منصة التجارة الإلكترونية “نمشي” تدر ثلث إيرادات “إعمار مولز” .. لماذا تعرض للبيع؟

الاقتصاد اليوم– تدرس إعمار مولز بيع منصتها للتجارة الإلكترونية التي تدر نحو ثلث إيراداتها، وذلك في الوقت الذي تسير فيه الشركة في إجراءات شطب أسهمها من سوق دبي المالي عن طريق شراء حصة الأقلية والدمج مع شركتها الأم “إعمار العقارية”.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر لم تسمها، أنّ إعمار تدرس خيارات لبيع شركة التجارة الإلكترونية للأزياء ”نمشي“، من بينها إدراجها في الخارج من خلال شركة استحواذ ذات أغراض خاصة SPAC.
وبحسب مصادر الوكالة، فإنّ البيع الكامل لشركة “نمشي” قد يدر عائدات تتراوح بين 600 مليون و700 مليون دولار، في حين أن الإدراج من خلال شركة استحواذ ذات أغراض خاصة قد يكون أكثر ربحية.
خسائر المنصة
استحوذت إعمار مولز – المملوكة بنسبة 84.6% لإعمار العقارية – على “نمشي” مقابل نحو 286 مليون دولار، حيث اشترت حصة 51% في 2017 مقابل 151 مليون دولار، فيما حصلت على الحصة المتبقية في عام 2019 مقابل 135 مليون دولار تتضمن نحو 129.5 مليون دولار لمجموعة Global Fashion Group والباقي لمساهمين آخرين في “نمشي”.
رغم تحقيق المنصة الإلكترونية لتجارة الأزياء عبر الإنترنت والمملوكة بالكامل لإعمار مولز مبيعات بنحو 187 مليون دولار في النصف الأول من العام، بما يمثل ثلث إيراداتها البالغة 558 مليون دولار، إلا ان القوائم المالية للشركة كشفت عن تكبّد قطاع البيع بالتجزئة عبر الإنترنت الذي تمثله “نمشي” لخسائر بنحو 18.9 مليون دولار في النصف الأول من العام الحالي، مقابل 6.2 مليون دولار خسائر في الفترة المقابلة من العام الماضي، بزيادة في الخسائر تتجاوز 204%.
وبلغت خسائر إعمار مولز من “نمشي” نحو 14.7 مليون دولار في 2020 و 17.1 مليون دولار في 2019.
ومع ذلك، قالت إعمار مولز في بيان حديث لها إن منصة “نمشي” شهدت نموًا في دول مجلس التعاون الخليجي ومن بينها السعودية والكويت وقطر، كما ضمت أكثر من 240 علامة تجارية جديدة مطلع العام. وتتيح نمشي منتجات من 700 علامة تجارية، بحسب موقعها الإلكتروني.
وحاولت فوربس الشرق الأوسط التواصل مع إعمار للحصول على تعليق، لكن لم يصلنا رد حتى الآن.
نمو التجارة الإلكترونية
رغم تضرر قطاع التجارة الإلكترونية للأزياء خلال العام الماضي بسبب تفشي كوفيد-19، إلا أن بعض التقارير تشير إلى أن الجائحة تسرّع من لجوء العاملين في القطاع إلى المنصات الإلكترونية والتي يرجّح أن تشهد نموًا ملحوظًا خلال السنوات المقبلة.
وبحسب تقرير نشرته The Business Research Company في إبريل/نيسان الماضي، من المتوقع أن ينمو سوق التجارة الإلكترونية للأزياء عالميًا من 549.55 مليار دولار في عام 2020 إلى 668.1 مليار دولار في 2021، بنمو 21.6%، وذلك بفضل استئناف الأعمال والتعافي من الجائحة وبدء تأقلم الشركات مع الواقع الجديد.
ومن المتوقع أن يصل حجم السوق إلى 1.2 تريليون دولار بحلول عام 2025، بمعدل نمو سنوي مركز 16%. ويشير التقرير إلى أن أميركا الجنوبية والشرق الأوسط سيكونا من أسرع الأسواق نموًا فيما يتعلق بسوق بيع الأزياء عبر الإنترنت، بنسب نمو سنوي مركب 16.7% و15.7% – على وجه الترتيب – خلال الفترة من 2020 إلى 2025.
تخارج من البورصة
تأتي أنباء دراسة إعمار مولز التخارج من نمشي أو طرحها في بورصة خارجية عبر SPAC، في الوقت الذي تشطب فيه الشركة أسهمها من سوق دبي المالي. وهو ما قد يدفع البعض للاعتقاد أن ذلك التخارج قد يكون أحد الأسباب، وأن إعمار مولز قد يكون لديها نية للتركيز على قطاع مراكز التسوق بشكل أكبر.
جدير بالذكر أن أكثر من نصف إيرادات إعمار مولز تأتي من قطاع مراكز التسوق الكبيرة، الذي سجل إيرادات بنحو 307 مليون دولار في النصف الأول من 2021، بزيادة 37% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، فيما حققت الشركة أرباحًا من القطاع في النصف الأول من العام بنحو 188.8 مليون دولار، بنمو تجاوز 68%.
