اخبار عالميةتكنولوجيارئيسي

إيلون ماسك يدفع “أبل” لمعركة مع الجمهوريين.. قد تكلفها الكثير

على مدار الأسبوع الماضي، كان مالك موقع تويتر، إيلون ماسك، يضغط على شركة أبل، التي تتحكم في توزيع التطبيقات على هواتف آيفون.

واستهدف ماسك صانع آيفون في عدد من الموضوعات، بما في ذلك خفض الإنفاق على إعلانات تويتر وخفض نسبة الـ30% التي تحصلها من مطوري التطبيقات على جميع المبيعات الرقمية التي تتم من خلال التطبيقات.

كما اتهم “أبل” بالتهديد بسحب تطبيق تويتر من متجر التطبيقات.

وظلت شركة أبل دباً نائماً في مواجهة استفزازات ماسك، ولم تعلق، ولا رئيسها التنفيذي تيم كوك، بل على العكس حصل تويتر على تحديث من خلال فريق مراجعة التطبيقات في أبل الأسبوع الماضي.

وزيرة الخزانة الأميركية: شركة تويتر يجب أن تخضع لمعايير محددة للمحتوى
وبمنظور الأعمال، فإن تويتر ليس مهماً لشركة أبل، إذ يعد مجرد تطبيق واحد من بين عدد كبير من التطبيقات على متجر التطبيقات App Store، ولا يعد مصدر ربح ضخم لشركة أبل من خلال عمليات الشراء داخل التطبيق.

لكن يوم الثلاثاء، أدلى حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، والسيناتور المنتخب في ولاية أوهايو جي دي فانس، وكلاهما جمهوريان، بتصريحات حول وضع شركة أبل تظهر كيف يمكن لماسك أن يضع شركة أبل في موقف صعب، حيث يُجري ماسك تغييراً على تويتر لتجاوز رسوم “أبل” البالغة 30%، مثل السماح للمستخدمين بتوصيل بطاقات الائتمان الخاصة بهم بالتطبيق للاشتراك في تويتر بلو أو ميزات جديدة أخرى.

لكن يواجه مثل هذا الإجراء إمكانية قيام “أبل” بسحب التطبيق لانتهاكه شروط التواجد داخل متجر تطبيقات أبل.

على الجانب الآخر، فإن ماسك يغلف انتقاداته لشركة أبل بأنها قضية تتعلق بحرية التعبير والاعتدال في المحتوى، ويتفق السياسيون الجمهوريون على هذا الرأي.

يأتي هذا في الوقت الذي تواجه فيه شركة أبل اتهامات بالاحتكار والتضييق على حرية التعبير.

كيف يمكن أن تسير الأمور؟

يوم الثلاثاء، قال ديسانتيس في مؤتمر صحافي، إنه إذا سحبت “أبل” تطبيق تويتر من متجرها، فسيظهر أن “أبل” لديها قوة احتكارية وأن الكونغرس يجب أن ينظر في الأمر.

وأضاف خلال تصريحاته التي نقلتها شبكة “CNBC”، واطلعت عليها “العربية.نت”، أن هناك تقارير تشير إلى اتجاه “أبل “لإزالة تويتر من متجرها للتطبيقات في الوقت الذي تقوم فيه المنصة بفتح حدودها لحرية التعبير، وإعادة الكثير من الحسابات التي تم تعليقها بشكل غير عادل وغير قانوني بسبب نشر معلومات دقيقة حول فيروس كورونا.

وتابع ديسانتيس: “إذا استجابت (أبل) لذلك عن طريق تفريغها بسلاح متجر التطبيقات، أعتقد أن ذلك سيكون خطأً فادحاً، وسيكون ممارسة أولية للسلطة الاحتكارية”.

وفي الواقع، من غير المرجح أن يقوم قسم مراجعة التطبيقات في أبل بسحب تويتر على المحتوى، فبينما تحظر “أبل” بانتظام التطبيقات على المحتوى المشكوك فيه، فإنها نادراً ما تكون أسماء تجارية كبيرة مثل تويتر – فهي عادةً تطبيقات أصغر حجماً وأقل شهرة.

وفيما تركز قواعد أبل الخاصة بالتطبيقات ذات المحتوى الكبير الذي ينشئه المستخدمون، مثل تويتر، بدرجة أقل على أنواع معينة من المحتوى المخالف، وأكثر تركيزاً على ما إذا كان التطبيق يحتوي على نظام لتصفية المحتوى أو إجراءات الإشراف على المحتوى، فإن تويتر لديها كلا الأمرين، على الرغم من أن التخفيضات الأخيرة التي أجراها ماسك على موظفي تويتر قد تضر بقدرته على الإبلاغ عن المنشورات التي بها مشاكل.

غير أنه من المرجح أن تسحب أبل تطبيق تويتر إذا حاول تويتر قطع أبل من رسوم منصتها.

وحدث ذلك من قبل، إذ إنه في عام 2020، أضاف تطبيق الألعاب Fortnite نظاماً داخل تطبيق آيفون الخاص بها يسمح للمستخدمين بشراء العملات الرقمية داخل اللعبة مباشرةً من Epic Games، مما أدى إلى حجب 30% من المبيعات التي تحصل عليها أبل عادة.

وقامت أبل بإزالة Fortnite من متجر التطبيقات في نفس اليوم، وبدأت معركة قانونية فازت بها شركة أبل في معظم التهم ولكنها قيد الاستئناف حالياً.

من جهتها، تأخذ غوغل جزءاً مشابهاً في نظام تشغيل أندرويد التي يتم بيعها من خلال متجر غوغل بلاي الخاص بها، لكنها تسمح أيضاً لمتاجر تطبيقات أندرويد الأخرى بالتواجد وتسمح للأشخاص “بتحميل” التطبيقات مباشرة على هواتفهم، بينما تمتلك أبل قفلاً حصرياً على جميع توزيعات تطبيقات آيفون.

ولدى ماسك أسباب تجارية جيدة لاختيار هذه المعركة، حيث إنه على وجه الخصوص، يريد ماسك أن يربح تويتر المزيد من الأموال من الاشتراكات المباشرة وليس من الإعلانات.

لكن اقتطاع أبل نسبة 30% من المشتريات داخل التطبيقات يمثل عقبة رئيسية أمام شركة تعمل على خفض التكاليف ولديها عبء ديون كبير.

لذلك، يمكن أن يكرر ماسك نزاع Epic Games ويمكّن آلية التحصيل المباشر بعيداً عن أبل، مما يحفز أبل على اتخاذ إجراء، غير أنه هذه المرة يغلف قضيته بسلاح حرية التعبير.

وإذا حدث ذلك، كما اقترح ديسانتيس، فربما يبدأ الكونغرس في طرح الأسئلة، وستصبح شركة أبل كرة يتلقفها السياسيون فيما بينهم.

ويمكن إجبار المديرين التنفيذيين على الإدلاء بشهاداتهم أو تقديم ردود مكتوبة.

وفي حال حدوث ذلك، فسيكون له تأثير سلبي كبير على العلامة التجارية لشركة أبل.

وقد يؤدي النقاش حول هذه الموضوعات إلى إعادة تنشيط اللوائح المعلقة مثل قانون الأسواق المفتوحة الذي يهدد سيطرته على متجر التطبيقات وأرباحه الكبيرة.

  • العربية نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى