فقاعات في سماء السوق الصاعدة للتكنولوجيا الجديدة – فولت

فقاعات في سماء السوق الصاعدة للتكنولوجيا الجديدة

97

فولت

يقول المؤمنون بالسوق الصاعدة إن الأمر مختلف هذه المرة، وإن شركات الدوت كوم الجديدة شركات سليمة ولديها عشرات، أو مئات الملايين من المستخدمين الذين يولدون عوائد حقيقية ويحدثون الاضطراب في المؤسسات القائمة. ربما تُشير أدوات التقييم التقليدية، مثل نسبة السعر إلى الأرباح، إلى أنها مُكلفة بشكل كبير، لكن ذلك لأن الفرصة كبيرة جداً وأن الاستثمار فيها سيكون لعدة أعوام قبل البدء بجني المكافآت الضخمة من الهوامش المربحة التي أخذت هذه الشركات تبرهن عليها منذ الآن.

مثل هذا التفكير كان يقود أسعار أسهم وسائل الإعلام الاجتماعية، ومتاجر التجزئة عبر الإنترنت وغيرها من نجوم التكنولوجيا، مثل التكنولوجيا الأحيائية، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وشركة صناعة السيارات الكهربائية “تيسلا”، إلى مستويات مرتفعة جداً. وهذا يوجد مخاطر كبيرة للمساهمين – لكنه أيضاً يوجد فرصاً.

صحيح أن آذار (مارس) 2014 لا يبدو مثل آذار (مارس) 2000، عندما انفجرت فقاعتا الدوت كوم والتكنولوجيا الأحيائية. في ذلك الوقت كان مجرد ارتباط اسم الشركة بالإنترنت كافياً لجعل أسهمها ترتفع. كانت الشركات تطرح أسهمها في الأسواق المالية بدون أن تكون لديها إيرادات، وكانت وول ستريت سعيدة بتقييمها على أساس عدد المرات التي يتم الدخول إليها عن طريق الإنترنت، أو “معدل استنفاد رأس المال” عند استهلاك السيولة (وكان ذلك يتم بشكل منحرف، بمعنى أنه كلما كان أعلى كان أفضل). وكان حديث حفلات العشاء عما إذا قام الأفراد بضمان عملية تخصيص للأسهم في الطرح العام الأولي الأحدث.

ويُصر مؤيدو التكنولوجيات الجديدة على عدم وجود وجه للمقارنة مع أواخر التسعينيات. ويقول جيمس أندرسون، وهو شريك في شركة بيلي جيفورد لإدارة الاستثمار، ومدير صندوق الاستثمارات الاسكتلندي للقروض العقارية، إن على المستثمرين “التفكير في حجم الفرص المعنية”. فهذه شركات تحتاج إلى مقدار صغير نسبياً من رأس المال – أو الموظفين – للحصول على وصول عالمي وقاعدة زبائن هائلة، ما يعني أنها يمكن أن تكون مربحة.

لكن أوجه التشابه مع أواخر التسعينيات تُثير القلق. تماماً كما في ذلك الوقت، أصيب المستثمرون بخيبة أمل من الأسواق الناشئة. كذلك استرعى الزخم اهتمام المستثمرين المستعدين للمخاطرة بعد سلسلة سوق صاعدة دامت خمسة أعوام، ارتفع فيها مؤشر ستاندار آند بورز 500 بنسبة 175 في المائة.

وإذا أضفت المال السهل من المصارف المركزية، يصبح من السهل التفكير في أن هذه ليست مجرد سوق صاعدة، بل مجموعة “بولي”، واعذروني على لغتي الفرنسية، أعني “فقاعات”.

والمشكلة الأساسية في فرضية الاستثمار هي كما يلي: إذا كانت هناك فرص متاحة لتحقيق أرباح مرتفعة بشكل غير طبيعي برأسمال قليل، فينبغي أن تخسر بسرعة بسبب المنافسة من الداخلين الجُدد. لذلك يحتاج المستثمرون سبباً وجيهاً للاعتقاد أن هذه الفرص ستستمر. لقد أقنع المستثمرون أنفسهم بأن آثار الشبكات، بشكل خاص، تقدم ما يدعوه وارن بوفيت “خندقاً واسعاً” للمنافسة الجديدة ـ لاحظ أنك تريد أن تكون على شبكة التواصل الاجتماعي نفسها التي يوجد عليها الآخرون. وأناس آخرون يرون ميزة تكنولوجية في أشياء مثل بطاريات تيسلا، أو خدمات البقالة اللوجستية في أوكادا، أو متجر التجزئة AO World للسلع البيضاء (مثل الثلاجات والغسالات)، التي تسيطر على خدمة التوصيل مباشرة من المتجر إلى مكان السكن.

ويُشير التاريخ إلى أن المساهمين ربما يخدعون أنفسهم. فمواقع وسائل الإعلام الاجتماعية هي سلسلة من الكوارث. وفي هذا العام بالذات أنفق “فيسبوك” 19 مليار دولار لشراء و”اتسأب” الذي يستخدمه العديد من الأشخاص بديلا لشبكات التواصل الاجتماعي. والتسوق عبر الإنترنت تحتدم فيه المنافسة، في حين أن المزايا الفنية نادراً ما تدوم، خاصة في صناعة السيارات الفاخرة التي تحركها البحوث.

من ناحية أخرى، بعض الخنادق ستظل باقية، أو على الأقل ستكون واسعة بما فيه الكفاية لحماية هامش ربح لائق (وربما، في حالات قليلة، تبرر أسعار الأسهم اليوم). وحتى لو لم تكن كذلك، فإن فقاعة جديدة للدوت كوم ستترك أمام هذه الأسهم مسافات أبعد بكثير للاستمرار قبل الانفجار النهائي.

إن محاولة اختيار الفائزين خلال خمسة أعوام، عندما تكون التكنولوجيا تتطور بسرعة، أمر محفوف بالمخاطر بطبيعته، خاصة عندما تكون التقييمات بالفعل متطرفة جداً. لكن إذا نظرت إلى الوقائع بشكل معاكس فقد تكون العبرة أوضح.

في الوقت الحالي يضع المستثمرون الأموال في شركات التكنولوجيا الجديدة، التي لديها رأسمال رخيص، وبإمكانها توظيف الأفضل والأذكى، والأهم من ذلك أنها تحتاج إلى هوامش ربح أقل من منافسيها من العالم القديم، الأمر الذي يُتيح لها تقديم أسعار أكثر تنافسية.

وسواء كانت ستجني أية أموال تكفي لتبرير هذه الضجة فهذا أمر مشكوك فيه. لكن سلوك المستثمرين يعني أن هذه الشركات الجديدة بالتأكيد تُشكل تهديداً للشركات القائمة. وبالفعل تواجه الشركات الراسخة مشاقاً لتكييف نماذج عملها مع التغييرات التي تعزز ضجة التكنولوجيا الجديدة. أضف إلى ذلك وجود منافسين، مع إمكانية وصول إلى كثير من المال الرخيص، ما يعني أن بعضهم سيقع في مشاكل حقيقية.

والقطاع الأكثر تضرراً بشكل مباشر هو التجزئة. ربما تكون أسهم متاجر التجزئة عبر الإنترنت مُكلفة، لكن الكثير من متاجر التجزئة التقليدية ليست رخيصة بشكل خاص. صحيح أن الضحايا الأكثر وضوحاً لحركة التجارة عبر الإنترنت – متاجر الإلكترونيات ومعدات المكاتب مثل ستابلز وراديو شاك – قد تم إضعافها بالفعل. لكن سلاسل متاجر الملابس والأثاث وأدوات القيام بالعمل بنفسك do-it-yourself لا تبدو رخيصة.

أما ضحايا وسائل الإعلام الاجتماعية (بعيداً عن مستخدميها)، فهم المُستقبلون التقليديون لنقود الإعلانات؛ إنها وسائل الإعلام القديمة. لقد خفض المستثمرون أسعار الصُحف منذ فترة طويلة، لأنها تواجه منافسة كبيرة من الإعلام عبر الإنترنت، لكن التلفزيون بدأ للتو بالتأثر.

وقبل فترة طويلة من وصول “تيسلا” كانت شركات صناعة السيارات تضخ في مشاريع السيارات الكهربائية، غير المربحة، أموالاً تمس الحاجة إليها، لكن “تيسلا” بالتأكيد زادت من شهية الإدارة لإجراء بحوث في مجالات غير صديقة للمساهمين.

وكلما ارتفعت أسهم شركات التكنولوجيا الجديدة، دفعت باتجاه مزيد من الارتفاع. والمساهمون القادرون على مقاومة إغراء هذا الزخم يجدر بهم التركيز بدلاً من ذلك على تجنب الأسهم التي ستعاني من هذا النشاط المحموم.

You might also like More from author