وأعلنت إعمار مولز في مارس/آذار الماضي عن دمج كامل أسهم إعمار العقارية وإعمار مولز، في خطوة ستؤدي لشطب أسهم الأخيرة من سوق المال لتصبح تابعة مملوكة بالكامل للشركة الأم “إعمار العقارية”.
ومن المقرر أن تتم الصفقة المرتقبة في صورة عملية اندماج قانوني مع مساهمي شركة إعمار مولز (باستثناء شركة إعمار العقارية)، وسيحصل المساهمون على 0.51 سهم من شركة إعمار العقارية مقابل كل سهم من إعمار مولز، بما يمثل علاوة قدرها 7.1% على سعر الإغلاق لإعمار مولز في 1 مارس/آذار 2021 وهو آخر يوم تداول قبل الإعلان عن الصفقة المحتملة.
وسيتم حل شركة إعمار مولز ككيان قانوني في تاريخ سريان الإندماج. وعقب ذلك، سيتم إعادة تشكيل أعمال شركة إعمار مولز تحت مظلة شركة إعمار لإدارة مراكز التسوق، وهي شركة تابعة ومملوكة بالكامل من قبل إعمار العقارية. ومن المرتقب أن تستمر تلك الشركة في تطوير وامتلاك مجموعة من مراكز التسوق وأصول التجزئة.
وبحسب بيان سابق للشركة، سينتج عن الإندماج بين إعمار العقارية وإعمار مولز، إصدار أسهم جديدة في إعمار العقارية وسيبلغ إجمالي رأس المال المصدر للشركة بعد الاندماج نحو 8.179 مليار سهم، بحيث تمثل ملكية مساهمي شركة إعمار مولز ما نسبته 12.5% تقريبًا من رأس المال، بينما تمثل ملكية شركة إعمار العقارية 87.5%.
تبلغ القيمة السوقية لإعمار مولز 7.4 مليار دولار، وقد تم تحويلها إلى شركة عامة في 2014 وهي تدير مراكز التسوق التابعة لشركة إعمار العقارية، وتركز على البيع بالتجزئة، والتجارة الإلكترونية من خلال نمشي.
وتدر الشركة إيراداتها عن طريق الإيجارات التي يدفعها المستأجرون في منشآتها والمبيعات الناتجة عن منصة التجارة الإلكترونية التابعة لها. وتضم استثماراتها ومشروعاتها الرئيسية إعمار مولز دبي مول، ودبي مارينا مول، ومجمع الذهب والألماس، وسوق البحار، وشركة نمشي.
لماذا تلجأ إعمار لشركة SPAC؟
تعد شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة SPACs ملاذَا للشركات الناشئة على وجه التحديد، والتي ترغب في طرح أسهمها بأسواق المال دون التعرض للإجراءات المعقدة والفترات الزمنية الطويلة التي يستغرقها الطرح التقليدي.
ورغم ضخامة حجم إعمار العقارية وإدراجها لعدد من شركاتها في بورصات المنطقة، إلا أنها تدرس من خلال إعمار مولز التابعة لها اللجوء لـ SPAC لإدراج نمشي في بورصة خارجية، لتصبح من أوائل الشركات الكبرى في المنطقة التي تتجه لقيد إحدى شركاتها في بورصة أجنبية عن طريق شركة استحواذ ذات أغراض خاصة.
وتأتي إعمار في المركز الـ 17 ضمن قائمة فوربس الشرق الأوسط “أقوى 100 شركة في الشرق الأوسط لعام 2021″، وتجاوزت قيمتها السوقية حاجز 8.3 مليار دولار.
وجاءت تلك الأنباء في الوقت الذي بدأت فيه شركات استحواذ ذات أغراض خاصة أجنبية الاستحواذ على شركات بالمنطقة مؤخرًا. ووقعت سويفل للنقل الجماعي مؤخرًا اتفاقية اندماج مع شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة الأميركية Queen’s Gambit Growth Capital، وتم تقييم سويفل بمليار ونصف دولار وسيتم بموجب الدمج إدراجها في ناسداك الأميركية لتصبح أول يونيكورن من المنطقة يتم إدراجها في ذلك السوق.
وقبل ذلك بأشهر، وقعت منصة البث الموسيقى اللبنانية أنغامي، اتفاقية اندماج مع شركة Vistas Media Acquisition Company Inc، إحدى شركة الاستحواذ الأميركية، لتصبح بموجبها أول شركة تكنولوجيا عربية يتم إدراجها في بورصة ناسداك. وقدرت قيمة الصفقة بنحو 220 مليون دولار.
يتم تأسيس شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة SPACs لجمع أموال من البورصة عبر اكتتاب عام أولي، من دون أن يكون لها سابقة أعمال تجارية. وبعد الاكتتاب، تقوم باستغلال الحصيلة للاستحواذ أو الاندماج مع شركة خاصة وتحوّلها إلى شركة عامة.
وعادة ما يتم إطلاق SPACs من قبل شخص أو فريق يتمتع بخبرة واسعة في مجال الأعمال، وعادة ما يكون أمامهم مهلة عامين فقط للعثور على صفقة استحواذ والمضي قدمًا بها، وإلا يتم حل الشركة ورد التمويلات لأصحابها