الاقتصاد اليوم– لمعت بعض مصطلحات التكنولوجيا خلال عام 2021، وزادت الاستثمارات في تقنيات مثل عالم الميتافيرس، كما استخدمت منصة البلوكتشين بشكل أوسع في شراء الرموز غير قابلة للاستبدال الـ NFTs مثل الأزياء والأعمال الفنية والعقارات الافتراضية وهو ما أثار ضجة كبيرة حول مخاطر تلك الاستثمارات التي تعتمد على الأصول الافتراضية، وتزايد الاهتمام حول تكنولوجيا brain interface وإمكانية توصيل العقل البشري بأجهزة الكمبيوتر، ودور إنترنت الفضاء ومنافسته لشركات الاتصالات المتعارف عليها.
يُرجع الخبراء والباحثون في مجال التكنولوجيا تلك التوجهات، نتيجة لتغير عقلية المجتمعات في ظل الظروف الوبائية التي بدأت منذ العام الماضي مع انتشار فيروس كوفيد-19، والتي كشفت عن إمكانية توجه مؤسسات ضخمة للعمل عن بعد والاعتماد بشكل أكبر على التكنولوجيا في كافة مناحي الحياة، وبحسب المتخصصين في مجال التكنولوجيا، هذه هي أهم التقنيات التي خطفت الأنظار في عام 2021:
عالم الميتافيرس
تزايد الاهتمام بشكل كبير بعالم الميتافيرس Metaverse خلال عام 2021، بعدما أعلنت شركة التكنولوجيا فيسبوك تغيير اسمها لميتا، ورصد الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ إمكانيات مالية وبشرية لتنفيذ مشروعه الجديد الميتافيرس، الذي رُصدت له 10 مليارات دولار خلال هذا العام 2021، وفقًا لتقرير فيسبوك المالي للربع الثالث المنتهي في 30 سبتمبر/ أيلول.
يقول رئيس وحدة التحولات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبوظبي، إيهاب خليفة، في تصريح لفوربس، إن عالم الميتافيرس يقوم على ثلاثة عناصر رئيسية هي الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR، تدعمهما تطبيقات وبرمجيات الميتافيرس، وجميع التفاعلات الإنسانية التي سوف تتم خلال عالم الميتافيرس ثلاثية الأبعاد، أي تتم في بيئة صناعية تحاكي تمامًا البيئة الطبيعية، حيث يوجد الأفراد بأنفسهم داخلها ويصنعون الأحداث بتحركاتهم الفعلية داخلها، مثل التسوق أو حضور اجتماعات أو حفلات وغيرها.
كما تنبأ مؤسس شركة مايكروسوفت، بيل غيتس، بأن “معظم الاجتماعات الافتراضية” ستُعقد في عالم الميتافيرس “خلال العامين أو الأعوام الثلاثة القادمة” وفقًا لمنشور على مدونته في ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وترى شركة مورغان ستانلي أن سوق الميتافيرس تبلغ قيمته حاليا 8 تريليونات دولار من المرجح أن يصبح “الجيل التالي من وسائل التواصل الاجتماعي والبث والألعاب”.
الرموز غير قابلة للاستبدال NFTs
تسابقت العلامات التجارية للترويج لمنتجاتها أثناء الجائحة وكانت تحاول إيجاد طرق للتواصل مع العملاء في العالم الرقمي، ولكنها تسابقت خلال عام 2021 لوضع استراتيجيتها الجديدة في عالم الميتافيرس.
وقدر المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة توكينز دوت كوم Tokens.com المتخصصة في الأصول الافتراضية، أندرو كيغيل في تصريح لفوربس الشرق الأوسط، قيمة الأصول في العقارات الافتراضية بمليار دولار، مؤكدًا أن آخر شهرين من العام الجاري شهدا شراء عقارات افتراضية في عالم الميتافيرس بقيمة 100 مليون دولار.
كما تعد المنتجات الافتراضية المتمثلة في أزياء وأعمال فنية وعقارات وغيرها رموزًا غير قابلة للاستبدال NFT أهم العناصر التي سيعتمد عليها الأشخاص في عالم الميتافيرس، وتعتمد على تقنية البلوكتشين في إتمام وتسجيل عمليات البيع والشراء، كما تعتمد على العملات الرقمية والمشفرة كوسيلة للدفع، مثل البيتكوين والإيثيروم وغيرها.
ويرجع خبير البلوكتشين الدولي ومؤسس شركة روكيز تروي ناركوس لفوربس الشرق الأوسط، إن شراء وبيع أصول افتراضية بسبب انتشار حاملي العملات الرقمية حول العالم، ما دفعهم للبحث عن طريقة جديدة للاستثمار في تلك العملات.
