اخبار عالميةبيانات ومؤشراترئيسي

هل ترسم تصريحات رئيس الفيدرالي المرتقبة مساراً جديداً للذهب والنفط والدولار؟

تتجه أنظار المستثمرين حول العالم نحو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والذي سينتهي مساء يوم الأربعاء وسط التوقعات الى رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس لتصل بذلك إلى أعلى مستوى في 22 عاماً وتحديدًا منذ عام 2001، ولتكن تلك المرة الحادية عشر على التوالي يتخذ فيها المركزي ذات القرار.

وفي اجتماعه القادم هذا الأسبوع من المتوقع أن يرفع الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار0.25بالمائة، بحسب أداة “فيد واتش”، التي تقيس احتمالية تحركات سعر الفائدة الفيدرالية للاجتماعات المقبلة.

وستأتي تلك الخطوة المتوقعة بعد قرار المركزي الأمريكي في يونيو الماضي بتثبيت أسعار الفائدة وإيقاف دورة التشديد النقدي مؤقتًا وذلك بعد قراره في مايو الماضي برفعها أساس للمرة العاشرة على التوالي لتصبح عند نطاق من 5بالمائة إلى 5.25بالمائة.

وبحسب بيان الفيدرالي، فإن المؤتمر الصحفي لرئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول سيعقد بعد 30 دقيقة تقريبًا من الاعلان عن قرار المركزي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

اهتمامات المستثمرين

وقال محللون لـ “مباشر” أن هناك اهتمام بين المستثمرين حول العالم بتصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول والتي ستلي قرار المركزي الأمريكي المرتقب والذي يتجه للأغلب لرفع الفائدة.

وأشاروا إلى أن تلك التصريحات ستؤثر على أسعار الذهب والنفط ومؤشر الدولار حيث ستبين خارطة الطريق بالنسبة للفيدرالي هل ستتوافق مع التوقعات بأن هذا الرفع للفائدة سيكون للمرة الأخيرة وذلك بعد أن بلغت الذروة ومن ثم البدء بتخفيضها في وقت لاحق لاسيما بعد التراجعات الكبيرة لمعدلات التضخم بالولايات المتحدة.

يذكر أنه رغم أن زيادة معدل التضخم وزيادة صعود الدولار ورفع معدلات الفائدة وارتفاع عائد سندات الخزانة الأمريكية يقضي على ميزة يتمتع بها الذهب وهي التحوط من ارتفاع الأسعار في مقابل قلة قيمة الأموال المدخرة.

المعدن الأصفر.. إلى أين؟

ووسط تلك التوقعات والترقب لحديث “باول”، أوضح نائب رئيس قسم البحوث في شركة كامكو إنفست رائد دياب لـ”معلومات مباشر”، إن مسار الذهب سيكون تحت رهن إشارة رئيس الفيدرالي وما سيشير إليه بعد اجتماع المركزي المركزي حيث إن استمرار رفع سعر الفائدة سيؤثر سلبًا على أسعار الذهب ويدفعها للتراجع مجددًا حيث أن ذلك من شأن ذلك أن يزيد من قوة الدولار ويرفع عوائد السندات ومن ثم تخفيض الطلب على المعدن الأصغر ويجعل حيازته غير مجدية لتراجع عائداته.

وأشار إلى أنه في حال إشارة رئيس الاحتياطي الفيدرالي بوقف رفع أسعار الفائدة والتخفيف من سياسة التشديد النقدي، فان ذلك سيدعم أسعار الذهب على الأرجح سيدفعها لمستويات قد تتجاوز 2000 دولار للأونصة.

ولفت إلى أنه على الرغم من أن رفع سعر الفائدة قد يؤثر سلبا على النمو الاقتصادي العالمي الا أنه من المتوقع أن تظل تلك العوامل داعمة لأسعار النفط وأن تمنع أي تراجعات حادة.

يشار إلى أنه بالنسبة لأسعار الذهب العالمية فإنها استطاعت تسجيل مكاسبة أسبوعية بنسبة 0.1بالمائة وذلك على الرغم من تراجعها في جلسة الجمعة الماضية والتي تراجعت العقود الآجلة للمعدن الأصفر بنسبة 0.2بالمائة لتصل إلى 1966.6 دولار للأونصة.

فيما استطاعت أسعار النفط تحقيق مكاسب للأسبوع الرابع على التوالي مع التوقعات بأن يكون هناك تأثير من تخفيضات تحالف أوبك وحلفاؤها على المعروض النفطي وتراجع عدد منصات الحفر النفطي في الولايات المتحدة والاعلان عن إجراءات تحفيزية اقتصادية تخص الصين أكبر مستورد للخام بعد التراجع التي تشهده البلاد لتدفع تلك العوامل البترول الى الإرتفاع، إضافة إلى زيادة حدة توتر الصراع بين روسيا وأوكرانيا في الفترة الأخيرة.

وأما بالنسبة لمؤشر الدولار الأمريكي فقد اختتم تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع بأكثر من 1بالمائة بعد هبوطه لأدنى مستوياته فى 15 شهرًا.

مكاسب مرتقبة

من جانبه، توقع كبير استراتيجي الأسواق في أوروبكس عاصم منصور، لـ”معلومات مباشر”، أن يقوم الفيدرالي برفع الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.5بالمائة ولكن في نفس الوقت قد يملح رئيس المركزي الأمريكي باقتراب موعد التوقف عن رفع الفائدة بحلول نهاية العام الجاري وذلك مع استمرار تباطؤ وتيرة ارتفاع التضخم والتي سجلت 3بالمائة وهي أدنى مستوى لها منذ مارس 2021، الأمر الذي قد يعزز مكاسب الذهب خلال النصف الثاني من العام الجاري واستهدافه لمستويات الـ 2000 دولار للأونصة.

أما النفط، فأشار عاصم منصور، إلى أن أسعاره العالمية قد تشهد المزيد من الارتفاع مع استمرار تحالف أوبك بلس في خفض الانتاج وتعافي النمو الاقتصاد الصيني، لافتًا إلى أن مكاسب النفط ستظل محدودة بسبب أن القرارات التي اتخذها بنك الشعب الصيني غير كافية لدفع عجلة النمو الاقتصادي إضافة إلى جهود الادارة الأمريكية في كبح ارتفاع الأسعار للحفاظ على مستويات التضخم قرابة المستويات المرجوة ولذلك قد تستقر الأسعار بين 70 و 90 دولار للبرميل الواحد خلال النصف الثاني من العام الجاري.

بدوره، يقول الخبير الاقتصادي طاهر مرسي وهو رئيس بحوث السوق في شركة Bullion Egypt، إن اقتراب الفيدرالي من وقف سياسية التشديد النقدي واتجاه دول كبرى مع روسيا في تبديد هيمنة العملة الأمريكية وسط احتدام الصراع في أوكرانيا عوامل رئيسية ستاؤثر سلبًا على أداء مؤشر الدولار الذي هبط خلال الأسبوع الماضي لأدنى مستوياته فى 15 شهرًا ومن ثم من المتوقع أن يقفز الذهب بنهاية العام أعلى 2000 دولار للأونصة وربما الوصول إلى 2200 دولار للأونصة الواحدة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى