اخبار عربيةرئيسي

مخابز نواكشوط تنذر بالتوقف عن توفير مادة الخبز مساء الإثنين

أنذرت مخابز نواكشوط في إشعار معلق على بواباتها بالتوقف عن توفير الخبز ابتداء من مساء الاثنين عند منتصف ليلة الثلاثاء، وذلك قبل يومين فقط من بدء شهر الصيام.

وأكدت المخابز “أن سبب قرارها التوقف عن توفير الخبز هو ارتفاع أسعار الطحين والمواد المصاحبة له، وتعهدت بأن تعود لتسويق الخبز فور حصولها على الدقيق والملحقات الداخلة في صناعة الخبز بأسعار مناسبة.

وكانت الاتحادية الموريتانية للمخابز والحلويات قد أبلغت وزارة الداخلية عن “عزمها التوقف عن إنتاج الخبز ابتداء من مساء الإثنين في حال لم تقم الحكومة بتدخل عاجل لحل مشكلات ذكرتها الاتحادية في رسالتها”.

وأوضحت الاتحادية “أن عدة عوامل مجتمعة جعلت أصحاب المخابز غير قادرين على الاستمرار في تموين السوق بمادة الخبز الذي هو هدفنا معا”.

وعددت الاتحادية ضمن مبررات قرارها “الارتفاع الكبير الذي شهدته كل المواد الأولية لصناعة الخبز قبل عامين، والتأثيرات الناجمة عن جائحة كورنا، وانعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية، وما نجم عنها من مضاعفات أدت إلى ارتفاع مذهل لمادتي القمح والوقود، وانتهاء بزيادة أجور العمال”.

بسبب كورونا وحرب أوكرانيا وارتفاع أسعار الوقود وأجور العمال

وأشارت الاتحادية في رسالتها “إلى أنها ظلت محافظة على سعر الخبز وتوفيره طيلة الفترة الماضية التي شهدت أحداثا مؤثرة على صناعة الخبز، وهو ما لم تعد المخابز قادرة على مواصلته”.

وفي تغريدة علق فيها على رسالة اتحادية المخابز، طمأن زين العابدين ولد الشيخ أحمد رئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين، الرأي العام “بعدم توقف التموين بالخبز”.

وقال “إن الانشغالات التي عبرت عنها اتحادية المخابز والحلويات ستكون موضع تدارس مع السلطات العمومية، خلال اجتماعات مبرمجة مطلع الأسبوع الجاري”.

ويتوقع أن تؤدي حادثة توقف إنتاج الخبز، الذي أصبح من أهم مكونات الغذاء اليومية في المدن والقرى الموريتانية، إذا لم تتخذ إجراءات تحول دون وقوعها، وإذا لم تتمكن الأطراف المعنية بها من إيجاد حل لها دون زيادة كبيرة في السعر، إلى موجة احتجاج سيكون غالبها على مواقع التواصل، رغم أن المشهد الموريتاني يمر حاليا بوضع حساس، لا يمكن التنبؤ بمئالاته.

وفي عام 1994، وفي خضم حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع، زادت أسعار الخبز ففوجئ الجميع بثورة في الشارع اعتقل بعدها زعماء المعارضة الذين لم تكن لهم علاقة بها، وفوجئوا مثل غيرهم بها.

ودلت “ثورة الخبز” تلك، على أن المواطن أصبح “شرهاً” “يحب الطعام”، واستطاعت السلطات إذ ذاك، أن تعيد الخبز إلى سعره الأصلي لكن وزنه بات أقل، وانتهى الأمر، وقبل الشارع الانخداع راضياً.

وكما أكدت ذلك حوادث ماضية لتوقف الخبز، وبشرط ألا تكون موجة الغلاء قد غيرت العادات، فليس من طبيعة الإنسان الموريتاني التظاهر من أجل الطعام. وقد نجت موريتانيا سابقا، من الهزات الاجتماعية القوية لأسباب منها ترفع الإنسان الموريتاني عن التظاهر في الشارع من أجل الطعام، ومنها طبيعة المجتمع التكافلي المفتوح الذي يصعب أن يموت فيه المرء جوعاً ما دام الطعام موجودا لدى قريبه أو ابن قبيلته أو جاره.

ويضاف إلى هذا تجذر المفاهيم الأخلاقية البدوية في موريتانيا، وبخاصة مفهوم الترفع عن الطعام، الذي يعتبر “حب الطعام من شيم أراذل الناس”، وأنه على المرء أن “يبيت على الطوى ويظله حتى ينال كريم المأكل”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى