“تويتر”: طائر أزرق نخبوي يغرد في فضاء التواصل الاجتماعي الافتراضي
فولت-
لدى سؤاله عن أهمية فكرة خدمة للتواصل والتراسل مثل “تويتر” في عالم شبكات التواصل الاجتماعي، يرّد المدرّب والاستشاري في مضمار الإعلام الاجتماعي خالد الاحمد بإشارته الى ما توفرّه هذه المنصة الاجتماعية الافتراضية من إمكانات للتواصل مع عدد كبير من الاشخاص حول العالم بدون اعتراف بحواجز جغرافية، ونقل الأخبار بكبسة زر.
ويؤكّد الاحمد – الذي يعدّ واحد من ابرز المغردّين الأردنيين- على “تويتر” – أنّ هذه الشبكة التي تحمل اليوم شعار “الطائر الازرق”، استطاعت ان تفرض ايقاعها بقوة على شبكة الإنترنت بشكل عام، ووسط منافسة عاتية بين عدد كبير من شبكات التواصل الاجتماعي على الشبكة، مدلّلاً على ذلك بقوله ” ان هذه الشبكة تشهد نموا متسارعاً، واستخدامات متميزة في التعبير عن الاراء ونقل ونشر الاخبار بسرعة كبيرة جداً، وقبل وسائل الاعلام التقليدي في كثير من الحالات”.
ويزيد على ذلك بسؤاله: “كيف يمكن لك ان تتواصل مع شخصيات عامة في مختلف ارجاء العالم وتستمع الى ارائهم دون معرفتك مواقعهم او ارقام هواتفهم او بريدهم الإلكتروني؟ … ويجيب الاحمد: “تويتر يوفرّ لك ذلك….”، مضيفاً “نعم، تستطيع متابعة والتواصل عبر هذه الشبكة، حتى مع الرئيس الاميركي “باراك أوباما!”.
وفيما يؤكّد الاحمد أهمية فكرة مثل “تويتر” كغيره من “المغردين الأردنيين” على هذه الشبكة، كانت هذه الشبكة قبل أكثر من اسبوعين – وبالتحديد بتاريخ 21 آذار (مارس) تحتفل بمرور سبع سنوات على تاسيسها وانطلاقتها، لكن الاهم في ذلك ان هذه السنوات السبع كانت كفيلة بنقل هذه الفكرة لمشروع تقنية الى العالمية بامتياز وذلك مع تسجيلها قرابة النصف مليار اشتراك لمستخدمين يقومون ببث 400 مليون تغريدة في اليوم الواحد.
وتقوم فكرة “تويتر” على توفيرخدمة “التدوينات المصغّرة” – التي تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات عن حالتهم او لنقل اخبار وبث اراء – ما اصطلح على تسميتها بـ ” التغريدات” او باللغة الانجليزية “Tweets” بحد أقصى 140 حرف للتدوينة الواحدة، وذلك مباشرة عن طريق الموقع أو عن طريق هاتف الخلوي ، أو بربط الموقع بمواقع اجتماعية اخرى مثل الفيس بوك وغيرها.
وعلاوة على ذلك تتيح الخدمة للمستخدم – بحسب ما اوضح الاحمد- الإطلاع على كافة الإهتمامات التى يتابعها ، عن طريق متابعته ( Follow ) للصفحات التى يهتم بها ، حيث يمكنه متابعة كافة التحديثات فى المواقع التى يفضلها ، والتعليق عليها ومشاركتها مع أصدقائه، كما وتتميز الخدمة بخاصية ” الهاش تاق ” وهي أية كلمة تأتي بعد علامة (#) في ” تويتر “، تعمل على حصر جميع التغريدات، التي تتكلم عن موضوع معين.
ويرى الناشط في صناعة الإنترنت – وهو ايضا احد المستخدمين لشبكة ” تويتر”- فؤاد جريس بانّ هذه الشبكة قامت على فكرة متميّزة بامكانية كتابة تدوينات مصغرة ونقلها بسرعة كبيرة عبر الإنترنت والى كافة المنصات والاجهزة اذا ما كانت مربوطة بتويتر، ما يمكن ان يفتح مجالات واسعة امام المستخدمين لتناقل الاخبار من قلب الحدث بلحظته، فضلاً عن امكانية متابعة ابرز الاحداث وحالات واراء الشخصيات العامة والأكثر تأثيرا من كافة الاطياف وفي مختلف دول العالم.
ويرى جريس بانّ ابرز نقاط قوة “تويتر” تتمثّل في قوتها كمنصة للاعلام والترويج ومتابعة الاحداث، بتدوينات مصغّرة، دون الاسهاب في الشرح والخوض في التفاصيل.
وهذه التدوينات – وهي نفس فكرة الرسائل الخلوية القصيرة – كانت تعرضت للكثير من الانتقادات قبل سبع سنوات عندما باشر ثلاثة من المتخصصين في تقنية المعلومات والبرمجة – بالعمل على فكرة ” تويتر”، حيث كان يرى كثيرون بان التدوينات او التدوين بشكل عام هو تسلية ومضيعة للوقت دون فائدة، غير انّ التصميم والالتزام بالفكرة لانجاحها كانت سبباً قويا في انتشار الخدمة ونموّها السريع.
ورغم هذه الانتقادات في بدايات التاسيس، وما تعرضت له ” تويتر” من مصاعب في سنوات لاحقة؛ مضى التقنيّون الثلاثة وهم : ” إيفان ويليامز” ، “جاك دروسي” ، “بيز ستون” ، في تطوير فكرتهم، فكرة ” تويتر” التي انطلقت في العام 2006، عندما كانت وقتها مجرد مشروع تطوير بحثي لشركة أسّسها ثلاثتهم ” Obvious Corp ” ، لتعمل في مجالات تقنية والتدوينات الصوتية ، ثم بدأت الخدمة بالانتشار فى العام 2007 كمشروع جانبي تابع للشركة ..ثم جرى تكوين شركة جديدة خاصة تحمل إسم ( Twitter ) مسؤولة بشكل كامل عن الموقع في العام نفسه.
وكانت أول تغريدة على الموقع بتاريخ 31 اذا ( مارس ) فى العام 2006 ، حيث كتب فيها جاك دوروسي أحد المؤسسين الثلاثة:
“just setting up my twttr “، غير ان الارقام العالمية تشير الى تداول نحو 400 مليوت تغريدة في اليوم الواحد تنقل اراء واخبار تحدث في لحظتها حول العالم.
الى ذلك يدلّل الناشط في تقنية المعلومات وأحد المغردّيين الأردنيين- باسم العقاد، على قوة ” تويتر” في تكوينه منصة اعلامية، تستطيع نقل الاخبار من قلب الحدث في وقته، والسرعة في نشر هذه الاخبار والاراء، حيث ان الموقع اثبت ذلك عالميا في أكثر من مناسبة وحدث عالمي.
وأكد العقاد أهمية تعريب هذه المنصة واتاحتها التغريد والاستخدام باللغة العربية وكان ذلك خلال العام الماضي.
ولم يتوقف نشاط الموقع على اللغة الإنجليزية فقط ، ولكن امتد الى التغريد بلغات اخرى ، عندما تم إطلاق النسخة اليابانية للموقع فى ابريل من العام 2008، وذلك لكثرة عدد المستخدمين من اليابان ونشاطهم البارز على الموقع ، كما جرى تفعيل اللغة العربية للخدمة في شهر اذار (مارس) من العام الماضي.
وظهرت قوة ” تويتر” بشكل واضح في شهر آب (أغسطس) من العام 2006 ، عندما ضرب زلزال قوي مدينة سان فرانسيسكو الأميركية – مقر الشركة – حيث كان الموقع هو أسرع وسيلة تواصل لنقل الأخبار وقتها ليسبق بذلك الإعلام الرسمي ، الأمر الذي زاد من حماسة وقناعة المؤسسين بأهمية الموقع وقدرته الكبيرة على الانتشار.، كما ان الموقع في وقت لاحق كان سباقا في نقل خبر تحطم طائرة أميركية، بتداوله على الشبكة بعد 4 دقائق فقط من سقوطها…. وهذه مجرد امثلة بسيطة على قوة هذه الشبكة، يضاف اليها بانّ الموقع كان من اهم منابر الدعاية للرئيس الأميركي “باراك أوباما” فى الانتخابات السابقة.
جريدة الغد