تقنية بلوكتشين عبارة عن ملف مشترك وموزع يحتفظ بسجل للمعاملات، تتم إضافة كل معاملة داخل كتلة ويتم تخزينها بشكل لامركزي في السلسلة، ما يعني أنه لا يمكن لأي شخص التلاعب بهذه السجلات.
تقوم علامة بيع الأحذية Balenciaga بإنشاء قسم للميتافيرس. وتبيع علامات جوتشي وبيربري ودولس أند جابانا أزياء افتراضية، كذلك استحوذت شركة نايكي Nike مؤخرًا على استوديوهات RTFKT، وهي شركة ناشئة لبيع الأحذية الرياضية والمقتنيات الافتراضية.
يفسر كيغيل، سبب إقبال شركته لشراء عقارات افتراضية أو قيام مستثمرون بطرح أزياء أو منتجات افتراضية قائلا، إن الناس سيقضون وقت طويل في عالم الميتافيرس وبالتالي سيهتمون بصورتهم الافتراضية والأنشطة التي سيقومون بها، ومع تزايد الإقبال على عالم الميتافيرس سترتفع أسعار العقارات وسيربح المستثمرون من تأجيرها أو مرور أحد الأشخاص بها.
تكنولوجيا الـ Brain interface
يقول الباحث في علوم التكنولوجيا، آلان القارح في تصريح لفوربس الشرق الأوسط، إن التوجهات التكنولوجية التي برزت هذا العام تؤكد ان العالم على أعتاب واقع جديد سيفرض التعاون بين ذكاء الإنسان والآلة مثل تكنولوجيا الbrain interface التي تستهدف ربط دماغ الإنسان بالحاسوب، ومثلما كانت شركة فيسبوك سبب شهرة مصطلح الميتافيرس في 2021، فيعد الملياردير إيلون ماسك من أبرز المساهمين في إعادة تكنولوجيا الـ brain interface إلى الضوء، معلنًا عدة مرات خلال العام الجاري أن شركته نيورالينك Neuralink ستبدأ بزراعة رقائق كمبيوتر في دماغ الإنسان ابتداءً من 2022، ومن المعروف أن هذه الرقائق تم تطويرها وفقاً لتكنولوجيا الـbrain interface.
وتهدف شركة نيورالينك التي شارك إيلون ماسك في تأسيسها في 2016 ومقرها سان فرانسيسكو إلى زراعة وصلات لاسلكية تربط بين الدماغ والكمبيوتر وتضم آلاف الأقطاب الكهربائية، في أكثر عضو بشري تعقيدًا، مشيرًا إلى أن أمراض مثل فقدان الذاكرة وفقدان السمع والاكتئاب والأرق قد تنتهي إلى الأبد.
إنترنت الفضاء
شهد عام 2021 منافسة قوية في مجال إنترنت الفضاء، خاصة بين الرئيس التنفيذي لشركة Blue origin جيف بيزوس والرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس إيلون ماسك، في سوق إنترنت الفضاء، بينما اقتحمت شركة Kuiper Systems التابعة لشركة أمازون والتي تم تأسيسها عام 2019، المنافسة لتقدم شبكة أقمار صناعية توفر إنترنت عالي السرعة من الفضاء.
كانت شركة سبيس إكس، مضت بخطوات في مجال إنترنت الفضاء من خلال تغطية مناطق لم توفر بها شركات الاتصالات تغطية لخدمات الإنترنت، ووفرت خدمة الإنترنت الفضائي التجريبي في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وألمانيا وفرنسا وتسع دول أخرى، وفقًا لتغريدة لإيلون ماسك.
يقول رئيس وحدة التحولات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبوظبي، إيهاب خليفة، في تصريح لفوربس، الإنترنت الفضائي هو أحد طرق الاتصال بالإنترنت باستخدام الأقمار الصناعية بسرعات عالية جداً، حيث يتم استقبال الإشارات من الأقمار الصناعية التي تبث خدمات الإنترنت من مدارها القريب من الأرض.
أما عن أهم ما يميز الإنترنت الفضائي عن خدمة الإنترنت التقليدية التي توفرها شركات الإتصالات، يوضح الخطيب، من خلال الإنترنت الفضائي يمكن للمستخدم الحصول على اشتراك ثابت من موزع أو شركة واحدة لأي نقطة في العالم، دون التقيد بدولة معينة أو الحصول على خدمات التجوال باهظة الثمن، يضاف إلى ذلك أن السرعات التي يوفرها إنترنت الفضاء أعلى بكثير من السرعات التي تقدمها شركات الاتصالات التقليدية، لأنه يستخدم ترددات مختلفة عن التي تستخدمها شركات الاتصالات الأرضية، وقد تتجاوز سرعة انترنت الفضاء سرعة الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية.
