الاردن في المركز 47 عالميا و السادس عربيا في مؤشر التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات 2013
فولت-
أصدره منتدى الاقتصاد العالمي ويرصد اقتصادات 144 دولة حول العالم
أكد التقرير العالمي الثاني عشر لتكنولوجيا المعلومات الصادر اليوم من جانب منتدى الاقتصاد العالمي، بأن الفجوة الرقمية الجديدة فيما يتعلق بطريقة تسخير الدول لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في سبيل تقديم التنافسية والحياة الكريمة، ماتزال قائمة بالرغم من الجهود المبذولة خلال العقد الماضي من أجل تحسين البنية التحتية في تكنولوجيات الاتصالات والمعلومات بالدول النامية.
وأوضح التقرير، الذي جاء بعنوان “النمو والوظائف في عالم فائق الاتصال”، أن السياسات القومية في بعض الاقتصادات النامية لا تعمل على تحويل الاستثمار في قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات إلى فوائد ملموسة من حيث التنافسية والتنمية والتوظيف. فضلاً عن الفجوة الرقمية العميقة القائمة بالفعل بين الاقتصادات المتقدمة والنامية التي تعيق الوصول إلى البنية التحتية الرقمية والمحتوى.
ويرصد “مؤشر جاهزية الشبكات” ضمن التقرير، والذي يقيس قدرة 144 اقتصاد دولة على مستوى العالم في الاستفادة من تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحقيق النمو والرفاهية، احتلال كل من فنلندا المركز الأول ضمن المؤشر، تليها سنغافورة ثانية، والسويد ثالثة، وهولندا في المركز الرابع، والنرويج خامسة، وسويسرا سادسة، والمملكة المتحدة سابعة، والدانمارك ثامنة، والولايات المتحدة تاسعة، وتايوان الصين في المركز العاشر.
وعلى صعيد منطقة الشرق الأوسط فقد أكد التقرير أن المنطقة شهدت استقطاباً للثروات مع أداء متميّز لاقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي، مقارنةً بحالة الركود في بعض أجزاء دول شمال أفريقيا والشرق. واشارت نتائج التقرير أن الأداء الاقتصادي المتميّز لدول مثل “إسرائيل” التي حلت في المركز الخامس عشر عالمياً، وقطر والإمارات، جاء نتيجة تبني حكومات تلك الدول لسياسات هدفت لدعم التنويع الاقتصادي وبناء اقتصادات قوية مبنية على الصناعات المعززة بالمعرفة.
ويعد التقرير الذي يقدم تغطية قياسية تشمل اقتصادات 144 دولة حول العالم من حيث تقييم تأثير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على عملية التنمية والقدرة التنافسية للدول، من أكثر التقارير العالمية شمولية ومصداقية.
ويوضح “مؤشر جاهزية الشبكات” المتضمن في التقرير، مدى استعداد الدول لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بفاعلية عبر تقييم أربعة محاور تشمل: أولاً، البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتكلفة الوصول إليها وتوافر المهارات اللازمة لضمان الاستخدام الأمثل، ثانياً، مدى جاهزية الأقطاب الثلاثة للمجتمع، الأفراد والشركات والحكومات، لاستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والاستفادة منها، ثالثاً، بيئة الأعمال والابتكار، والإطار السياسي والتنظيمي، رابعاً وأخيراً، الآثار الاقتصادية والاجتماعية المترتبة على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وقال برونو لانفين، المدير التنفيذي للمختبر الالكتروني بكلية “إنسياد” والمؤلف المشارك للتقرير: “يُبرز التحليل الشامل المتضمن في التقرير كيف يمكن للاستثمارات المناسبة في تكنولوجيا المعلومات والاستثمار في المهارات والابتكار أن تساعد الاقتصادات على تخطي الحاجز المثالي، والذي تبدأ الاستثمارات بعده من تحقيق عائدات مميزة ملحوظة”.
وأضاف: “تحتاج الدول لتحديد المعوقات التي تمنعها من بلوغ هذا الحاجز إذا لم تكن قد وصلت إليه بعد، وذلك من أجل تحقيق النمو على المدى الطويل والوصول لأهداف التنافسية والابتكار المنشودة”.
وقال بينات بيبلاو-أوسوريو، الخبير الاقتصادي بمركز التنافسية العالمية والأداء بمنتدى الاقتصاد العالمي: “إن الدور الذي تلعبه تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في دعم النمو الاقتصادي وخلق وظائف عالية الجودة، لم يخضع من قبل لمثل هذه العملية التدقيقية الشاملة. وعلى الرغم من المخاوف المبدئية حول دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعجيل بعمليات نشر الموارد نحو البلدان النامية، فإن فوائد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتت الآن تحظى باعتراف وتقدير على نطاق واسع باعتبارها وسيلة مهمة للشركات والاقتصادات لتحسين الإنتاجية وتحرير الموارد وتعزيز الابتكار وخلق فرص العمل”.
وأوضح سوميترا دوتا، عميد “آن آند إلمر ليندسيث” بكلية صموئيل كورتيس جونسون للإدارة في جامعة كورنيل والمحرر المساهم في التقرير، بالقول: “تحتاج الدول لأدوات فعالة لقياس وتتبع عمليات التقدم، وقد أصبح التقرير تقييماً أكثر شمولية وتقديراً على الصعيد الدولي، من خلال تزويد صانعي السياسات وقادة الأعمال والمجتمع المدني عموماً بأداة مفيدة لتصميم استراتيجيات وطنية لزيادة الجاهزية الشبكية وقياس الأداء لبلدانهم في مواجهة المنافسين الآخرين”.
من جانبه، قال بهجت الدرويش الشريك في “بوز آند كومباني”، الشركة الراعية للتقرير: “لقد وفّرت عملية التحول الرقمي حوالي 6 ملايين وظيفة عالمياً، وأضافت 193 مليار دولار أمريكي للاقتصاد العالمي في عام 2011. وعلى الرغم من إيجابيتها إجمالاً، فإن أثر هذه العملية ليس موحداً في جميع القطاعات والاقتصادات، فهي يمكن أن تخلق الوظائف وتدمرها على حد سواء”.
وأضاف: “هناك حاجة لأن يتفهم صنّاع القرار الذين يرغبون في إبراز الأثر الإيجابي لعملية التحول الرقمي، الآثار المختلفة المترتبة على هذه العملية إذا ما كانوا يرغبون بلعب دور فعّال في صناعة السوق الرقمية في اقتصاداتهم”.
وقال الدكتور روبرت بيبر، نائب الرئيس لسياسة التكنولوجيا العالمية بشركة “سيسكو” والراعي للتقرير: “يبيّن هذا التقرير أن الاقتصادات التي تفشل في تنفيذ استراتيجيات وطنية شاملة في النطاق العريض تخاطر بفقدان امكانية تحقيق التنافسية العالمية، وربما تتأخر في تقديم المنافع الاجتماعية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. فالخطط التي تنطوي على التدابير المتعلقة بجوانب العرض والطلب تقدم أفضل الوسائل لتعزيز اعتماد النطاق العريض”.
وضمت قائمة المشاركين في إعداد التقرير كل من، بينات بيبلاو-أوسوريو، الخبير الاقتصادي بمركز التنافسية العالمية والأداء بمنتدى الاقتصاد العالمي، والسيد سوميترا دوتا عميد “آن و “إلمر ليندسيث” بكلية صموئيل كورتيس جونسون للإدارة في جامعة كورنيل، وبرونو لانفين، المدير التنفيذي للمختبر الالكتروني بكلية “إنسياد”.
يذكر أن التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات، يعد حصيلة شراكة طويلة الأمد بين منتدى الاقتصاد العالمي وكلية “إنسياد”. ويستخدم “مؤشر جاهزية الشبكات” ضمن التقرير مزيجاً من البيانات القادمة من مصادر متاحة للجمهور ومن نتائج استطلاع آراء القادة التنفيذيين، وهو استطلاع للرأي يجريه منتدى الاقتصاد العالمي بالتعاون مع المؤسسات الشريكة له، التي تشكل شبكة من 167 من كبريات جمعيات الأبحاث ومؤسسات الأعمال حول العالم. ويوفّر هذا الاستطلاع، الذي يشمل آراء أكثر من 15 ألف مدير تنفيذي، بيانات في مجالات حيوية بالنسبة لجاهزية الشبكات.