اخبار عربيةتكنولوجيارئيسي

معاناة شديدة لسكان إفريقيا ما وراء الصحراء من غلاء خدمة الإنترنت

مع ارتفاع معدلات الفقر، وغلاء المعيشة، يواجه سكان منقطة إفريقيا ما وراء الصحراء، ارتفاعا مجحفا لأسعار الإنترنت، فبدلا من الموصى به دوليا، وهو إنفاق 2% من المداخيل للوصول إلى الإنترنت، يصرف الأفارقة حوالي 10% من مداخيلهم لشراء 1 جيجابايت، وفقا لمعطيات نشرها التحالف من أجل الوصول السهل للإنترنت.

وينعكس غلاء الإنترنت بسلبية كبيرة على الشغل، ويعرقل برامج مكافحة الفقر في إفريقيا، وبخاصة منطقتها الواقعة ما وراء الصحراء.

ويبلغ سعر الجيجابايت الواحد بدول منطقة ما وراء الصحراء 4.47 دولار (4 يورو) مقابل سعره البالغ 2.72 دولار في منطقة أوروبا الغربية، وفقا للتعرفة العالمية لسعر بيانات الجوال لعام 2022.

وتتفاوت أسعار النت في مناطق إفريقيا الأخرى، حيث يبلغ سعر الجيجابايت الواحد 1.05 دولار في شمال القارة، وتجاوزت دول إفريقية بشكل كبير جدا المعدلات العالمية، بينها دول بوتسوانا وناميبيا التي وصل سعر الجيجابايت الواحد فيها إلى 10 دولارات، مقابل سعره في فرنسا الذي لا يتجاوز 0.23 دولار.

وتؤكد دراسة للبنك العالمي “أن ثلاثة أرباع سكان إفريقيا ما وراء الصحراء لا يستخدمون النت بالمطلق، لأن مناطق وجودهم غير مغطاة بالجيلين الثالث والرابع (تتجه هذه المناطق الخالية من التغطية للنقصان وهي مأهولة بـ17% من السكان اليوم)”.

وتقول أنجيلا وامولا مديرة منطقة ما وراء الصحراء في الرابطة الدولية للاتصالات “إن عدم استخدام النت من طرف سكان المنطقة يعود لأسباب بينها ضعف الوسائل المادية، والعجز عن اقتناء هاتف حديث”.

وأضافت “المشكلة ليست في ضعف الطلب فالبنية التحتية موجودة، وخدمة النت متوفرة، لكن المشكلة تتعلق بكون خدمة الجوال مسوقة على أساس الاستهلاك الواسع، ولن تنخفض أسعارها إلا إذا ازداد عدد مستغليها”.

وإذا قارنا حالة الاتصالات في مختلف مناطق العالم، فسنلحظ أن غالبية بلدان إفريقيا لم توسع شبكاتها السلكية خارج المدن الكبيرة، وهي مع ذلك متعجلة لاسترداد الأموال التي أنفقتها في مد الشبكات عبر رفع تسعيرة الخدمات الغالية أصلا بسبب كلفة الكهرباء وضغط الضرائب.

وتعاني منطقة إفريقيا ما وراء الصحراء كذلك من انعدام التنافسية في مجال الاتصالات، بسبب احتكار الدولة الذي تسبب في غلاء أسعار الإنترنت.

وتضاف لذلك انعكاسات التكلفة الباهظة لأسعار التراخيص، وقصر مدتها التي لا تتجاوز خمس سنوات، حيث تعمل شركات الاتصال بشتى الطرق لاسترداد الاستثمارات التي أنفقتها في شراء التراخيص قبل انتهاء آجالها.

وتشير المعطيات التي نشرتها التعرفة العالمية لسعر بيانات الجوال إلى تحسن في جانب الأسعار، بمقارنتها خلال عام 2021 معها في عام 2022، حيث انخفض سعر الجيجابايت الواحد من 6.44 دولار في عام 2021 إلى 4.47 دولار عام 2022.

ويعتبر الرهان صعبا بالنظر إلى أن غلاء سعر خدمة الإنترنت ينعكس على جهود مكافحة الفقر: فوجود منصات التواصل عبر النت، يمكّن المزارعين من تسويق منتجاتهم بسرعة، ومن استكشاف زبائن جدد، كما أنها توفر للطلاب المصادر لأعمالهم وبحوثهم الجامعية.

يقول مختار جوب نائب رئيس البنك الدولي سابقا: “كلما اتسع الوصول لخدمة الإنترنت، كلما نشأ عن ذلك خلق ملايين الوظائف”.

وتؤكد دراسة أعدها البنك الدولي عام 2020 “أن معدلات الفقر قد انخفضت بنسبة 7% في قرية نيجيرية بعد سنتين من إيصال خدمة الإنترنت إلى سكانها، وهو ما يعني بالنسبة لنيجيريا أكبر بلدان إفريقيا، إخراج 2.5 مليون شخص من دائرة الفقر”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى