
الاقتصاد اليوم- لم تعد جودة المنتج وحدها كافية لضمان استمرار ونجاح أي شركة، ولم تعد العروض التنافسية ميزة تضمن جذب المستهلك، بل أصبحت المؤسسات والشركات العالمية تدرك أن إدارة بيانات المتعاملين الموجودة لديها، باتت تشكل عاملاً حاسماً في دفع الميزة التنافسية وزيادة النمو والحفاظ على مستقبل الشركة. ولكن حتى يومنا هذا، لا تزال إدارة البيانات تمثل تحدياً صعباً للعديد منها، رغم التطور في أدوات تدفقها، وفي برامج الذكاء الاصطناعي.
وتساعد برامج إدارة البيانات، الأفراد والمؤسسات على اتخاذ القرارات والإجراءات الصحيحة في مجال عملها وتساعدها على النجاح والنمو والحصول على نصيب الأسد في الأسواق التي تتواجد فيها.
في التقرير التالي نستعرض توقعات 3 من أكبر المحللين الاقتصاديين عن أهمية إدارة البيانات في الحفاظ على تقدم ونجاح الشركة. في البداية يقول سانجيف موهان المحلل بمؤسسة «جارتنر» لأبحاث السوق، إن إدارة البيانات ستصبح على قمة جدول اجتماعات أي شركة في عام 2022، وإذا لم نفهم ما هي البيانات التي لدينا ونحكمها، فلا توجد طريقة يمكننا إدارتها بها، ولا الحديث عن تحقيق نمو مضمون للأعمال، كما يتوقع أيضاً أن يتوسع نطاق حوكمة البيانات وستصبح نماذج الذكاء الاصطناعي جزءاً من مجموعة حوكمة وإدارة البيانات بأكملها، كما سيتجاوز عدد مستخدمي البيانات في مجالات العمل المختلفة، مستخدمي برامج الأعمال الذكية، وسيستغرق ذلك بعض الوقت، لكننا سنرى هذا المسار يتحقق بالفعل.
البيانات كنز اقتصادي
أما توني باير الخبير المالي بأسواق المال العالمية، فيقول إنه تم اقتراح فكرة عمل شبكة البيانات لأول مرة منذ عامين، واليوم أصبح لدينا كل هذه البيانات التي تشكل كنزاً اقتصادياً كبيراً لأي شركة، ولا نعرف ماذا نفعل بها. لكن هذا العام 2022 يعتقد باير أننا سنشهد مزيداً من التفعيل لشبكة البيانات لكونها تحت مجهر المديرين، وسنرى بعض المؤسسات تعلن عن نجاحات غير مسبوقة في مجالها بسبب الاعتماد عليها.
ويتوقع باير أن ينمو سوق البيانات 600% خلال السنوات الـ 10المقبلة. ويشير إلى أن قواعد بيانات الرسم البياني أحدثت اضطراباً كبيراً في الأسواق وأن معظم البنوك تستخدمها، لكنها مرتبطة بحالات استخدام فريدة ومتخصصة للغاية.
تدفق افتراضي للبيانات
أما براد شيمين محلل إدارة البيانات، فيرى أننا بحاجة إلى قواعد بيانات تاريخية، لنقوم بمعالجتها وتحليلها أيضاً، وهناك بعض الشركات تخصص إدارة للتعامل مع تدفق البيانات، لكنها حتى الآن لم تصل إلى الطريقة المثلى التي يجب أن نتعامل بها مع ما لديها من بيانات.
ويتوقع شيمين أن يتغير أسلوب التعامل مع البيانات، ليتكون لدينا تدفق افتراضي للبيانات، وسيشكل هذا التدفق أهمية كبيرة وجزءاً أكبر في معادلة القيمة. ويقول شيمين إن ما يقرب من نصف المشاركين في أبحاثنا التحليلية والبيانات المعيارية يستخدمون البيانات المتدفقة، وإن ثلثاً آخر يخطط لاستخدام تقنيات التدفق، وهذا يقودنا إلى حقيقة أن 8 مؤسسات من أصل 10 في الوقت الحالي تحتاج إلى إدارة جيدة لقواعد البيانات.