اخبار محلية

المنتدى الاقتصادي الأردني يعقد جلسة حوارية لمناقشة السياحة كأداة لتغيير السردية الاقتصادية والسياسية للدول

الحمود: المنتدى يمنح مساحة واسعة للأبحاث الأكاديمية لأنها تشكل مصدرا هاما للتطور الاجتماعي والعلمي في العالم

الحمود: تسليط الضوء على الكفاءات الأكاديمية والاقتصادية يعزز الحوار البنّاء وتبادل الأفكار التي تخدم الاقتصاد الوطني.

شقم: السياسة السياحة أداة فعالة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية والاقتصادية ووسيلة لتغيير الصورة النمطية عن الدول

شقم: السياحة ليست مجرد أداة اقتصادية، بل هي أيضا أداة دبلوماسية تساهم في صياغة سرديات جديدة تعزز من مكانة الدولة وسمعتها وتنافسيتها على الساحة الدولية.

شقم: السعودية نموذج ناجح لاستخدام السياحة لتغيير سردية الدولة عالميا

شقم: السياسة السياحية يمكن أن تكون وسيلة فعالة لدعم مشاريع الدولة في التنمية الاقتصادية

عقد المنتدى الاقتصادي الأردني جلسة حوارية استضاف خلالها الدكتورة دانا سعيد شقم، بحضور رئيس المنتدى مازن الحمود، وعدد من وزراء الخارجية السابقين، وسفراء عاملين وسابقين، وأعضاء مجلس الأعيان ومجموعة من الخبراء الاقتصاديين والمهتمين بالشأن السياحي وأعضاء المنتدى.
الجلسة ركزت على تقديم ومناقشة نتائج البحث الذي أجرته الدكتوره شقم حول استخدام السياسة السياحية كأداة لتحقيق أهداف الدولة في مجالات الدبلوماسية والسياسة الخارجية والتنمية الاقتصادية. ويأتي هذا البحث كجزء من رسالة الدكتوراه التي قدمتها بعنوان: “الدول، والقصص، وزيارة المعالم: السياسة السياحية والتحكم بالسردية في السياسة الخارجية”، والتي نالت من خلالها درجة الدكتوراة في العلوم السياسية والعلاقات الدولية في نوفمبر الماضي.
وفي البداية، أكد رئيس المنتدى الاقتصادي الأردني، مازن الحمود، على أهمية استضافة الكفاءات الأكاديمية والاقتصادية في المنتدى بهدف تعزيز الحوار البناء وتبادل الأفكار التي تخدم الاقتصاد الوطني.
وأشار الحمود إلى أن الدكتورة شقم قدمت مؤخراً أطروحتها للدكتوراه في جامعة مكماستر في كندا، مشيداً بجهودها الأكاديمية وبالموضوع المميز والفريد الذي تناولته في أطروحتها.
وأوضح الحمود أن المنتدى يعقد جلساته بشكل دوري، مستضيفاً شخصيات بارزة من مختلف القطاعات، سواء الحكومية أو الخاصة، ممن لهم أثر ملموس على المجتمع الأردني.
وذكر الحمود أن مثل هذه اللقاءات تهدف إلى تسليط الضوء على المبادرات والتجارب الناجحة التي تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية، وخاصة أن مصدر رئيسي للتطور والحداثة في العالم، سواء في العلوم الفيزيائية أو الطبيعية أو الإنسانية مصدرها الاساسي هي الأبحاث الأكاديمية.
كما تطرق إلى التوجه الجديد للمنتدى في دعوة الأكاديميين والباحثين لتقديم نتائج دراساتهم وأبحاثهم في الشؤون التي يرى المنتدى أن لها تأثيرا على الاقتصاد الأردني.
وختم الحمود حديثه بالتأكيد على أن المنتدى يسعى ليكون منصة تجمع بين أصحاب القرار والخبراء الأكاديميين والاقتصاديين لتبادل الرؤى والأفكار التي من شأنها دفع عجلة الاقتصاد الأردني إلى الأمام.
ومن جهتها، استعرضت الدكتورة شقم خلال الجلسة تجربة المملكة العربية السعودية كنموذج ناجح في استخدام السياحة لتغيير السردية الدولية لتحقيق أهدافها الدبلوماسية والأمنية والاقتصادية. كما سلطت الضوء على إمكانية توظيف هذه الاستراتيجية لدعم رؤية الأردن الاقتصادية والدبلوماسية في المستقبل. بحيث تستخدم المكونات المختلفة للسياسة السياحية لإيصال الرسائل التي تخدم أهداف السياسة الخارجية للمملكة.

وأكدت شقم أن السياحة أصبحت أداة فعالة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية وتغيير الصورة النمطية عن الدول، مشيرة إلى أن تجربة المملكة العربية السعودية تُعد نموذجاً مهماً في هذا المجال، حيث استثمرت في السياحة كوسيلة لتقديم سردية جديدة للعالم عن الدولة وشعبها.

وأوضحت شقم أن عملها على دراسة الدكتوراه في هذا الموضوع استند إلى تحليل متعمق لتجربة السعودية في استخدام السياحة كوسيلة لتغيير صورتها على المستوى الدولي.
وقالت: “السعودية كانت تُعرف سابقا بأنها دولة منغلقة، تقليدية وذات طابع ديني، لكن خلال السنوات الأخيرة بدأت في بناء صورة وسردية جديدة كدولة مضيافة مرحبة بالزوار، ذات رؤية، تفخر بجذورها الثقافية العميقة وفي نفس الوقت تتبنى حركة التحديث والتغيير والانفتاح.”

وأضافت شقم أن الدول التي تسعى لتغيير صورتها أمام العالم تبدأ عادة بتقييم الانطباعات والسرديات الموجودة عنها، ومن ثم تعمل على خلق ونشر سرديات جديدة تتوافق مع الأهداف والرؤية المستقبلية للدولة.

وأشارت الدكتورة شقم إلى أن السياحة يمكن أن تُستخدم كنوع من “الدبلوماسية السياحية” و “الدبلوماسية العامة”، حيث تتجاوز دورها التقليدي المتمثل في جذب الزوار إلى دور أكثر استراتيجية يتمثل في تعزيز العلاقات الدولية وتحقيق أهداف الدولة في السياسة الخارجية والاقتصاد.

وعلقت قائلة: “المملكة العربية السعودية، على سبيل المثال، استفادت من سياستها السياحية لتغيير علاقاتها مع المجتمعات الغربية عبر استخدام الفعاليات الفنية والثقافية، والحملات الترويجية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والمؤثرين، وتغيير التشريعات، والمعارض الدولية. وبهذه الصورة روجت لصورة جديدة عن المملكة، خصوصاً بين الأجيال الشابة”.

وأكدت على ضرورة أن تُصمم استراتيجيات التسويق السياحي والمشاركة في المحافل السياحية الدولية بشكل مدروس، لإيصال الصورة والرسائل التي تريدها الدولة في نفس الوقت الذي تقوم به بالترويج السياحي.

وأكدت شقم أن أي استراتيجية لتغيير الصورة الخارجية للدولة لا يمكن أن تكون فعالة دون وجود تغييرات جوهرية في السياسات والتشريعات. وأشارت إلى أن نجاح مثل هذه الاستراتيجيات يعتمد أيضاً على تنسيق الجهود بين مختلف القطاعات والمؤسسات داخل الدولة.

وأوضحت شقم أن السياسة السياحية يمكن أن تكون وسيلة فعالة لدعم مشاريع الدولة في التنمية الاقتصادية. وقالت: “السعودية تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة من خلال الترويج لمشاريعها السياحية الكبرى، مما يفتح الباب أمام خلق فرص عمل جديدة وتنويع مصادر الدخل الغير معتمد على النفط”.

ودعت الدول التي ترغب في تحسين أو تعزيز صورتها أمام العالم إلى وضع استراتيجيات شاملة ومتكاملة تستخدم السياسة السياحية بالإضافة الى السياسات الاقتصادية والاجتماعية لتحقيق هدفها.
وشددت على ان السياحة ليست مجرد أداة اقتصادية بل هي أيضا أداة دبلوماسية تساهم في صياغة سرديات جديدة تعزز من مكانة الدول وسمعتها وتنافسيتها على الساحة الدولية.

واُختتمت الجلسة بمناقشات مستفيضة حول رسالة الدكتوراه المقدمة، والتي ركزت على النموذج السعودي كإطار للتغيير في صورة الدولة أمام العالم، حيث أكد أعضاء المنتدى على أن الدراسة المقدمة كانت متميزة وملائمة للوضع السعودي، ومع ذلك، شدد الحضور على أن الأردن يتمتع بمكانة راسخة وصورة مشرقة في العالم، تستند إلى ثوابته السياسية واستقراره عبر العقود، مما يجعله في وضعية مختلفة لا يتطلب تبني نماذج مماثلة، إلا أن أكد الحضور على ضرورة استغلال الترويج السياحي الأردني كوسيلة لإيصال الرسائل للعالم حول ما يتمتع به الأردن من فرص ليس فقط في المجال السياحي بل أيضا في المجالات الاقتصادية وبالأخص الاستثمار.
وأكد الأعضاء على أن الأردن يواجه بعض التحديات، لكنها لا تستدعي تغييرات جذرية، حيث تُعد صورته المشرقة وثباته السياسي أحد أهم نقاط قوته على الساحة الدولية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى