شبكة الميثاق العالمي في الأردن تدعو لتعزيز شراكات الاستدامة وتوسيع التزام القطاع الخاص بأهداف التنمية

فريز: العام الماضي شهد خطوات متقدمة من جانب القطاع الخاص في الأردن باتجاه مواءمة أعماله مع متطلبات التنمية المستدامة
الوظائفي: أكثر من 20 شركة مدرجة في بورصة عمان تصدر تقارير استدامة منذ ثلاث سنوات مما يمثل تقدمًا نوعيًا في السوق المالي الأردني.
السوقي: تنفيذ مبادرات لبناء جسور بين القطاع الخاص والطلبة حديثي التخرج، بهدف رفع جاهزيتهم لسوق العمل
عقدت شبكة الميثاق العالمي للأمم المتحدة في الأردن، صباح يوم الإثنين، الإفطار السنوي واجتماع الهيئة العامة لعام 2025، في العاصمة عمّان، بمشاركة واسعة من ممثلي الشركات الأعضاء، والشركاء الاستراتيجيين، ومؤسسات المجتمع المدني، والجامعات، وسط دعوات لتعزيز الالتزام الجماعي بالمبادئ العشرة للميثاق وأهداف التنمية المستدامة.
وقال رئيس مجلس إدارة الشبكة، جمال فريز، إن هذه الفعالية تمثل تأكيد على الالتزام المتبادل، مشددًا على أهمية التكاتف بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والمدنية لتحقيق رؤية تنموية شاملة.
وأضاف أن الشبكة، باعتبارها جزءًا من أكبر مبادرة عالمية للاستدامة المؤسسية، تواصل أداء دورها كمحفّز لتطبيق الممارسات المستدامة في بيئة الأعمال الأردنية، من خلال بناء شراكات فاعلة وتنفيذ برامج تستند إلى المبادئ العشرة التي تشمل حقوق الإنسان، والعمل، والبيئة، ومكافحة الفساد.
وأشار فريز إلى أن العام الماضي شهد خطوات متقدمة من جانب القطاع الخاص في الأردن باتجاه مواءمة أعماله مع متطلبات التنمية المستدامة، وذلك من خلال عدد من المبادرات، مثل برنامج المساواة بين الجنسين، وجهود تعزيز بيئات عمل عادلة وشاملة داخل الشركات الأردنية.
كما لفت إلى أن هناك تعاونًا متزايدًا مع معهد التنمية المستدامة وعدد من المدارس والجامعات لتوسيع تأثير الشبكة، مضيفًا أن الهدف هو بناء ثقافة الاستدامة لدى الشباب وإعدادهم لسوق العمل من خلال التدريب وبرامج التمكين.
وقال إن هذا اللقاء لا يُعد مجرد مناسبة بروتوكولية، بل منصة جماعية لبناء شراكات جديدة تساهم في خلق بيئة اقتصادية أكثر استدامة على مستوى المملكة.
ومن جانبه، قال الرئيس التنفيذي لبورصة عمّان، مازن الوظائفي، إن الحدث يعكس شراكة استراتيجية مستمرة بين البورصة والشبكة، مشيرًا إلى أن البورصة تمكّنت خلال السنوات الأخيرة من دمج مبادئ الاستدامة في البنية التنظيمية للسوق المالي.
وأوضح الوظائفي أن البورصة تعمل كمنصة للربط بين مختلف الأطراف المعنية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، من مستثمرين، ومصدرين، ومؤسسات مالية، مضيفًا أن نشر ثقافة الاستدامة وتوفير بيانات دقيقة وشفافة حول الأداء غير المالي للشركات باتا من المتطلبات الأساسية في السوق.
وأشار إلى أن تقارير الاستدامة باتت أداة ضرورية لصانعي القرار والمستثمرين، حيث تعكس التزام الشركات بمسؤولياتها الاجتماعية والبيئية، وتساهم في بناء الثقة وتعزيز قيمة العلامة التجارية على المدى الطويل.
وأضاف أن البورصة قامت بتنفيذ برامج تدريبية لموظفيها وللشركات المدرجة لرفع وعيهم بممارسات الاستدامة، وقد أثمرت هذه البرامج عن التزام أكثر من 20 شركة مدرجة بإصدار تقارير استدامة منذ ثلاث سنوات، مما يمثل تقدمًا نوعيًا في السوق المالي الأردني.
وكشف أن بورصة عمّان تترأس حاليًا لجنة استشارية دولية تابعة للأمم المتحدة معنية بوضع مبادئ استدامة خاصة بالشركات الصغيرة والمتوسطة، مشيرًا إلى أنه تم إطلاق دليل إرشادي بهذا الخصوص الأسبوع الماضي، استنادًا إلى تجربة الأردن الناجحة في تطبيق الممارسات الدولية للاستدامة.
بدورها، قدّمت ديما درز، ممثلة البنك الأهلي الأردني، عرضًا حول تجربة البنك في تبني مبادئ الاستدامة وربطها بأهداف التنمية المستدامة، مشيرة إلى استخدام أدوات رقمية داخلية لتقييم الأداء الحالي وقياس مدى التقدم المحرز.
وقالت درز إن البنك استخدم نتائج هذه التقييمات لتصميم سياسات عمل مرنة تعزز التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية للموظفين، إلى جانب رفع الوعي حول أهمية ربط أنشطة المؤسسة بغايات التنمية الوطنية والعالمية.
وأكدت أن تحقيق طموحات البنك في هذا المجال يتطلب استثمارًا طويل الأمد في بناء قدرات الموظفين وتوعيتهم، حتى لا تكون مبادئ الاستدامة مجرد تعليمات إدارية، بل جزءًا من الثقافة المؤسسية اليومية.
كما عرضت المدير التنفيذي لشبكة الميثاق العالمي، آية السوقي، تقريرًا مفصلًا عن أبرز إنجازات عام 2025، والذي شمل انضمام مؤسسات جديدة إلى الشبكة، وتوسيع قاعدة المشاركين في برامج التدريب، وتعزيز التعاون مع الجامعات الأردنية لدمج مبادئ الاستدامة ضمن المناهج التعليمية.
وأشارت السوقي إلى أنه تم تنفيذ مبادرات لبناء جسور بين القطاع الخاص والطلبة حديثي التخرج، بهدف رفع جاهزيتهم لسوق العمل، عبر ورشات عمل وتدريب مباشر بالتعاون مع شركات أعضاء في الشبكة.
وقالت إن الخطط المستقبلية تتضمن إطلاق مشاريع تركز على ريادة الأعمال الشبابية والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ضمن إطار يراعي الاعتبارات البيئية والاجتماعية في تصميم نموذج العمل.
وفي ختام الفعالية، كرّمت الشبكة عددًا من الأعضاء المؤسسين والداعمين لمسيرتها، حيث تم تقديم دروع تقديرية إلى شركات فاين لصناعة الورق الصحي، وأرامكس، ومجموعة الناعوري، وبنك الاتحاد، وبنك الأردني الكويتي، البنك الأهلي الأردني، و فندق الموفينبيك، وبورصة عمّان، وجامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا، والجامعة العربية – عمّان.
واختتم الحدث بعقد الاجتماع السنوي للهيئة العامة لأعضاء شبكة الميثاق العالمي، حيث جرى استعراض الجوانب المالية والإدارية للعام 2024، والمصادقة على التقارير السنوية، إضافة إلى انتخاب مدقق حسابات لعام 2025، ومناقشة مجموعة من التوصيات التنظيمية الهادفة إلى تعزيز فاعلية الأداء المؤسسي.
وتُعد شبكة الميثاق العالمي في الأردن جزءًا من مبادرة أممية تضم آلاف الشركات والمؤسسات حول العالم، وتوفر منصة تنسيقية لتوجيه استراتيجيات القطاع الخاص بما ينسجم مع مبادئ حقوق الإنسان، والعمل اللائق، وحماية البيئة، ومكافحة الفساد.
وتركز الشبكة على تمكين بيئة أعمال أكثر عدالة واستدامة، من خلال بناء شراكات مع المؤسسات الحكومية والدولية، وتطوير أدوات تساعد الشركات الأردنية على تحقيق التزاماتها الأخلاقية والبيئية ضمن إطار تنموي متكامل.