روسيا تكثف القصف الصاروخي والسيطرة على نقاط حيوية لإجبار أوكرانيا على الاستسلام

نفذ الجيش الروسي تهديداته ضد أوكرانيا عبر قصف مكثف، مستعملا الصواريخ المتطورة ضد البنية العسكرية الأوكرانية لجعل مخاطرها شبه منعدمة على الأمن القومي الروسي، علاوة على حرب “فرق كوماندوز” انتقائية وسط البلاد تشمل العاصمة كييف ومنطقة تشرنوبيل، وذلك بهدف السيطرة على المقرات الحيوية.
ووجهت روسيا ضربات مكثفة بالصواريخ إلى القواعد العسكرية الأوكرانية وخاصة القواعد التي تضم العتاد العسكري ثم أساسا القواعد الجوية التي تضم الطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي. وكانت “القدس العربي” قد أشارت في 12 فبراير/ شباط الجاري إلى تأكيد سيناريو الحرب وهو تدمير البنية العسكرية دون غزو مباشر.
وانطلقت الصواريخ بما فيها الباليستية من أراضي بيلاروسيا وضربت أهداف جنوب غرب أوكرانيا أي بعيدا عن المنطقة الشرقية الملتهبة. والتركيز على الجنوب الغربي هو امتداد الحرب إلى القواعد العسكرية ومصانع السلاح. واعترف القائد العام للقوات الأوكرانية، فاليري زالوجيني، بسقوط أربعة صواريخ باليستية في المنطقة، وفق وكالة الأنباء الأوكرانية.
وقد طبق الكرملين الخطة نفسها ضد جورجيا سنة 2008 وضد القوات الأوكرانية في شبه جزيرة القرم سنة 2014 بضرب البنية العسكرية، وذلك بهدف شل أي رد عنيف بل دفع الطرف الآخر إلى الاستسلام، مما لا يُكبد روسيا خسائر في حربها بينما ستجبر أوكرانيا على الاستسلام وقبول الشروط التي تقدم بها الرئيس فلاديمير بوتين.
ومنذ بدء القصف الروسي هذا اليوم، هناك أخبار عن تدهور الجيش الأوكراني الذي قد يكون فقد سلاح الجو بصفة نهائيا ومنظومة الدفاع الجوي كذلك، مما سيترك القوات البرية بدون تغطية جوية وفريسة سهلة أمام القوة النارية الروسية. في الوقت ذاته، هناك تخوف من تسرب قوات خاصة روسية إلى قلب العاصمة كييف حيث جرى إسقاط طائرة عسكرية خاصة بالنقل كان على متنها 14 شخصا، وهذا يدل على أن عملية الإسقاط تمت من ضواحي العاصمة كييف على يد “فرق كوماندوز” روسية. واعترفت وزارة الداخلية الأوكرانية بوجود مواجهات في محيط العاصمة كييف دون توضيحات، وهذا يدل على حرب “فرق الكوماندوز”. في حين تفيد معطيات أخرى بإنزال “كوماندوز” بالقرب من مطار في العاصمة كييف.
وهكذا، عبر القصف الروسي من خلال الصواريخ ثم عمليات الإنزال الجوي في مناطق معينة من أوكرانيا، مقابل غياب تغطية جوية، وبدون دعم عسكري غربي بما في ذلك حجب أسلحة متقدمة عن أوكرانيا، تبقى قضية انهيار الجيش الأوكراني مسألة أيام قليلة، لاسيما وأن وزارة الدفاع الروسية تنوي تدمير هذا الجيش وبنيته العسكرية كدرس لباقي دول أوروبا الشرقية الأخرى، إذا ما استضافت مزيدا من القواعد والأسلحة الغربية وأساسا الأمريكية.