احترس من الحب الإلكتروني – فولت

احترس من الحب الإلكتروني

147

فولت

فرض اختراع الشبكة العنكبوتية، وجود الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي، التي جعلت الجميع في متناول الكل، استغل البعض العلاقات مع غرباء بشكل سليم، ووظفه توظيفا صحيحا، بينما انخرط الباقي في علاقات مشبوهة، يخرج بها كبتا له أكثر من عامل، حتى أدمن الكثير هذا السلوك، وأودى به إلى مراحل الضياع.
عن أسباب ذلك وطرق علاجه يتحدث كتاب”الحب الإلكتروني” في ندوة أدارتها الدكتورة سهير المصادفة بملتقى الشباب، مع مؤلفته شيرين فؤاد.
استهلت الكاتبة الندوة بالقول: بهدف ميلي للكتابة عن تلك الظواهر أو القضايا المسكوت عنها بالمجتمع، كشفت النقاب عنها ورفعها للسطح، مهما كانت شائكة أو مدفونة أو حتى اعتدنا عليها منذ قرون، بمجتمع يخشي العقول فـزين الباطل بحلة الأعراف، يهاب التقاليد، حتى تناسى شريعة حق، اختلط حلاله وحرامه بشريعة العادات.
مجتمع فيه لكلمة “العيب” ثقل يدهس رقة الحلال، وللتقاليد مهابة ألبست الحرام ثوب الإجلال وسبب اختياري لذلك الموضوع والذي هو أثر الفضاء الإلكتروني على الإنسان، وعلى الأسرة العربية، هو ما لاحظته من كم المشكلات التي تصلني فوجدت أن 90% من المشاكل وحتى حالات الطلاق أو الانفصال بين الأزواج كانت بسبب علاقات الإنترنت أو الانخراط في الأنشطة الجنسية من خلاله، والأهم من ذلك أنني لاحظت أنه مهما كان مستوى الأسرة منخفضا ماديا، إلا أن الإنترنت أصبح من أساسيات البيوت.
وهذا يعد خطرا مضاعفا، حيث الجهل بطبيعة ذلك العالم بجانب عدم وجود المستوى الكافي علميا واجتماعيا كان له كبير الأثر على الشخص وعلى الأسرة بأكملها، وكان يجب أن يكشف الغطاء عن ذلك العالم، بكل ما يحمل وأن يكون ذلك الكشف بعمق وصراحة حتى يعلم كل شخص ما هو مقبل عليه، وأثر ذلك عليه هو شخصيا وكذلك على الآخرين سواء داخل ذلك الفضاء الإلكتروني أو في الواقع، حتى يرى كل إنسان موضع قدمه بداخل ذلك العالم.
الطريف هنا أن هذا الكتاب تعامل مع النفس البشرية، كرحلة داخل النفس البشرية، وكيف هو تواجدها داخل ذلك الفضاء الإلكتروني، فيتناول كيف تسبب الفضاء الإلكتروني في حدوث تفكك للهوية أو الشخصية والذي هو تماما كانفصام الشخصية كما وصفه الطب النفسي، وكيف أثر ذلك على تحرر رغبات النفس البشرية، وبالتالي الاتخراط في الأنشطة الجنسية، عبر الإنترت.
والغريب أن البعض يتصور الفضاء الإلكتروني هو فقط الفيسبوك، وتلك نظرة خاطئة تماما، فمثلا البرامج الجديدة داخل الموبايل والتي تسمح للأشخاص بالمكالمات والرسائل الفورية، كذلك المواقع الإباحية التي تحوي الصور أو الأفلام الجنسية والكثير جدا، وليس مجرد فيسبوك تويتر.
وأنواع العلاقات داخل الفضاء الإلكتروني متعددة منها علاقات صداقة يتصور البعض أنها حب، علاقات حب مغرضة، حيث تكون وسيلة لعلاقات جنسية، علاقات حب حقيقي ولكنه حب له طبيعة معينة يتغذى على عوامل معينة وعلاقات جنسية صريحة والفرق بينهما وكيف قد تنتقل تلك العلاقات لأرض الواقع موضح بالكتاب.
