عرفة: موجة “الإنترنت لكل شيء” تقود تقنية المعلومات وتفتح آفاقا لنمو اقتصادي
فولت- إبراهيم المبيضين
قال مدير عام شركة “سيسكو الأردن”، أشرف عرفة، بأنّ مفهوم “ربط كل شيء بالإنترنت” هو التوجّه الرئيسي الاحدث الذي سيقود قطاع تقنية المعلومات العام الحالي والسنوات المقبلة، وسيفتح آفاقاً واسعة أمام النمو الاقتصادي، واستحداث صناعات جديدة.
وأوضح عرفة، في لقاء خاص مع “الغد”، انّ مفهوم ” ربط كل شيء بالإنترنت ” يعني اتصال كل ما يدور على الارض وفي البيئة بالإنترنت، مقدراً بان ما هو موصول بالإنترنت اليوم ضمن هذا المفهوم يشكل 1 % فقط مما يمكن وصله بالإنترنت ، ويشمل ذلك ( إنسان، آلة، نباتات ، اجهزة، امكنة، وغيرها……….).
وأوضح عرفة، في مقابلة خاصة مع “الغد”، بأنّ هذا التوجّه الجديد ” الذي سنلحظه ونلمسه في العالم والمنطقة خلال العام الحالي والسنوات المقبلة، سيرافقه توجهات اخرى ترتبط به ويدعّم كل منهما الاخر: منها (التحول الى الحوسبة السحابية)، وانتشار وتوسع استخدامات الفيديو على الشبكة لتستحوذ على حصة أكبر من حركة البيانات المتداولة عبر الإنترنت، وحرية التنقل”، مشيراً الى انّ هذه التوجهات الاربعة ستؤثر على كافة مجالات الأعمال التجارية ، وتطوير الأعمال، وفتح آفاق جديدة امام الاقتصاد والتوظيف والتواصل العملي والاجتماعي.
وأكد عرفة، خلال اللقاء، بأنّ دراسات شركة “سيسكو” – التي تتواجد في المملكة منذ بداية العقد الماضي ولها باع طويل واسهامات في بناء البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات الاردني- تظهر بان هنالك “موجة جديدة من التقنيات” سوف تسيطر على اتجاهات القطاع وتطوراته خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يجب التركيز عليه والاسهام فيه من قبل شركة عالمية بحجم “سيسكو” ومن قبل شركات القطاع للاستفادة من هذه الموجة وتطويعها في خدمة المجتمعات والاقتصاد، حيث ركّز في لقائه مع “الغد” على التوجه الاول في هذه الموجة وهو “ربط كل شيء بالانترنت”، عندما بدأنا نشهد تزايد اعداد الاجهزة التي تتصل بشبكة الانترنت، لدرجة تعبّر عن ” اتصال كل شيء بالإنترنت والاستفادة من البيانات والمعلومات التي يجري تبادلها عبر شبكاتها خدمة للمجتمع والافراد والاعمال.
وقال عرفة بأن “دراسات شركة سيسكو العالمية تظهر بأنّنا ننتقل اليوم الى مرحلة جديدة من الربط بالانترنت تصل لربط كل شيء، بعدما تدرّج الاستخدام والربط بشبكة الانترنت خلال العقود الماضية في اربع مراحل: من الاستخدامات البسيطة والربط المحدود (عندما تركزت هذه المرحلة الاولى في استخدام البريد الالكتروني، والتصفح المحدود للانترنت)، انتقالاً الى مرحلة ثانية (شملت استخدامات اوسع للانترنت بادخالها في عمليات البيع والشراء والتجارة والتصفح المتخصص والواسع)، انتقالاً الى المرحلة الثالثة التي نعيشها اليوم (وتشمل شبكات التواصل، وبداية انتشار الحوسبة السحابية، وانتشار الفيديو)، لندخل اليوم بالمرحلة الرابعة التي اطلقنا عليها مصطلح “ربط كل شيء بالانترنت”، والتي تشمل الاستخدامات الاوسع والربط اللامحدود مع الاستفادة من مفاهيم التنقل واجهزة الاتصالات المتنقلة، لا سيما اجهزة الحواسيب المحمولة، والاجهزة اللوحية، والهواتف الذكية، التي سيرافق عملها السنوات المقبلة اجهزة اخرى ستدخل وتخدم كل تفاصيل الحياة اليومية للمستخدمين في النواصل الاجتماعي وبيئة الاعمال والإقتصاد.
وتجسيداً لهذه المرحلة (الرابعة)، قال عرفة بان دراسات “سيسكو” تتوقع تزايد أعداد اجهزة الاتصالات المتنقلة المتصلة بالإنترنت، لتزيد عن 10 مليارات جهاز في 2016، بما في ذلك الوحدات المتصلة من جهاز إلى جهاز (M2M)، وليتجاوز هذا العدد تعداد سكان العالم المتوقع في ذلك الوقت والذي سيبلغ 7.3 مليار نسمة، وهذا الرقم المتوقع تسجيله بعد ثلاث سنوات سيشكل 20 ضعفا للاجهزة المتصلة بالانترنت في العام 2003 والتي بلغ تعدادها وقتذاك قرابة 500 مليون جهاز.
وفي هذا الاطار – وضمن هذه المليارات من الاجهزة المتصلة- بالشبكة، قال عرفة باننا نستطيع تعريف مفهوم “ربط كل شيء بالانترنت” – هذه المرحلة التي بدأنا الدخول فيها- بانه ” المفهوم الذي يشمل الجمع بين الناس، والإجراءات، والبيانات والأشياء لجعل الاتصالات الشبكية أكثر أهمية وقيمة من أي وقت مضى، وتحويل المعلومات إلى أفعال ملموسة لتوفير إمكانيات جديدة وتجارب أكثر إثراءً وفرص نمو اقتصادي لم يسبق لها مثيل للشركات والأفراد والدول”، وذلك عندما تكتسب الأشياء محتوىً قيّم ، يرافق ذلك زيادة في قوة المعالجة، والمزيد من القدرات التعريفية”.
واضاف: “ولدى إضافة الناس والمعلومات إلى هذا المزيج، فإننا نحصل على شبكة تتألف من عدة شبكات تعمل من خلالها مليارات بل آلاف المليارات من نقاط الاتصال على توفير فرص غير مسبوقة ومنح الأشياء الصامتة صوتاً”.
وقال “نعتقد بان هذا التوجّه سيعزّز الابتكار في الأعمال وزيادة الإنتاجية وتوفير فرص ومشاريع اقتصادية جديدة، وبالتبعية وظائف وفرص عمل ، والمقدرة على ادخال تحسينات كبيرة على حياة كل شخص على كوكبنا في العديد من المناحي، من تسريع وتيرة اكتشاف علاجات للأمراض، وتطوير العملية التعليمية، ودعم قطاعات الزراعة والطاقة والصناعة، والمالية والتجارة الإلكترونية، وفهم تغير المناخ، وتعزيز أسلوب ممارسة الشركات لأعمالها، إلى إضفاء المزيد من المتعة والترفيه إلى الحياة اليومية”.
وضرب امثلة على هذا المفهوم من القطاع الصحي، وكيف يمكن ان نستفيد من تزايد الاجهزة المتصلة بالشبكة، عندما يجري توفير خدمات الرعاية الصحية عن بعد، والتشخيص عن بعد، والتنبيه للمريض بمؤشراته الصحية الاساسية، وعمليات الربط الالكتروني للمؤسسات الصحية واجهزتها والملفات الصحية ، بما يعزّز كفاءة الاداء ،وزيادة مستويات الرعاية الصحية، وغيرها العشرات من الامثلة في القطاع الصحي.
ومن الامثلة الاخرى التي استرشد بها عرفة ضمن هذا المفهوم؛ الاستفادة من الاجهزة المتصلة للقطاع الزراعي وكيف يمكن ان نصل النباتات والمزروعات باجهزة ومجسات قد تمكنها من تنبيه الانسان بحاجتها للري، وغيرها من الخدمات والتطبيقات التي يمكن ان ترفع من اداء وانتاجية القطاع الزراعي، والحياة اليومية للمستخدمين ويشمل ذلك كل مناحي الحياة في السياحة والسفر، في التجارة الالكترونية والدفع الالكتروني، في الترفيه والتسلية، وفي خدمة كافة القطاعات الاقتصادية.
وبناء عليه أكد عرفة اهمية التخصص في مجال ابداع افكار وانشاء مشاريع في الاتصالات وتقنية المعلومات لخدمة القطاعات الاقتصادية الاخرى مثل الصحة، والتعليم، والطاقة، والمالية وغيرها من القطاعات.
وعن عمليات ودور شركة عالمية بحجم ” سيسكو” في الاستفادة من مفهوم ” ربط كل شيء بالإنترنت” ، قال عرفة بان الشركة دائماً ما تحاول ان تضع بصمتها ومنتجاتها وحلولها للمفاهيم والتحولات التي تحدث في القطاع ومنها هذا المفهوم موضع الحديث، موضحا ان الشركة مستمرة في تأمين حلول يمكنها تحقيق التوسيع الآمن للوصول الشبكي والرؤية الواضحة لكامل سلسلة التوريد لإحدث إجراءات أعمال متكاملة بتدفق سلس، بما يعزز الابتكار ويحسن الكفاءة ويسهّل التعاون ويحدّ من مخاطر الأعمال. وأكد على تواجد طويل الامد للشركة في الاردن، وذلك استمراراً للنهج والشراكة التي تعمل بها الشركة العالمية مع الحكومة الأردنية وشركات القطاع الخاص في الأردن منذ بداية العقد الماضي، عندما اسهمت الشركة في بناء وتطوير البنية التحتية لقطاع تكنولوجيا المعلومات ويشمل ذلك الاجهزة والحلول والشبكات مع الحرص على صفة الديمومة والأمن لهذه الحلول والاجهزة، لافتاً الى ان اكثر ما يميز الأردن هو ايمان القيادة والحكومة باهمية تطوير هذا القطاع وادماجه في القطاعات الاخرى، وتميز المواهب والموارد البشرية الأردنية.
وقال ان الشركة ستشارك في فعاليات منتدى الاتصالات وتقنية المعلومات لمنطقة الشرق وشمال افريقيا والذي سينعقد يومي السادس والسابع من الشهر المقبل في البحر الميت، مشيرا الى ” سيسكو” ستعمل على ان تكون مشاركتها متميزة في المنتدى الذي ينعقد في دورته السادسة، حيث يجري العمل الان على التنسيق والتحضير لفعاليات خاصة بالشركة سيعلن عنها ان سمح الوقت خلال المنتدى.
المصدر: جريدة الغد