أمازون تنظر في بناء قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال عمليات الاستحواذ، لكنها لم تدخل حتى الآن في أي صفقة كبيرة. وفي وقت سابق من هذا العام بحثت أمازون في أمر “توري”، مجموعة الذكاء الاصطناعي التي يوجد مقرها في سياتل، لكن أبل اقنتصت الشركة الناشئة مقابل 200 مليون دولار.

ويعد إتقان الذكاء الاصطناعي أمرا حاسما بالنسبة لأمازون، لأنه سيكون مصدرا رئيسيا للطلب على الحوسبة السحابية، لأن الخوارزميات الأكثر تعقيداً تتطلب قوة حاسوبية أكبر.

يقول آل حلوة، محلل البرامج في “آي دي سي”: “عبء العمل لخدمات علوم البيانات المذكورة سيكون بمثابة مولّد كبير للمال”، مُشيراً إلى خدمات الذكاء الاصطناعي التي يُمكن تطبيقها على كميات كبيرة من البيانات. ويُقدّر أن أقل من 1 في المائة من عبء العمل في أمازون ويب سيرفيسيز اليوم قائم على هذه الأنواع من الخدمات، لكن يتوقّع أن يرتفع هذا بسرعة. “ولهذا السبب الجميع يتهافت لتقديم القدرات لعلوم البيانات”.

وعلى الرغم من أن أمازون لا تزال تحاول اللحاق في مجال علوم الذكاء الاصطناعي، إلا أن الحلوة يقول إن الشركة لديها ميزة، نظراً لنطاق قسم أمازون ويب سيرفيسيز الذي هو أكبر بكثير من أقسام خدمة السحابة في جوجل أو مايكروسوفت من حيث الإيرادات.

ويضيف، مُشيراً إلى خدمات الذكاء الاصطناعي في أمازون: “يُمكن أن نتوقع أن يأتي التبني بشكل أسرع بسبب المقدار الكبير الحاسم الذي لديهم في خدمة السحابة”.

في الإطار نفسه، أطلقت “أوبر” مختبرا للذكاء الاصطناعي واستحوذت على جيوميتريك إنتليجانس، الشركة الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي تسعى فيه لاستخدام التكنولوجيا لتحسين سياراتها التي من دون سائق وطرق التسليم. وتمثل هذه الجهود أكبر خطوة لأوبر حتى الآن في مجال الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي يستطيع التعرّف على أشياء موجودة على الطريق، وحساب متى سيصل تسليم طعام أوبر، أو القيام بعمل أفضل في مطابقة الركاب في رحلات مشاركة السيارة.

يقول جيف هولدين، كبير الإدارييين للمنتجات في أوبر: “مع كل التعقيد والغموض، التعامل مع العالم الحقيقي هو مشكلة ذكاء عالية المستوى”.

في الوقت الذي نمت فيه أوبر، أصبحت أيضاً أكثر ولعاً بالاستحواذ. في وقت سابق من هذا العام استحوذت على أوتو، شركة الشاحنات ذاتية القيادة، في صفقة اشتملت على أسهم في أوبر تزيد قيمتها على 600 مليون دولار، وحصة في أرباح شركة الشاحنات في المستقبل. وسيتم تشكيل مختبرها الجديد في مجال الذكاء الاصطناعي من الموظفين في جيوميتريك إنتليجانس. ولم يتم الكشف عن شروط استحواذ أوبر على الشركة.

You might also like More from author