استخدامات الأردنيين لشبكات التواصل الاجتماعي: كثير من التسلية والتعارف قليل من المعرفة
فولت-
لا تتردّد المستخدمة روان محمّد – ” اذا ما توافر لديها وقت فراغ كبير اثناء العمل او في العطل، وحتى اذا كانت في انتظار موعد ما …. ” ، في اللجوء الى شبكات التواصل الاجتماعي لا سيما ” الفيسبوك”، ” كوسيلة اساسية لقتل الوقت والتواصل الاجتماعي مع الاصدقاء والمعارف، وخصوصا ان الوصول الى هذه الشبكات اصبح سهلاً ومتاحاً يرافق المستخدم اثناء تنقله من خلال هاتفه الذكي”.
وتقول روان – العشرينية التي تعمل في قطاع العلاقات العامة – بانها مشتركة في معظم شبكات التواصل الاجتماعي المعروفة مثل “فيسبوك”، و”تويتر”، و”لينكد ان”،
و”انستغرام”، الا انّ أكثر استخدامها يتركّز في ” الفيسبوك” كونها الأكثر شعبية بين هذه الانواع من شبكات التواصل، مشيرةً الى انّ دخول هذه الشبكة والبقاء على اتصال دائم بالاصدقاء والمعارف وزملاء العمل، ومن ثم التسلية وقتل الوقت هي ابرز استخداماتها لهذه الشبكة التي استقطبت مؤخرا، قرابة 2.8 مليون مستخدم من الأردنيين.
وتضيف روان ” لم اجرّب يوماً البحث عن عمل، او تنظيم فعاليات ، اوالمشاركة في فعاليات لها علاقة بعملي او لم يكن لها علاقة عبر الفيسبوك”، مؤكدةً بان أكثر ما تشعر انه يجلب لها الفائدة الحقيقية في بقائها على هذه الشبكة هو قراءة احدث المقالات والاخبار واهتمامات الشارع الأردني، كما هو الحال وقت الاحداث التي اعقبت رفع الحكومة للدعم عن المحروقات، واخبار الانتخابات النيابية الاخيرة، ووقت عطلة الثلجة.
حالة المستخدمة – باهتماماتها وترتيب هذه الاهتمامات لا يختلف كثيرا عن حالة واهتمامات معظم مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي من الأردنيين، وأكثريتهم من فئة الشباب بحسب ما تظهر الدراسات المحايدة مثل دراسة موقع “سوشيال باكرز” العالمي والتي تشير الى الفئة العمرية بين 18 سنة الى 24 سنة تشّكل نسبة تصل الى 40 % من اجمالي مستخدمي “الفيسبوك” الأردنيين، من هؤلاء العشريني عصام عبدالله الذي يقول انّ ” التواصل مع الاصدقاء والمعارف والتعارف على اناس جدد، والتسلية وقضاء الوقت هي الاهتمام الوحيد له ولاصقائه على شبكة الفيسبوك”، مؤكدا عدم معرفته بأية استخدامات قد تفيده في تطوير مهاراته او في دراسته او في البحث عن فرص عمل.
ويقول المستخدم عصام ان “عدم وجود اشتراك للإنترنت في منزلنا، اضطرني – بتشجيع من اصدقائي – ان اشترك في احد مقاهي الإنترنت لاستخدام الفيسبوك وللتسلية وقضاء الوقت بشكل رئيسي”.
حالة كل من المستخدمة روان والمستخدم عصام تعكسها بشكل واضح نتائج آخر دراسة لشركة ” ابسوس للبحوث” عن واقع استخدامات تكنولوجيا المعلومات في المملكة، حيث اظهرت هذه الدراسة بانّ 63.1 % من مستخدمي الإنترنت الأردنيين ممن أعمارهم 15 سنة فما فوق هم مستخدمون لمختلف انواع شبكات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك، تويتر، لينكد إن، وغيرها من الشبكات المتواجدة على الإنترنت) وذلك حتى نهاية شهر تموز (يوليو) من العام الماضي، حيث ارتفعت هذه النسبة بشكل كبير خلال فترة العامين الماضيين وذلك لدى المقارنة بالنسبة المسجلة في شهر نيسان (أبريل) من العام 2011 عندما بلغت وقتذاك قرابة 47.8 %”.
وجاء في دراسة ” إبسوس ” بان الأردنيين يفضلون استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل عام للتسلية والترفيه والتعارف والتواصل أكثر من تطويع هذه الشبكات لخدمتهم في البحث عن فرص عمل ووظائف أو إيجاد مصدر رزق أو إيراد، حيث ذكرت الدراسة أن أهم أسباب استخدامات الأردنيين لشبكات التواصل الاجتماعي كان “البقاء على اتصال وتواصل مع الاصدقاء والعائلة”؛ إذ سجّل هذا الاهتمام المرتبة الأولى في قائمة اهتمامات وأسباب استخدام هذه الشبكات وبنسبة 81.7 % من إجمالي مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة ممن أعمارهم 15 سنة فما فوق.وجاء في هذه الدراسة أن ثاني أهم أسباب استخدام الأردنيين لشبكات التواصل الاجتماعي كان بغرض الترفيه والتسلية والذي أكد عليه نحو 77.4 % من إجمالي مستخدمي جميع شبكات التواصل الاجتماعي ليأتي دافع “لقاء أناس أو أصدقاء جدد” بالمرتبة الثالثة بحوالي 33.5 % ، ومن ثم “السعي لايجاد اصدقاء قدامى” بنسبة 29.4 %.
وفي نفس الدراسة تظهر اهتمامات وأسباب أكثر فائدة للأردنيين قد تراجعت بشكل كبير، عندما رصدت الدراسة تسجيل اهتمام مستخدمي هذه الشبكات بـ ” إيجاد وظائف” مرتبة متأخرة بنسبة بلغت 4.6 % من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي ليأتي الاهتمام بـ “إيجاد مصدر للإيراد” بالمرتبة الأخيرة بين قائمة الاهتمامات وبنسبة 1 % من إجمالي المستخدمين.
عن نتائج هذه الدراسة قال مديرعام شركة ” ابسوس الأردن” للبحوث محمّد الميناوي : ” ان الشريحة الأكبر من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي والفيسبوك تحديدا هي الشباب وهي غالبا الأكثر اهتماماً بالتواصل الاجتماعي والتعارف والتسلية ما يمكن ان يبرّر هذه النتائج”.
وقال الميناوي بانّ الاعتقاد ان ” الإنترنت اداة تسلية وقضاء وقت وتواصل اجتماعي ما تزال سائدة في المجتمع الأردني بشكل كبير، حيث يغيب عن كثيرين بانّ الانترنت خلقت عالماً واقتصاداً قائما بحد ذاته ويمكن ان تخدم الجميع في العلم والتعليم، والتجارة والاعمال وتطوير الذات والمهارات وغيرها من الاستخدامات المفيدة العملية”.
الخبير والمدرب في مضمار الاعلام الاجتماعي خالد الاحمد يرى بانّ مجتمع الانترنت ومستخدميه في الاردن يغيب عن العديد منهم التوعية وثقافة الاستفادة وتطويع هذه الشبكات لخدمة واقعهم الاقتصادي وتعليمهم وتطوير مهاراتهم، الى جانب التواصل الاجتماعي الذي قال بانه ليس بالامر الغريب او السيئ، ولكن يجب استكشاف ما يمكن ان تقدمه هذه الشبكات من فوائد عملية واقتصادية.
واستعرض الخالد جملة من الاستخدامات يمكن ان يفيد منها المستخدم لشبكات التواصل الاجتماعي، حيث يمكن ان يعرض المستخدم نفسه ومهاراته وفكره امام الاخرين بشكل يعبّر عن شخصيته وهو الامر الذي من الممكن ان يستقطب كثيرين ممن يبحثون عن مهاراته او يبحثون عن التواصل معه، ذلك يمكن بحسب الاحمد ان يخلق شراكات وتعاونا بين الشباب من ذوي الاهتمامات المشتركة، واشار الى انه يعلم عددا من معارفه كونوا اعمالا مشتركة ومشاريع مع اخرين من خلال التعارفعبر هذه الشبكات.
واضاف الاحمد بانّ عبر هذه الشبكات ولا سيما المتخصصة منها مثل شبكة ” لينكد ان ” المهنية توفر مساحة للباحث عن عمل ان يجد عملاً، كما ان هذه الشبكات خلقت مساحات امام شباب ذكورا واناثا لتسويق افكارهم ومشاريعهم مع استغلال ميزة الاعلان منخفض الكلفة.
وقال الاحمد ان هذه الشبكات من جهة اخرى خلقت فرص عمل لم تكن موجودة قبل ثلاث سنوات مثل مدير اعلام اجتماعي، ومدير محتوى، وغيرها من الوظائف التي وفرتها هذه الشبكات التي اصبحت تمثل منصة مشتركة للاعلام والتواصل الاجتماعي والتسويق.
المصدر: صحيفة الغد