وعن مصطلح السيبرسكس وإدمانه، وكيف تناوله الكتاب وهو كان سؤال من أب يشتكي من ابنه يجلس على الإنترنت نحو 12 ساعة باليوم.
أجبت عليه بأن أطباء علاج الجنس عبر الإنترنت أشاروا إلى أن الشخص قد يجلس 14 ساعة يوميا على الإنترنت، والسيبرسكس هو كل نشاط جنسي عبر الإنترنت، كمشاهدة الصور الإباحية ومقاطع الفيديو وكذلك ممارسة الجنس مع شريك آخر عن طريق الإنترنت، يوضح الكتاب أن من بين كل خمسة مستخدمي للإنترنت هناك مدمن للجنس عبر الإنترنت.
وذلك الإدمان له دورة قد تسحب الإنسان بدون أن يشعر، ولكن الكتاب يوضح المؤشرات التي تدل على أن ذلك الشخص مدمن للإنترنت عموما والجنس الإلكتروني، وكيف أثر هذا النوع من الممارسات الجنسية على الشخص، وعلى الدماغ وهو تأثير مماثل تماما لأثر المخدرات ولذا أطلقت عليه “الكوكاكين عبر الإنترنت أو الإلكتروني”، والكتاب يرصد الكثير من العلامات لذلك الإدمان وكيف يعمل ويؤثر على الشخص وعلى علاقاته الجنسية بشريك الواقع ( سواء كان زوجة أو زوج).
وعن الحلول التي اقترحها الكتاب قالت: أوضح وبشدة أن 60% من أسباب لجوء الإنسان بالعالم العربي، لعلافات الإنترنت بسبب مغالطات بالمجتمع، كانت فك القيود التي شوهت له حياته، رغم أن الحدود التي علينا إتباعها هي حدود الدين والشرع فقط لا غير، ليست حدود أعرف أو تقاليد وضعتها عقول أخرى، وضُعت لأسباب عدة، منها تحليل الحرام وتحريم الحلال، منح من لا يستحق وحرمان من إستحق.
حتى أصبحت مجتمعاتنا العربية فضاء خانقا، والأفراد به أسرى، بينما الفضاء الإلكتروني هو كل الحرية وكل التحرر. وما تلك الحدود التي خنقت علينا واقعنا غير حدود وهمية ما أنزل الله بها من سلطان، تتوارثها الأجيال ثم تتبعها بدون وعي أو إعادة تفكير، الكثير من المفاهيم المغلوطة في فهمها وتطبيقها.. والتي أن تم تصحيحها، سيتيغر واقع حياتنا، يصبح واقعا مريحا وهادئا، لا يفر منه الخيال، ولا تتحطم الأحلام خاصة المتواضع منها، بالحصول على الألفة والمودة والسكينة من شريك الحياة..
ذلك الفضاء الإلكتروني وبما يتسم به من خصائص معينة، قدم للإنسان العواطف الوجدانية والعلاقات الإنسانية بشكل أحبه الإنسان، بطبيعة وسمات لاقت القبول الكبير من إنسان هذا العصر، وأجد ذلك طبيعيا وغير مستهجن، بل المستهجن الوحيد هو أن نكون بعصر ذلك الفضاء الإلكتروني، عصر العقول والفكر والرؤى، وبلا وعي نسير في ركب الماضي بنفس الرؤى المغلوطة التي تملأ الكثير من العقول بعالمنا العربي والتي لا تمت لحدود شرع أو دين.
فيكون الدخول للفضاء الإلكتروني من باب البحث عن الرفقة الإنسانية فقط.. ليتطور الأمر للرفقة الجنسية كذلك والكثير من الحالات جميعها كانت هروب من مجتمع وسماها بـ (العيب والخروج عن المعتاد والعرف) ليكون اللجوء ثم الانغماس في العيب الحقيقي.

You might also like More from author