سروجية: شاب يصنع ويسوق مستحضرات البحر الميت عبر المواقع الإلكترونية
فولت-
“المواقع الإلكترونية المتخصصة ساعدتني على تعلم صناعة مستحضرات البحر الميت لتصبح مصدر دخل أعيل به أسرتي المكونة من 5 أفراد”، بهذه الكلمات يبدأ أيمن سروجية حديثه عن قصة نجاحه.
ويقول سروجية، الثلاثيني “إن عملي في صناعة مستحضرات التجميل بدأ قبل عام ونصف من خلال المواقع الإلكترونية؛ حيث قرأت الكتب المتخصصة بصناعة هذه السلعة، إضافة الى مساعدة أحد الأصدقاء الذي يعمل في هذا المجال”.
وتتمثل المستحضرات التي يقوم سروجية بصناعتها بكريم مطري، طين، كريم مقشر، صابون.
وأوضح سروجية، الذي يقوم بصناعة المستحضرات في منزله، إن العمل في هذا المجال كان يقتصر بالبداية على إنتاج الطين؛ حيث يتم خلطه بشكل يدوي ومن ثم تعطيره ووضعه في عبوات خاصة.
ويقول سروجية “بعد أن نجحت في صناعة طين البحر الميت قررت توسيع العمل بالمنتجات الأخرى، خصوصا الأملاح والصابون بمختلف ألوانها ورائحتها”، مبينا أن عملية تسويق المنتج كانت تقتصر على صالونات الحلاقة ثم تحولت عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” والمعارض المتخصصة.
ويبين سروجية أن صناعة مستحضرات البحر الميت توفر دخلا له يتراوح بين 800 و1000 دينار شهريا في فصل الصيف، في حين توفر دخلا لا يقل عن 300 دينار في فصل الشتاء.
ويوضح سروجية أن عمله بدأ برأسمال لا يتجاوز 500 دينار تم الحصول عليها من خلال قرض من شركة تمويلكم، الأمر الذي مكنه من شراء ما يلزمه من مواد خام من الطين، الأملاح، العبوات البلاستيكية.
يشار إلى أن تمويلكم شركة غير ربحية ورائدة في مجال تمويل المشاريع الصغيرة في الأردن، وتهدف إلى مكافحة الفقر والبطالة، وهي مملوكة بالكامل لمؤسسة نور الحسين التابعة الى مؤسسة الملك الحسين، مولت أكثر من 135 ألف عميل منذ التأسيس العام 1999؛ حيث بلغت حصة المشاريع المستفيدة منها النساء 94 %.
ويطالب الجهات الحكومية بضرورة توفير تمويل لمثل هذه المشاريع، إضافة الى تسهيل عملية تصديرها.
ويطمح سروجية إلى أن يمتلك مشغلا خاصا به لصناعة مختلف أنواع مستحضرات التجميل، إضافة الى تصدير المنتج الى الأسواق العالمية.
وينتج نحو 35 صنفا من الطين والأملاح من البحر الميت، وهي عبارة عن مستحضرات للتجميل والعناية بالبشرة، بالإضافة إلى الشامبو والصابون.
وتشكل منتجات البحر الميت ثروة مهمة، تسهم في رفد الناتج المحلي الإجمالي، من خلال القيمة المضافة الناتجة عن التسوق السياحي، بالإضافة إلى تصدير تلك المنتجات إلى عدد من دول العالم.
من جهته، يقول الخبير الاقتصادي، الدكتور هاني الخليلي “إن البحر الميت بمنتجاته يعد كنزا ما يزال استغلاله محدودا”، مؤكد أن استغلاله بشكل كامل يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة إيراداته.
ويطالب الخليلي الجهات الحكومية بضرورة توجيه الشباب نحو العمل المبدع الجديد وليس العمل الروتيني من خلال تبيسط إجراءات الحصول على دعم لإقامة مشاريع صغيرة ومتوسطة.
ويوضح الخليلي أن إقامة مشاريع مثل مشروع صناعة مستحضرات البحر الميت، تسهم في توفير فرص عمل وزيادة إيرادات الدول من الضرائب والرسوم.
ويقول الخليلي إن عمل سروجية في صناعة مستحضرات البحر الميت داخل منزله لا يدخل في حسابات الدخل القومي كونه عملا غير منظم وليس مؤسسة مسجلة ولكنه يقوم بنشاط اقتصادي يدرّ عليه دخلا.
ويعرّف اقتصاد الظل على أنه جميع الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها الأفراد أو المنشآت ولا يتم إحصاؤها بشكل رسمي ولا تعرف الحكومات قيمتها الفعلية ولا تدخل في حسابات الدخل القومي ولا تخضع للنظام الضريبي ولا للرسوم ولا للنظام الإداري والتنظيمي.
الغد – طارق الدعجة