تركيا: حرق المصحف يثير “مخاوف” بشأن انضمام السويد إلى الناتو

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الثلاثاء، إن فشل السلطات السويدية في منع الاحتجاجات بحرق القرآن في البلاد يثير مخاوف أمنية وتساؤلات بشأن أوراق اعتماد السويد لعضوية محتملة في الناتو.
لكن فيدان قال إن تركيا لن توافق على عضوية السويد في التحالف العسكري، إلا إذا أكملت ستوكهولم “واجباتها” ومضت قدما في جهود معالجة مخاوف تركيا.
وقال فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأردني “حقيقة أن النظام الأمني السويدي عاجز عن منع الاستفزازات، ويقدم صورة (دولة) تتسبب في مشكلات لحلف (شمال الأطلسي)، بدلا من (أن تمده) بمزيد من القوة، تجعلنا نفكر فيما يتعلق بالجوانب الاستراتيجية والأمنية.. عندما يتعلق الأمر بعضوية السويد في الناتو، صارت مسألة ما إن كانت ستمثل عبئا أو أصبحت مطروحة بشكل أكبر للنقاش”.
وتخلت كل من السويد وفنلندا عن حيادهما المستمر منذ عقود، وتقدمتا بطلبات للانضمام للحلف العسكري، العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وعمدت تركيا إلى تأجيل التصديق بالموافقة على انضمام السويد للتحالف، متهمة البلاد بالتعامل بتراخ بالغ مع جماعات تعتبرها أنقرة مصدر تهديد لأمنها، بما في ذلك المسلحين الأكراد وأعضاء شبكة تنحي عليها أنقرة باللائمة في محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016.
ثارت ثائرة أنقرة أيضا من جراء سلسلة مظاهرات شهدتها السويد، نظمها أنصار حزب العمال الكردستاني المحظور، فضلا عن احتجاجات وقائع حرق المصحف، التي كانت أحدثها الأسبوع الماضي وأدانتها الدول الإسلامية.
وكان حزب العمال الكردستاني شن تمردا على تركيا منذ ثمانية وثلاثين عاما أودى بحياة عشرات الآلاف، وصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة كمنظمة إرهابية.
وسيسعى الناتو إلى ضم السويد إلى عضويته خلال اجتماع قادة الحلف في ليتوانيا يومي الحادي عشر والثاني عشر من يوليو الجاري، ودعا الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إلى عقد اجتماع يضم كبار المسؤولين من تركيا والسويد وفنلندا في السادس من يوليو، في مسعى لتجاوز الاعتراضات التركية على عضوية السويد.
ويشترط الناتو الموافقة بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء الحاليين للتوسع.
وتركيا والمجر هما الدولتان الوحيدتان اللتان لم تصدقا بعد على ملف انضمام السويد.
وكانت السويد غيرت تشريعاتها الخاصة بمكافحة الإرهاب بعد التقدم بطلب العضوية.
وأكد فيدان، الذي كان يشغل منصب رئيس المخابرات التركية السابق وتم تعيينه وزيرا للخارجية الشهر الماضي، أن الجماعات الإرهابية قادرة على مواصلة تنظيم المظاهرات وجمع الأموال وتجنيد الأعضاء في السويد.
وقال فيدان: “إذا واصلت السويد جهودها وقامت بواجبها، فهناك دائما بدائل، تماما كما حدث مع فنلندا”.
وكان فيدان يشير إلى مذكرة وقعتها السويد وفنلندا مع تركيا العام الماضي وتم الاتفاق بموجبها على معالجة مخاوف أنقرة.