السعودية: تخفيضات إنتاج النفط الجديدة تظهر قوة العمل الجماعي مع روسيا

قال وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان في مؤتمر اليوم الأربعاء إن التعاون بين المملكة وروسيا في قطاع النفط لا يزال قويا في إطار تحالف أوبك+ الذي سيفعل “كل ما يلزم” لدعم السوق.
ويضم تحالف أوبك+ منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا ويضخ نحو 40 بالمئة من إجمالي إنتاج النفط الخام العالمي. وشرع التحالف في خفض إنتاج النفط منذ نوفمبر تشرين الثاني بهدف مواجهة ضعف الأسعار.
وأعلنت كل من السعودية وروسيا، وهما أكبر بلدين مصدرين للنفط في العالم، تخفيضات إضافية لإمداداتهما من النفط يوم الاثنين في محاولة لرفع الأسعار.
لكن الخطوة لم تعزز السوق إلا لفترة وجيزة. واستقرت العقود الآجلة لمزيج برنت القياسي عند 76.30 دولار للبرميل بحلول الساعة 1440 بتوقيت غرينتش، وهو أقل من نطاق 80-100 دولار للبرميل الذي تحتاجه معظم دول أوبك لضبط ميزانياتها.
وتقول منظمة أوبك إنها لا تستهدف سعرا محددا للنفط، وإنما تسعى لتحقيق التوازن في سوق النفط بما يحقق مصلحة المستهلكين والمنتجين على حد سواء.
وكثيرا ما دعت الولايات المتحدة، أكبر منتج للنفط خارج تحالف أوبك+، المجموعة إلى تعزيز إنتاجها لدعم الاقتصاد العالمي، وانتقدت تعاون الرياض مع موسكو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن الرياض تجاهلت الدعوات الأمريكية بشكل متكرر، وقال الأمير عبد العزيز اليوم إن التخفيضات المشتركة الجديدة في إنتاج النفط التي اتفقت عليها روسيا والسعودية هذا الأسبوع أثبتت مجددا خطأ المتشككين.
وقال الأمير عبد العزيز “يهدف ما فعلناه (يوم الاثنين) بمساعدة زملائنا في روسيا جزئيا أيضا للتخفيف من تشكك المتابعين لما يجري بين السعودية وروسيا في هذا الصدد بالتحديد”.
وأضاف خلال اجتماع للرؤساء التنفيذيين لشركات نفطية مع وزراء منظمة أوبك وحلفائها ويعرف باسم مؤتمر أوبك الدولي “كان هناك مغزى كبير يوم الاثنين لخروجنا لا بتمديد (خفض إنتاج النفط) فحسب… وإنما بإقرار الجانب الروسي أيضا (لتلك الخطوة)”.
ولم توجه منظمة أوبك الدعوة لصحفيي رويترز وبلومبرج وصحيفة وول ستريت جورنال لتغطية المؤتمر الذي بُث جزء منه عبر الإنترنت.
وقال مصدر حضر الاجتماع إن الأمير عبد العزيز قال بعد نهاية البث إن تحالف أوبك+ سيفعل “كل ما يلزم” لدعم السوق.
كاف في الوقت الحالي
قالت وكالة الطاقة الدولية إنها تتوقع أن تشهد سوق النفط شحا في المعروض في النصف الثاني من 2023، وعزت ذلك لأسباب منها خفض إنتاج أوبك+.
وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية إنه متفائل حيال نمو الطلب على المدى المتوسط، إذ إن الاقتصاد الصيني واستهلاك وقود الطائرات على الصعيد العالمي ما زالا في مرحلة التعافي من التراجع الذي حل بهما جراء جائحة كورونا.
وخفض محللون من مورغان ستانلي اليوم توقعاتهم لسعر النفط وقالوا إنه على الرغم من توقعاتهم بتراجع المخزونات في 2023 فإن تقديراتهم تشير إلى وجود فائض في النصف الأول من 2024 مع نمو الإمدادات من خارج منظمة أوبك بوتيرة أسرع من الطلب.
وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي للصحافيين اليوم الأربعاء إن التخفيضات الإضافية كافية لتحقيق التوازن في سوق النفط.
وأضاف “هذا (أحدث خفض إضافي للإنتاج) كاف لتقييم السوق ومدى توازنها”.
وقال إن الإمارات لن تشارك في أي تخفيضات جديدة للإنتاج، إذ أنها تضخ بالفعل أقل كثيرا من طاقتها.
وأضاف المزروعي “هناك أمر أكبر… أرى نقصا في الاستثمارات في الكثير من الدول. ربما يكون علينا دعوة أعضاء جدد للانضمام إلى المجموعة. كلما زاد عدد الدول لدينا… زادت سهولة المهمة… لضمان أن يحصل العالم على ما يكفي من النفط في المستقبل”.
وقال “أتصور إذا كان لدينا (داخل التحالف) 60 أو 80 بالمئة من المنتجين… سنؤدي عملا أفضل بالتأكيد”.
(رويترز)