صفقة “شيك على بياض” بمشاركة “ديكابريو”.. لماذا لم تثر حماسة المستثمرين؟
الاقتصاد اليوم- التشكيلة المثالية لشركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة: السيارات الكهربائية، و”ليوناردو دي كابريو”، و”تسلا”.
لكن هل تفي بالغرض بعد الآن؟ لم يُؤدِّ تأكيد اندماج “بوليستار” (Polestar) التي تبلغ قيمتها 20 مليار دولار مع شركة الاستحواذ للأغراض الخاصة المدرَجة في بورصة “ناسداك” إلى إثارة أي حماس سبق أن شوهد من قبل في القطاع.
شركة “بوليستار” مملوكة لمجموعة “فولفو كار غروب”، ورئيس مجلس إدارة شركة “زيجيانغ جيلي هولدينغ”، كما يمتلك دي كابريو نجم هوليوود حصة لم يُكشف عنها. (“فولفو” نفسها هي شركة تابعة لشركة “جيلي”).
تمَّ الاتفاق الآن على الاندماج مع شركة “غورز غوغنهايم”، التي طرحت لأوَّل مرة في يوليو. يحصل مديرو شركة الاستحواذ للأغراض الخاصة ومساهموها، بالإضافة إلى المستثمرين الخارجيين الجدد، معاً على حصة أولية بنسبة 6% مقابل ضخ 1.1 مليار دولار نقداً.
توقُّعات محدودة
تبدو التخمينات التي تحفِّزها هذه الصفقة أقل بالتأكيد من صفقات شركات الاستحواذ للأغراض الخاصة السابقة في مجال السيارات الكهربائية، كما قد توقَّعت ذلك نظراً لحجم شركة “بوليستار” في صناعة السيارات، التي لديها سيارة واحدة، وهي “بوليستار 2” التي هي قيد الإنتاج.
من المقرر إطلاق سيارتي دفع رباعي كهربائيتين، كما أنَّ سعرهما تقريباً بما يتماشى مع “بورش كايين”، و”ماكان” في عام 2023. وستتبعهما سيارة رياضية فاخرة بأربعة أبواب، ومن المحتمل أن تُطرح في مواجهة “بورش باناميرا” في عام 2024.
لا تكتمل صفقة شركة الاستحواذ للأغراض الخاصة هذه بدون التوقُّعات غير القياسية التي قدَّمتها الشركة ذاتها، إذ من المفترض أن تقوم بتسليمها. وفقاً لتوقُّعات “بوليستار” الخاصة؛ ارتفعت الأحجام من 29 ألفاً هذا العام إلى حوالي 290 ألفاً في عام 2025، مع زيادة مبيعات “بوليستار 2” بأكثر من ثلاثة أضعاف، وطرح الطرازات الجديدة.
في المقابل، ستقفز الإيرادات أكثر من عشرة أضعاف لتصل إلى حوالي 18 مليار دولار في الإطار الزمني نفسه. أخيراً؛ سيصبح التدفُّق النقدي الحر إيجابياً في عام 2025 بعد استنزاف 3.2 مليار دولار نقداً على الطريق.
برغم ذلك؛ تعتقد “بوليستار” أنَّ النجاح في تقديم هذه التوقُّعات سيشهد أنَّها لا تأخذ سوى 2% من الحصة في القطاع المتميّز الذي تركِّز عليه.
منافسة قوية
من الواضح أنَّ هذه الشركة قد تجاوزت مرحلة إثبات المفهوم. كما أنَّها تتمتَّع بقاعدة تصنيع راسخة. لكنَّ قدرتها على التسليم ما تزال تعتمد على مدى السرعة التي يمكنها بها زيادة الإنتاج، والتغلُّب على المنافسة من شركات صناعة السيارات الأخرى التي تقاتل من أجل الحصول على مساحة في جزء مربح من السوق. ولا يرى مستثمرو “غورز” ذلك على أنَّه أمر مسلَّم به.
قيَّمت الصفقة “بوليستار” بثلاثة أضعاف المبيعات المقدَّرة لعام 2023، وانخفضت إلى 1.5 ضعف إيرادات عام 2024، وفقاً لتوقُّعاتها الخاصة.
يجري تداول سهم “تسلا” المربح بمعدل 9.4 ضعف المبيعات المقدَّرة لعام 2023، وانخفض إلى 8.6 أضعاف في عام 2024، بناءً على توقُّعات المحللين التي جمعتها “بلومبرغ”.
في هذا العالم، يمكنك دائماً العثور على منافس مفعم بالحيوية. كما تشغل “تسلا” ونظيرتها “لوسيد غروب” واقعهما الخاص.
بالمقارنة مع شركات تصنيع السيارات الكهربائية الأخرى؛ فإنَّ فجوة التقييم تبدو أقل وضوحاً. و سيعتمد التسعير في نمو “بوليستار” بحق على بدء المبيعات لتصبح حقيقية.
رفع المستثمرون أسهم “غورز” بنسبة 5% فقط في الأخبار، إلى مستوى أعلى بقليل مما شوهد عندما ظهرت محادثات الصفقة لأوَّل مرة. ولهذا الحذر ما يبرره. بالنسبة للمبتدئين؛ سيكون المستثمرون في سوق الأسهم أقلية ضئيلة.
قد يشهد السوق أيضاً إمكانية أن يعلِّق السهم عند هذا السعر. كما تمتلك صفقات شركة الاستحواذ للأغراض الخاصة الأخيرة الأخرى لـ”غورز” سجلَ تداول مختلط.
إنَّ التحرُّك العالمي الوحيد في مجال السيارات الكهربائية إلى جانب “تسلا” “يكمن في كيفية تسويق “بوليستار” لنفسها. إنَّه ما اعتاد المستثمرون أن يتشوَّقوا لسماعه. لكنَّهم ربما أصبحوا أكثر وعياً بشأن ما سيدفعونه مقابل ذلك.
- بلومبيرغ