ويضيف الخطيب أن العام 2021 شهد منافسة غير مسبوقة بين عدة شركات فيما يتعلق بالإنترنت الفضائي، والتي كان يتصدرها مشروع ستارلينك التابع لشركة إيلون ماسك، حيث اقتحمت شركة وان ويب الأوروبية المجال بالإضافة إلى شركتى أمازون وبلو فيرجن، بالإضافة إلى مشاريع أخرى مُشابهة من Telesat الكندية.
يتوقع الخطيب أن تظل سبيس إكس بمشروعها ستارلينك هي أكثر الشركات حتى الآن إطلاقاً لأقمار صناعية إلى الفضاء لتقديم خدمات الإنترنت وتسعى لإطلاق أكثر من 42 ألف قمر صناعي في مدارات قريبة من الأرض، يليها شركة وان ويب التي بدأت بإطلاق أقمارها وتقديم خدماتها التجريبية في أوروبا مع خطط مستقبلية للتوسع، ويأتي في المرتبة الثالثة شركة أمازون الأميركية التي أعلنت عن استثمار 10 مليارات دولار في مشروعها لتوفير شبكة الإنترنت عبر الفضاء، بعد مصادقة هيئة الاتصالات الفيدرالية على نشر أكثر من 3000 قمر اصطناعي في المدار الأرضي المنخفض، وذلك عبر مشروع “كويبر” Kuiper الذي يهدف إلى توفير خدمة إنترنت فائقة السرعة بواسطة الأقمار الاصطناعية في الولايات المتحدة، ولاحقا في مختلف أنحاء العالم، ويأتي بعد ذلك شركة تيلي سات Telesat الكندية التي تسعى لتقديم خدماتها لبعض الدول الأوروبية بحلول عام 2024 من خلال إطلاق 298 قمراً صناعياً، توفر من خلالها خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية للهيئات الحكومية وشركات الطيران وشركات الملاحة البحرية.
انتعاش العملات المشفرة
حذر صندوق النقد الدولي في أكتوبر/تشرين الأول الماضي من طفرة الطلب على العملات المشفرة التي شهدتها الأسواق خلال عام 2021، وأوضح في تقريره ” التشفير وتحديات الاستقرار المالي” أن ظهور الأصول المشفرة في الأسواق الناشئة له فوائد، لكن زيادة تداول الأصول المشفرة في هذه الاقتصادات قد تؤدي إلى تهديد استقرار تدفقات رأس المال خاصة مع توقعات التحايل على قيود الصرف ونقص مراقبة تدفقات رأس المال.
أوضح خبير البلوكتشين تروي ماركوس، أن عام 2021 شهد رواج لعملات مشفرة جديدة لم تكن مشهورة من قبل، خاصة بعدما اعتمدت عليها شركات ميتافيرس تقوم ببيع أصول افتراضية ورمزو غير قابلة للاستبدال NFT على بعض العملات المشفرة مثل عملة المانا على سبيل المثال التي اعتمدت عليها شركة Decentraland لتعطيها قيمة لم تحصل عليها من قبل، وبالتالي يقوم المشتري لتحويل البيتكوين إلى مانا لإتمام عملية الشراء.
بلغت القيمة السوقية للعملات المشفرة 3 تريليونات دولار خلال عام واحد، ووافقت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على أول صندوق مؤشرات متداول ETF لعملة البيتكوين، يوضح إيهاب الخطيب، أن العملات المشفرة لاقت رواج كبير خلال عام 2021، في ظل بعض الموجات العنيفة صعودًا وهبوطًا أحيانا، مدفوعه بتأثير تداعيات كوفيد-19 والمستجدات الاقتصادية.
جمعت شركات العملات المشفرة مبلغ تمويل إجمالي بلغ 27 مليار دولار من أصحاب رؤوس الأموال في عام 2021، أكثر من السنوات العشر السابقة مجتمعة. بالإضافة إلى ذلك، كانت جميع جولات الاستثمار العشر الأكبر تقريبًا هذا العام، وجمعت أكثر من 6.3 مليار دولار للصناعة. كان أكبر تمويلين من نصيب شركة خدمة التشفير NYDIG التي جمعت مليار دولار هذا الشهر، وشركة FTX لتبادل مشتقات التشفير، التي جمعت 900 مليون دولار في جولة من السلسلة B اكتملت في يوليو/تموز
- فوربس
