ارتفاع العائد على السندات طويلة الأجل يؤثر سلبا على أسواق الأسهم

الاقتصاد اليوم– تشير التوقعات في الفترة الحالية إلى أن معدلات التضخم في طريقها نحو الارتفاع على نحو أكبر خلال الفترة المقبلة، وهو الأمر الذي قد يكون سيئا لأسواق الأسهم التي قد تشهد هجرة السيولة منها إلى أسواق أكثر أمانا مثل السندات وبجانب الودائع بالبنوك التي دائما ترتفع معدلاتها مع قيام البنوك المركزية برفع أسعار الفائدة استجابة للتضخم المرتفع.
ويواصل العائد على السندات الأميركية الارتفاع، وتشير المستويات الحالية للسندات الأميركية لأجل 10 سنوات، أنها سترتفع على نحو أكبر على المدى القصير.
وصعد العائد على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 1.46% يوم الجمعة الماضي، منذ أدنى مستوى له عند 1.3% الأسبوع الماضي، ليخترق مستوى الدعم القوي عند 1.38%.
ويتحرك العائد على السندات، بصورة معاكسة لسعر السندات ذاتها.
وقال رئيس قسم التحليل الفني بشركة باي كريست بارتنير، جوناثان كرينيسكي، إن العائدات على السندات الأميركية لأجل 10 سنوات، تتجه نحو مستوى 1.6%، بعد أن كسرت مستوى 1.38%، وعكست الاتجاه الهابط، مشيرا إلى أن التحرك يدل على أن هناك “نطاق تداول جديدا قيد التكوين”.
التأثير على الأسهم
تأثر الأسهم بالمستويات الحالية، قد يكون محدودا، بل إن بعض الأسهم قد تشهد أداءً جيدا أيضا. فالأسهم الدورية، الأكثر حساسية للتغيرات الاقتصادية، قد تستفيد من هذا الأمر، لكن باقي الأسهم قد تتأثر سلبا، وفقا لرئيس قسم الاستراتيجيات في هافيرفورد ترست، هانك سميث.
يعزى ذلك، إلى أن الارتفاع الحالي في العائد على السندات يعني أن السوق يتوقع معدلات تضخم أعلى مع زيادة الطلب القوي في الاقتصاد.
ولجأت العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى اتخاذ إجراءات لتعلن معها عن ثقتها بقوة الاقتصاد في الوقت الحالي، مع رفع بنوك مركزية أسعار الفائدة. وأعلن الفيدرالي الأميركي أنه قد يقلص من حجم مشترياته من السندات، في وقت مبكر من شهر نوفمبر، فيما بدأ المركزي الأوروبي بتقليص مشترياته من السندات.
وتبلغ توقعات التضخم لعشر سنوات مقبلة، وفقا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لسانت لويس 2.34%، وهو سبب آخر يدل على أن العائد على سندات العشر سنوات الأميركية قد ترتفع أكثر.
الأسهم الدورية
والأسهم الدورية هي الأسهم التي يتأثر سعرها بأوضاع الاقتصاد الكلي أو بالتغيرات النظامية في الاقتصاد. وتتبع الأسهم الدورية دورة الاقتصاد الكلي من التوسع إلى القمة ثم الركود والتعافي.
وأغلب الأسهم الدورية هي أسهم الشركات التي تبيع سلعا تجذب المستهلكين في أوقات النشاط الاقتصادي، لكنهم ينفقون عليها بصورة أقل خلال أوقات الركود.
ومع ذلك، تعتبر الأسهم الدورية من الأسهم ذات التذبذب المرتفع، وتولد عائدات أكبر خلال الأوقات التي يكون فيها الاقتصاد قوي.

الشركات الصغيرة والمتوسطة
من الممكن أن تستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة بصورة كبيرة من البيئة الاقتصادية الحالية. وتعتمد أرباح هذه الشركات بصورة كبيرة على نمو الاقتصاد المحلي، ولديهم إمكانية للوصول إلى التمويل عندما ينمو الاقتصاد.
وبغض النظر عن التصنيف، فإن قطاعات أخرى أكثر حساسية للاقتصاد، مثل البنوك والنفط، قد تستفيد من هذا الأمر.
ومنذ أن بدأت هذه السندات في الارتفاع الأسبوع الماضي، شهد مؤشر راسل 2000 للأسهم الصغيرة ارتفاعا بنسبة 3%، ليتعدى المكاسب التي حققها مؤشر ستاندرد أند بورز 500 التي بلغت 2.2%.
وشهدت الأسهم الدورية في مؤشر ستاندرد أند بورز 500 ارتفاعا على نحو أكبر من المؤشر ذاته.
التأثير السلبي
إذا ما ارتفع العائد على السندات على نحو أكبر، فإن هذا سيكون له تأثير سلبي على الأسهم كافة، لكن الأسهم الأكثر حساسية للاقتصاد سيكون أداؤها أفضل من باقي الأسهم.
وفي حال ارتفاع العائد على السندات بصورة كبيرة، فإن تقييمات الأسهم ستتراجع على نحو كبير، إذ إن العائد الأكبر على المدى الطويل سيؤثر على ربحية الشركات.
وبجانب ارتفاع العائد، يقول هانك سميث، إن العامل الآخر المؤثر هو مدى سرعة الارتفاع.
وأضاف: “إذا ما ارتفع عائد سندات العشر سنوات إلى 2% بنهاية العام، فإن الأسواق لن تستجيب لهذا الأمر على نحو جيد”.
ويرى أن اللجوء إلى الأسهم الدورية قد يكون منطقيا، طالما استمر الاقتصاد في العمل.
- العربية نت